عادة ما يطلق المجتمع على شوارع المدينة أو الأحياء التي يقطنونها مسميات شعبية أو أرقاما أو حتى أسماء شخصيات تاريخية قديمة ومن ثم يتم توارثها جيلا بعد الآخر، فمنها ما يشتهر ويبقى الاسم ملازما للشوارع على مر الزمن، ومنها ما يتم تغييره بواسطة الجهات المختصة بتسمية الشوارع. وبنظرة سريعة على أسماء شوارع وطرقات مكةالمكرمة نجد أن أغلبها تحمل الطابع الشعبي فمنها ما سمي ب«شارع أبو لهب» في حي جرول رغم تغيير المسمى ل«حسان بن ثابت» وأحدها أطلق عليه «شارع 64» رغم أن تسميته الرسمية هي «شارع عمر قاضي» وتوجد لوحات تعرف الجميع بذلك المسمى إلا أن قاطني الأحياء لا يزالون متشبثين بما اشتهر به. وقال بدر سعد أحد سكان الشرائع «سكنت حي الشرائع قبل ما يقارب 21 عاما إلا أنني كنت لا أعرف مسمى آخر لشارع 64، فقد تعارفت عليه أنا ومن يقطنون الحي، وحينما يسألني أحد المارة عن شارع «عمر قاضي» فأجيبه بأنني لا أعرفه، وصدفة كنت أقف عند إشارة مرورية فرأيت لوحة مكتوب عليها اسم شارع «عمر قاضي» إلاّ أنني ما زلت متمسكا بالاسم القديم له». أما عبدالله المالكي من سكان حي الشوقية فيقول «ذات مرة أخبره صديقه أن عليه التوجه لشارع 64 في مكةالمكرمة لشراء غرض ما من هناك، حيث وصف له صديقه الطريق، ويضيف المالكي «وعندما وصلت للشارع تبين له في أحد اللوحات أن اسم الشارع مغاير لما أخبره به صديقه». ويتساءل كل من بندر سعد وعبد الرحمن النهاري وموسى السعدي من عدم تسمية الشوارع والطرقات بما اشتهر من الأسامي التي اطلق عليها حتى لا يتوه من يسأل عنها إطلاقا، موضحين في الوقت ذاته أن بعض أسماء الشوارع أصبح ملازما لها رغم مرور عدة سنوات على تغيير المسمى لأن المجتمع توارث الاسم جيلا بعد آخر وأصبح من الصعب جدا أن لم يكن من المستحيل تغييره لدى المجتمع، مضيفين «إن بعض أسماء الشوارع لا يتناسب وقدسية المكان، داعين إلى ضرورة تسمية الشوارع والطرقات الجديدة بأسماء الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين لتعزيز مكانة هذه الأسماء لدى الأجيال القادمة وتخليدا لعهد الصحابة والصحابيات الكرام.