سمعت عن بعض المشاكل التي تصادف المسافر في مطاراتنا، وآخر ما تطرق الى مسامعي هو سوء تفاهم احد موظفي جوازات المطار وعدم احترامه للمسافرين وأعجبني جدا القرار الصارم الذي اتخذته الإدارة بفصله ليكون عبرة لمن سواه.. لكني تنبهت مؤخرا إلى أن هذه الحالة ليست هي المشكلة الوحيدة من بعض العاملين، بل هناك مشكلة أخرى وهي عدم قدرة البعض على التعامل مع المشكلات الطارئة. إليكم القصة.. في رحلتي الأخيرة التي كانت من جدة إلى لندن ثم إلى أمريكا، وبعد أن اطلع موظف الجوازات على جوازاتنا طلب مني الذهاب للغرفة المغلقة للمطابقة.. ذهبت وطابقت وختمت الموظفة لي، خرجت واتصلت بوالدي كي أخبره أننا انتهينا من الجوازات وأنه يستطيع الذهاب، فتعجب كون موظف الجوازات لم يطلب مني تصريحا للسفر وكان المبرر المنطقي هو أن أخي المرافق أصبح عمره (21) عاما ما يتيح لي السفر معه دون خطاب موافقة ولي الأمر، وأكد لي ظني هذا هو أن مسؤول الجوازات لم يطلب مني قبل دخولي للمطابقة العودة إليه لختم الخروج.. ولكن المفاجأة كانت قبل إقلاع الطائرة بدقائق معدودة.. عند بوابة الخروج قلب رجل التفتيش الجواز بحثا عن ختم الخروج لكنه لم يجده، وطلب مني الذهاب سريعا لختمه، وعند مكتب الجوازات كان هناك (4) مسؤولين يتحدثون، فحاولت مقاطعتهم لأن الطائرة ستقلع، بحث في الجهاز فلم يجد تصريحا وسألني عن المرافق فشرحت له كامل القصة محاولة جهدي أن يقتنع، لكنه لم يفعل شيئا سوى أنه حولني إلى مسؤول آخر.. ذهبت إليه ومعي أخي، وقبل معرفة القصة وبمجرد أن عرف أني لا أملك تصريحا قال لي «مستحيل تسافري دوري رحلة غيرها» كدت أجن لأن دراستي ستبدأ بعد يومين، وفوات الرحلة يعني فوات أشياء كثيرة، طلبت منه أن أقابل مسؤولا أكبر منه لعله يتفهم، فأجابني ضاحكا «أنا هنا أكبر مسؤول»! ولا أعلم كيف خطر في ذهني أن يكلم والدي ويطلب منه المعلومات اللازمة ويتركنا لنلحق الطائرة، تكلم مع والدي وأغلق الهاتف وهو يقول «لن تذهبوا»، ولحسن الحظ أن والدي اتصل مرة أخرى وأخبره بأنه قادم إلى المطار وأن عليه أن يتركنا نذهب، تركنا نذهب بعد تأخير (10) دقائق.. ركبنا وأقلعت الطائرة.. ولكن ما زالت لدي تساؤلات عدة: لماذا لا يسمح للمرأة السعودية باتخاذ أخيها المرافق، المحرم -لا سيما وقد وصل للسن القانونية- بالسفر معه دون تعقيد؟ أو ليس الأخ شرعا هو محرم لها؟ هل يعقل أن تتعطل رحلاتنا وأن تتوقف مصالحنا مقابل ورقة إذن مع وجود أخ؟ أنا هنا لا أتذمر ولكني حقا أتساءل: لماذا؟ نهاية أقول: يجب تدريب موظفي المطار على كيفية التعامل مع المشكلات ومتى يسمح بالتغاضي ومتى لا يسمح، فتعطيل رحلة مقابل ورقة يعني خسارات عدة.