تحدثت في مقال سابق عن تأخير رحلات الطائرات أو إلغائها، وان هذا أمر وارد في كافة مطارات العالم، وان الفرق بين شركة طيران واخرى هو في التعامل وتوفر المعلومة الصحيحة. وأشرت في تلك المقالة الى تأخر إقلاع الرحلة (1059) المتجهة من الرياض الى جدة يوم الثلاثاء 4/7/1426ه ، وكان التأخير لأكثر من ست ساعات، وان المسافرين كانوا يبحثون عن معلومات عن هذه الرحلة ولكن دون جدوى. استكمل اليوم هذا الحديث وأستشهد برسالة بعثها المواطن عبدالله بن علي باوزير، إلى جريدة الوطن ونشرت يوم الاربعاء 5/7/1426ه . يروي هذا المواطن قصته مع معلومات الخطوط السعودية على النحو التالي: قمت بحجز مقعد لابني محمد عبدالله باوزير (19 عاماً) الى بومباي لزيارة أخيه أحمد على الرحلة رقم (SV 057) يوم السبت الماضي وموعد اقلاعها الساعة الثالثة وعشرون دقيقة فجراً ودخل الطائرة الساعة الثالثة وثلاثين دقيقة فجراً على مرأى مني. وعدت الى منزلي مطمئناً عليه. واتصلت بأخيه وأخبرته أنه تم إركابه وأن الرحلة ليس لها محطة وقوف سوى مطار بومباي، وأن موعد وصولها التاسعة وخمسون دقيقة بتوقيت بومباي وذلك حسب ما أخبرنا به موظف السعودية في المطار. وفي الساعة العاشرة صباحاً اتصل بي ابني أحمد من الهند وأخبرني أن الرحلة لم تصل، ولا يوجد معلومات في مطار بومباي. فاتصلت باستعلامات المطار على الرقم 2221700 وأخبرني الموظف أن الرحلة 750 أقلعت منذ وقت ولم يحدد لي الوقت ولا أي معلومات أخرى عنها. فذهبت مسرعاً الى مطار الملك خالد الدولي وسألت مشرف الصالة فأخبرني إن ابني على متن الطائرة، وأنها ستمر بمطار مدراس وستصل بومباي في الثانية وخمس واربعين دقيقة بعد الظهر بتوقيت الرياض. بعد ذلك في الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر اتصل بي ابني أحمد وأخبرني انه استفسر عن الرحلة من أحد موظفي السعودية في مطار بومباي وأخبره انها في مطار كولومبو في سريلانكا، وأنها ستصل بعد 3 ساعات الى بومباي. فاتصلت باستعلامات المطار وطلبت منهم خبراً أكيداً عن الرحلة وسألت هل هي في مدراس أم كولومبو فرد الموظف انها في كولومبو، وعندما سألته هل لديك معلومات أخرى قال إنها أقلعت لكن أين لا أدري. وجلست في موقف لا أحسد عليه من القلق فهذه المرة الأولى التي يسافر فيها ولدي ولا أعرف أين هو؟ هل في جو أو بر؟ في هذه الأثناء اتصل أخوه أحمد في الثالثة عصراً بتوقيت الرياض من بومباي وأخبرني أن الرحلة تأجلت إلى يوم الأحد 31/7/2005 الساعة السابعة والنصف صباحاً. كدت أجن اتصلت على مكتب السعودية رقم 4500000 ولم يجبني أحد، واتصلت بعلاقات الركاب للاطمئنان على ابني على الرقم 2221471، والرقم 2221472 ولم يتم الرد». انتهت قصة الأخ عبدالله مع سفر ابنه، وكما نلاحظ فإن المشكلة الواضحة هي غياب المعلومة الصحيحة وعدم الرد على الاتصالات من قبل الموظفين. ويلاحظ أيضاً أن الخطوط السعودية في بعض رحلاتها الدولية لا تبلغ الركاب بخط السير، فالمسافر يعتقد أن الرحلة بدون توقف ثم يفاجأ بأكثر من توقف. وهذه المشكلة ترتبط أيضاً بتوفر المعلومة. المسافر، ومن يودّع المسافر، ومن ينتظر لاستقبالهم، كلهم بحاجة إلى المعلومة الدقيقة، فهل توفير هذه المعلومة مستحيل في عصر المعلومات. [email protected]