أكد استشاريان متخصصان أن فترة حضانة فايروس الإيدز تؤخر تأكيد إصابة الطفلة رهام بالإيدز. وبينا أن فترة حضانة الفيروس تمتد من 6 أسابيع إلى ستة أشهر، وخلالها تبدأ الفحوصات التي تظهر الإصابة بالفايروس من عدمه، وبالتالي فإنه لا يمكن تأكيد إصابة رهام بمرض نقص المناعة المكتسبة. وأضافا «إذا كان تركيز الفايروس في الدم المعطى لها في وضع منخفض ولم يكن في أعلى مراحل التضاعف للفايروس يستطيع العقار بقدرة الله إيقاف الفايروس من التضاعف وبالتالي نجاتها من الإصابة». ورأى استشاري أمراض الدم الدكتور عبدالرحيم قاري، أن كمية الدم التي نقلت للطفلة رهام المصابة بالأنيميا المنجلية هي كمية كبيرة، ما يعني جرعة كبيرة من الفايروس الملوث بمرض الإيدز، وبالتالي فإن إصابتها بالفايروس عالية جدا، وسيظهر ذلك خلال الأسابيع المقبلة من خلال إجراء الفحوصات التأكيدية. وقال «إن الإصابة بالفايروس لا تعني الإصابة بالمرض فورا، إذ يثبت تشخيصه بعد انتقال الإصابة بالفايروس إلى المرحلة الرابعة، ومن حكمة الله ولطفه أنه تم اكتشاف الخطأ بنقل الدم الملوث للطفلة رهام مبكرا، ما يتسنى للكادر الطبي اتخاذ إجراءات عاجلة وقائية ضد الإصابة بالفايروس». وأضاف، هناك أدوية فعالة تعمل على وقف انتقال الحالة من الإصابة بالفايروس إلى مرحلة المرض، كما أن هناك خططا علاجية فعالة لمنع الإصابة أصلا بالفايروس في حالات الاعتداءات الجنسية من قبل رجل مصاب بالمرض، ولكن حالة رهام مختلفة تماما لأن كمية الدم التي نقلت إليها كبيرة وفي الوريد مباشرة. أما استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني فقال: «تعتبر حالة رهام خطرة جدا، إلا أننا لا نستطيع القول إنها مصابة بالإيدز، لأن الإيدز هو المرحلة النهائية للمرض بعد تدمير الجهاز المناعي بشكل كامل، وفي حالة ثبوت وجود الفايروس المسبب للمرض في دمها بعد الفحص الأولي للدم يجب عمل الاختبار التأكيدي لذلك، وفي حالة ثبوت النتيجة الإيجايبة تستطيع رهام التعايش مع الفايروس وتتناول الجرعة المناسبة لمثبطات الفايروس متى ما كانت حالتها الصحية قابلة لتناول العقار». وتابع، «يحتاج الفايروس فترة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، وفي الغالب من أسبوعين لشهر حتى يتضاعف ويظهر بتركيز معين في الدم حتى يمكن تحديده عن طريق الاختبارات الروتينية في المختبر، لذا متى ما كان الشخص المكتسب للفايروس في المرحلة الأولية من الإصابة قد يظهر وكأنه شخص سلبي للفايروس، بينما هو حامل له وقد ينقله لغيره، لذا من الضروري فحص الدم عن طريق اختبار جديد ومتطور يعرف باسم اختبار نات بعد 12 يوما فقط من اكتسابه وبدأ استخدامه فعليا لدينا». سألناه: هل يمكن إنقاذ الطفلة قبل تطور الفايروس في جسدها، أجاب: «العلم عند الله، لكن متى ما كان تركيز الفايروس في الدم المعطى لها في وضع منخفض ولم يكن في أعلى مراحل التضاعف للفايروس، من المحتمل لو بدأت العقار المثبط للفايروس مباشرة وفي أقل من 72 ساعة من تعرضها، إيقاف الفايروس من التضاعف، وبالتالي نجاتها من الإصابة، مع إجراء الفحص الدوري لها بعد أربعة وستة أسابيع من تاريخ نقل الدم الملوث، ثم بعد ثلاثة أشهر وستة أشهر، ولو ظهرت نتيجتها سلبية بعد ذلك فهي بأمر الله لم تكتسب العدوى».