أكد استشاريون متخصصون في علم الفيروسات وأمراض الدم، أن الاكتشاف والعلاج المبكر للطفلة رهام التي نقل إليها بالخطأ دم ملوث بفيروس الإيدز، وحقنها بمضادات للفيروسات، أسهم في إنقاذ حياتها وتخلص جسدها من الفيروس. وأشاروا إلى أن عامل السرعة في الحالات التي تتعرض لأخطاء قاتلة وفادحة يمثل ضرورة في إنقاذ الحالة، حيث إن جسم الإنسان يتعامل وفق منظومة تحتوي على الخلايا والسوائل والحمض النووي. واستغربوا من تشكيك البعض في إمكانية تخلص جسدها من فيروس الإيدز أحد أخطر الفيروسات الممرضة التي تسيطر على جسم الإنسان، وبالتالي تدمير أجهزته الحيوية بعد فترة من الزمن عندما تضعف المناعة نهائيا. التخلص من الفيروس ورأى استشاري الفيروسات ورئيس قسم الفيروسات والحليل الجزئي بمستشفى الملك فهد بجازان البروفيسور زكي منور، أن الذي يحدث عند نقل دم ملوث مثلا بالإيدز أن الفيروس يدخل في الخلايا ويتحول من RNA الى DNA ، ويصبح جزءا من الحمض النووي لخلية الإنسان التي تبدأ بالتكاثر، وهنا تكمن صعوبة التخلص من الفيروس لأنه أصبح جزءا من الحمض النووي. وأشار إلى أن الذي حدث في حالة الطفلة رهام أن العلاج بدأ مبكرا جدا قبل تكامل الفيروس في الحمض النووي لخلية الإنسان فأصبح من السهل التحكم في الفيروس وعدم تكاثره وعلاج الطفلة وإنقاذ الحالة. وأكد د. منور وجوب التبليغ عن أي اشتباه في حالات نقل الدم الملوث، لأن الإسراع في العلاج المبكر يعد أهم خطوات إنقاذ الحالة ويسهم في إعطاء نتائج إيجابية تساعد الفرد على التخلص من الفيروس. عدوى أولية وقال الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الباحة واستشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني: بالإمكان السيطرة على فيروس الإيدز في حالات عديدة أهمها أن تكون العدوى في بدايتها بمعنى عدوى أولية، حيث يتم إعطاء الشخص مثبطات (مضادات للفيروسات) توقف انقسام الفيروس ونشاطه، مما يؤدي إلى تدميره وعدم مقدرته على غزو أنواع معينة من كريات الدم البيضاء. وأضاف، «ماحدث في حالة الطفلة رهام أن العلاج المبكر أنقذها من التعرض للإصابة بالفيروس، وأن خضوعها لمدة علاجية مكثفة تحت إشراف طبي وإجراء تحاليل لقياس نسبة الفيروس في الدم ساعد على تخطي الإصابة». وعن فيروس الإيدز قال: «داء نقص المناعة المكتسبة أو ما يعرف بالإيدز هو مرض يصيب الجهاز المناعي البشري ويسببه فيروس نقص المناعة البشرية، وتؤدي الإصابة بهذه الحالة المرضية إلى التقليل من فاعلية الجهاز المناعي للإنسان بشكل تدريجي ليترك المصابين به عرضة للإصابة بأنواع من العدوى الانتهازية والأورام». وأضاف، ينتقل فيروس HIV إلى المصاب عن طريق حدوث اتصال مباشر بين غشاء مخاطي أو مجرى الدم وبين سائل جسدي يحتوي على هذا الفيروس مثل (نقل الدم الملوث، العلاقات غير الشرعية، أو من خلال إبر الحقن الملوثة بهذا الفيروس). وخلص الدكتور حلواني إلى القول «لا يوجد حتى الآن أي لقاح أو علاج وقائي لهذا المرض يقي من فيروسه، فالوسائل العلاجية المضادة للفيروسات الارتدادية تعمل على تقليل كل من معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بالمرض، وكذلك انتشار المرض في المنطقة التي تظهر فيها العدوى به». تحت الملاحظة وفي سياق متصل رأى استشاري الباطنية وأمراض الدم والأورام الدكتور عبدالرحيم قاري، أن نجاة الطفلة رهام من فيروس الإيدز معجزة إلهية في الوقت الذي تم فيه نقل وحدة كاملة من الدم الملوث لها، لافتا إلى أن سرعة التوجه بها إلى المستشفى لإعطاء المثبطات والعلاجات أسهم في تخلص جسدها من الفيروس بعد خطوات علاجية ألزمتها السرير الأبيض فترة طويلة. وأشار إلى أن هناك 3 خطوات أسهمت في نجاتها وهي قدرة الله في إنقاذها من المرض وسرعة نقلها للعلاج، فكما هو معروف أن فيروس الإيدز من أخطر الفيروسات عندما يستوطن داخل الجسد، ثانيا تطور الطب في مثل هذه الحالات النادرة الواردة الحدوث نتيجة أخطاء بشرية أو تقنية، ثالثا هناك حالات عالمية شفيت من المرض وكانت قد تعرضت للاغتصاب من قبل أشخاص مصابين بفيروس الإيدز وتم إنقاذها من خلال سرعة التوجه بها إلى المستشفيات وعلاجها ببروتوكول طبي موجود لمثل هذه الحالات. واختتم الدكتور قاري حديثه مشددا على ضرورة أن تخضع رهام للتحاليل الطبية بعد 4 أشهر وأن تكون تحت الملاحظة خلال هذه الفترة لمزيد من الاطمئنان. العلاج المبكر ومضادات الفيروسات سر نجاة رهام