أوضح الناقد الدكتور معجب الزهراني أن الرحالة الفرنسي كورتيلمون سافر إلى جدة ومنها توجه إلى مكةالمكرمة التي دخلها ليلا وصلى الفجر وشرب من ماء زمزم برفقة المطوف أحمد بشناق وبعد ذلك صعد إلى جبل أبي قبيس والتقط صورا للحرم ومكةالمكرمة، مشيرا إلى أن كورتيلمون يعد أول مصور يلتقط صورا لمكةالمكرمة التي أقام فيها لدي أسرة مكية أكرمته، وأوضح أن كورتيلمون كان يتردد بانتظام على الحرم. جاء ذلك أمس الأول خلال محاضرته (صور مكة في كتاب الفرنسي كورتيلمون) التي ألقاها بنادي مكة الأدبي. واستعرض الزهراني سيرة هذا الرحالة الفرنسي ومولده في باريس ووفاة والده وهو في سن الثالثة وخروجه للجزائر بعد زواج والدته من ضابط عمل هناك، وأبان أن كورتيلمون اتجه للجانب الثقافي بعد أن بلغ من العمر 30 عاما حيث أسس دار نشر وأصدر عددا من المجلات في الجزائر ونشأت علاقات بينه وبين عدد من المثقفين الجزائريين، مضيفا أنه ألف 5 كتب مصورة وظل يبحث عن خاتمة لها فكانت الخاتمة زيارته لمكةالمكرمة رغم نصيحة البعض له بعدم زيارتها لما قد تنطوي عليه الزياة من خطورة على حياته. وأفاد أن كورتيلمون استمع في النهاية إلى نصيحة حكيم مغربي بزيارة مكةالمكرمة، مضيفا أن حاكم الجزائر طالبه بأن يصدق على وثيقة تأييد له من حاكم مكةالمكرمة، اضافة إلى جمع معلومات اجتماعية وصحية عن مجتمعها. بدورهما رأى الدكتور فواز الدهاس والدكتورة عواطف في مداخلتيهما، أن هدف الرحالة الفرنسي من زيارة مكةالمكرمة كان سياسيا بحتا خلف التظاهر بالإسلام، مضيفين أنه جاسوس جمع الكثير من المعلومات عن مكةالمكرمة ليكشف للفرنسيين سر الروح المعنوية التي يعود بها الحجاج الجزائريون من مكةالمكرمة، واستدلا على ذلك بلقاء كورتيلمون بمفتي المالكية في مكةالمكرمة، فيما رد عيهما المحاضر بأن المعتقد لا يستطيع أحد يحكم عليه لأنه علاقة بين الانسان وخالقه مشددا على ضرورة حسن الظن بالآخرين. وتحولت محاضرة الزهراني إلى أمسية ثقافية تبادل فيها أدباء مكةالمكرمة والأدباء الذين قدموا من جدة والطائف واكتظت بهم القاعة الأفكار والرؤى حول مختلف القضايا، كما أثارت قصة (الجمال الخضر) التي ذكرها الزهراني في محاضرته مطالبة الدكتور يوسف عارف له بعمل روائي عن القصة، فيما اعتبرها الدكتور عايض الروقي من الخرافات التي يجب تجنبها.