اعتبرت مصادر عربية مطلعة أن تنفيذ المبادرة الروسية التي تقضي بمراقبة الأسلحة الكيماوية السورية ومن ثم انتزاعها من النظام السوري ليس بالأمر السهل وإنما تحتاج إلى فترة ربما تصل إلى 10 سنوات. وتساءلت عما يثبت جدية نظام الأسد والضمانات التي ستدفعه إلى وقف مسلسل القتل والتدمير، إلى جانب الضمانات الخاصة بهذه الأسلحة وهل سيصدق أم لا. وتابعت قولها إن الثقة في استجابة النظام السوري «سائلة جدا» ومسألة تقديرية لا يستطيع أحد أن يجزم بها، مع وجود سوابق كثيرة لعدم التزامه بأية تعهدات، بجانب أنه حتى لو تم نزع الأسلحة الكيماوية فلا يوجد ما يضمن وقف استخدام الأسلحة التقليدية. ورأت أنه دون وجود ما وصفته ب «المكون السياسي» لتحديد مستقبل الوضع في سورية ستبقى الأمور سائلة بها وتفتح الأبواب لكافة الاحتمالات، ومن ثم ستستمر طاحونة الحرب وهذه الآلة الجهنمية ومعها مسلسل سقوط الضحايا الأبرياء يوميا. ورأت أنه ربما استطاع الرئيس الأمريكي إيجاد مخرج له من وراء إلقاء هذه الفكرة إلى روسيا عبر وزير خارجيته «لأنه في حقيقة الأمر لا يريد ضرب سورية»، وطالما تحقق الهدف بالوصول إلى ترسانتها من الأسلحة الكيماوية ومن ثم ضمان أمن إسرائيل فهذا هو الهدف الأسمى. من ناحية أخرى، يقوم وزير الخارجية المصري «نبيل فهمي» بزيارة إلى موسكو يومي 16 و17 سبتمبر الجاري، يجري خلالها مباحثات رسمية مع نظيره الروسي «سيرجي لافروف» تتركز على الأزمة السورية وبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وقال بيان صحفي لمكتب وزير الخارجية المصري إن المباحثات ستتناول عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الأزمة السورية. وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية السفير حاتم سيف النصر في تصريحات ل «عكاظ» إنه من الطبيعي أن تحظى الأزمة السورية بالنصيب الأكبر من المشاورات بين وزيري الخارجية، في ظل تسارع وتيرة الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم حيال التعامل مع هذه الأزمة والسعي إلى إيجاد حلول تضع حدا لعمليات سفك الدماء اليومية.