تعتبر البرامج الرياضية وخاصة تلك المهتمة بالدوري السعودي الأكثر إثارة في الخليج إن لم تكن في الوطن العربي عامة، ويعتبر المسؤولون في العديد من المحطات الفضائية أن كرة القدم السعودية وخاصة الدوري السعودي ومشكلات الأندية ومن ثم المنتخب السعودي «مادة دسمة» لهذه البرامج التي تجد إقبالا كبيرا من الرياضيين والمهتمين بكرة القدم السعودية، فيما يجد البعض أن محتوى هذه البرامج ما هو إلا «حشو» إعلامي القصد منه «شعللة» الأمور واستقطاب المتابعين، حتى وإن كان ذلك على حساب المضمون والفائدة دون مراعاة حس المتابع واحترام مشاعره كباحث عن قيمة ومادة تفيده من خلال النقاد والمحللين الذين تتم استضافتهم في هذه البرامج.. في التقرير التالي نستعرض آراء الرياضيين والمتابعين لهذه البرامج وتقييمهم لما يقدم فيها.. في البداية يقول الإعلامي سلطان المهوس بصحيفة الجزيرة: «مع الأسف الشديد بعض البرامج لدينا أصبحت على طريقة (شعللها المخرج عايز كدا) فهي خالية المضمون والفائدة، طبعا ليس كل البرامج، هناك منها المفيد، والمتابع هو الحكم في نهاية الموضوع ولكن نأمل أن تتغير السياسة ويتم احترام ذائقة المتابعين من الوسط الرياضي خاصة في المواضيع التي يطرح فيها قضية تهم الشارع». الطريقي: نقاد مختصون ويرى الإعلامي القدير صالح الطريقي أن «الوسط الرياضي مشحون بسبب التنافس داخل وخارج المستطيل الأخضر، والبرامج الرياضية تناقش مشكلات الوسط الرياضي وتقدم الحلول ولكن هذا يجب أن يكون عبر محللين ونقاد رياضيين وليس كل من هب ودب، لأن من يحاول جلب الإثارة المصطنعة في هذه البرامج هو شخص غير رياضي ويحاول إكمال النقص بهذا الضجيج والصراخ غير المفيد ليبرز نفسه في الوسط الرياضي، وهؤلاء لا يخدمون البرامج الرياضية والمتابع يفرق بين الغث والسمين، وعامة البرامج الرياضية المهتمة بالشأن الرياضي السعودي هي الأفضل خليجيا والأكثر قبولا لدى المتابع لأن الدوري السعودي قوي ومثير». أبو اثنين: حكم المشاهد وأوضح اللاعب الدولي السابق لاعب نادي الهلال والمحلل بالقنوات الرياضية فيصل أبواثنين أن «المتسلقين للشهرة هم سبب تشويه هذه البرامج، أما الرياضي فلا يقبل أن يكون بوقا يستخدم لجلب المشاهدين لهذه البرامج بالصراخ ومحاولة إثارة البلبلة لجذب ولفت نظر المشاهد، ولكن قد يكون تعدد القنوات الرياضية سواء في السعودية أو الخليج جعل بعض هذه القنوات تستغل هؤلاء لاستقطابهم واستخدامهم كوسيلة لتسويق برامجها مع طفرة الإعلام الجديد وتعدد وسائله، ويبقى لكل برنامج سلبياته وإيجابياته ولا يمكن الحكم على الجميع والمشاهد لهذه البرامج هو من يميز بين الجيد والرديء». خالد: برامج متباينة وأكد المحلل في القنوات الرياضية والمدرب الوطني عبدالعزيز خالد أن «البرامج الرياضية بطبيعتها مثيرة للغاية حيث إنها تهتم بقضايا الوسط الرياضي الصاخب، وأعتقد أنه من الظلم التعميم، فهناك برامج تناقش قضايا مهمة وحساسة في الوسط الرياضي وتقدم حلولا عملية بناء على خبرة من تتم استضافتهم، وعموما المشاهد يحكم على من يظهر من أجل البروز ومن يقدم ما يهم المشاهد والقضية أو الحدث الذي تتم مناقشته وفي النهاية ليس هناك كمال فرضا الناس غاية لا تدرك». التيماوي: تشديد الرقابة وبين اللاعب الدولي السابق خالد التيماوي أن «بعض البرامج الرياضية تتعمد إحضار أشخاص متعصبين أو برتبة مشجعين يشوهون هذه البرامج التي في بعض الأحيان يكون فيها خروج عن النص وسب واتهامات، أتمنى أن نرتقي ولا نسمح لهؤلاء بتشويه تلك البرامج التي هي تعني المشاهدين بالدرجة الأولى، وإعادة النظر في بعضها وليس كلها لأننا وصلنا لمرحلة الإسفاف في بعضها، كما أتمنى تشديد الرقابة على بعضها». الصرامي: برامج إيجابية ويقول الكاتب والناقد الرياضي سعود الصرامي: «الرياضة كلها صراخ وصوت مرتفع داخل ملاعب كرة القدم، لذا من الطبيعي جدا أن تكون البرامج التي تحلل هذه الأحداث بهذا الشكل، كذلك تجد أن القنوات الخليجية تتسابق على الضيوف من الإعلاميين والرياضيين السعوديين لتكون برامجهم قوية ومثيرة رأي قد يكون مخالفا لكن أرى أن البرامج الرياضية إيجابياتها أكثر من سلبياتها». ويستعرض التقرير آراء بعض المشاهدين لهذه البرامج، حيث يؤكد المشاهد فيصل العتيبي أن «البرامج الرياضية في القنوات الفضائية، خاصة التي تهتم بالشارع الرياضي السعودي فقدت مشاهديها بسبب أن الناس لم يعد لديها الوقت لمتابعة مثل هذه البرامج، لذا هم أصبحوا يبحثون عن أشخاص يستخدمونهم لجذب المشاهد حتى وإن كان ذلك عن طريق الخروج عن النص ورمي التهم والكلمات النابية، كما أن هذه البرامج كلها مجاملات». ويوضح سعود الغامدي أن «البرامج الرياضية جيدة نوعا ما إذا كان الضيوف من النخبة، لكن إذا تمت استضافة كل من هب ودب، وأشخاص لا علاقة لهم بالرياضة وهمهم الصراخ ورفع الصوت فما عليك سوى إغلاق التلفزيون وتركهم، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد برامج مفيدة، بالعكس، لكن أتمنى أن يكون هناك تغيير في الضيوف وفتح المجال للجماهير الرياضية للمشاركة وطرح رأيها في جزء مهم في المنظومة الرياضية». وكان لمسؤولي القنوات الرياضية رأي في ذلك، إذ تحدث سعد العريم مدير الإعداد في قناة «لاين سبورت» الرياضية المتخصصة قائلا: «ما يذكر عن البرامج الرياضية غير صحيح على الإطلاق وما يدور في برامجنا الرياضية هو انعكاس لما يحدث خارج الملعب وداخله، ولو عملت حصرا لبرامجنا -وأنا هنا أتحدث عن قناة لاين سبورت- تجدها تناقش ما يحدث داخل الملعب فقط، وبالنسبة لتهمة أننا نبحث عن ضيوف لإثارة الشارع الرياضي وجذب المشاهد، نحن نختار الضيوف حسب شعبيتهم عند الجماهير ولا توجد علاقات شخصية، ولا يمكن أن نفعل ذلك فنحن نحترم المشاهد الكريم ولا يمكن أن نحرق برامجنا بضيوف إمكاناتهم محدودة لمجرد أن لسانهم طويل ونحول برامجنا للصراخ، فنحن في غنى عن ذلك وقناة لاين سبورت لها سياسة ثابتة لا يمكن أن تتغير، والمسؤولين فيها يبحثون عن المفيد للمشاهدين الكرام والذين نجد منهم كل تقدير وثناء». واستغرب مقدم البرامج في «الرياضية السعودية» محمد الدرع إطلاق مصطلح «الصراخ» على البرامج الرياضية وما شابه ذلك، معتبرا أن «الحدث الرياضي هو ما يجعل هذه البرامج تتميز بالحدة عن غيرها، كما أن الوسط الرياضي يعج بالاختلافات والمنافسات التي تجعل هذه البرامج تظهر بهذا الشكل والرياضة بطبعها تنافس يصل لحد الاحتقان في بعض الأحيان، أما بالنسبة لاختيار الضيوف فهذا يحدده الموضوع وليس هناك محسوبيات كما يتردد». وقال مقدم البرامج الرياضية الشهير الإماراتي محمد نجيب: «الرياضة السعودية مثيرة والشارع الرياضي صاخب لذا من الطبيعي أن تكون البرامج الرياضية منفعلة بهذا الشكل لأنها تحكي واقعا تعيشه الرياضة السعودية، كذلك التعصب الرياضي له دور في جعل هذه البرامج صاخبة بهذا الشكل وهذا شيء صحي، لأن كرة القدم بدون تنافس تصبح مملة وباهتة بدون طعم ولا رائحة ولكن يجب ألا نخرج عن النص في رأينا مهما اختلفنا، وتظل في النهاية كرة قدم ورياضة يجب أن تجمع ولا تفرق بين الناس مهما اختلفت ميولهم وتوجهاتهم، بالنسبة لنوعية الضيوف أن الرأي دائما أن يكونوا من المعاصرين والخبراء في المجال الرياضي».