تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية والأمنية من خطورتها إلا أنها لا تزال تباع بلا رقيب في منطقة عسير، ويوفرها بائعوها لمن يرغب فيها خصوصا في شهر رمضان. باتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي لعاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة للتلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفياً في عمل المخ. «عكاظ» تجولت في أماكن بيع الألعاب النارية في أماكن متفرقة بعسير، وجدناها تباع عياناً بياناً من قبل بعض الأطفال والمراهقين والعمالة وبكافة الأشكال والأنواع، استوقفنا أحد البائعين وسألناه عن الطريقة التي يحصلون بها على تلك البضاعة، وبعد تردد منه قال: «تجلبها لنا بعض العمالة من جدة وإحدى الدول القريبة»، وعن مستوى الربح رد قائلاً «في حال لم تصادر بضاعتنا فنحن نكسب كثيراً»، فبادرناه وهل سبق أن صودرت لك بضاعة فقال «حصل ذلك قبل عامين في نفس هذا المكان ومن بعدها كل شيء على ما يرام». أحد المتسوقين أكد ل(عكاظ) خطورتها، وفي نفس الوقت دعا أولياء الأمور إلى أن يسعدوا أطفالهم بالألعاب والهدايا المناسبة التي تكون بعيدة عن الخطر، وعدم تشجيع الباعة على استيرادها من خلال مقاطعتهم. ودعا ياسر آل غندف لمحاربة هذه الألعاب لما تحمله من خطورة شديدة على الأطفال وتعمل على ترويع الآمنين وكبار السن، إضافة لمخاطرها الصحية الأخرى على البدن والصحة النفسية بشكل عام، وعلى الأطفال بشكل خاص. وأيده عيسى عبدالرحمن المعيويد وأكد عدم تمكين مروجيها من الدخول لهذه البلاد وأن تقوم الجهات المختصة بمعاقبتهم وتغليظ العقوبة كي يرتدعوا من هذا العمل الإجرامي الذي تترتب عليه كوارث عديدة منها البيئية والصحية والأمنية وغيرها. من جانبه قال الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير: إن قسم جراحة العظام بمستشفى عسير المركزي استقبل 9 حالات إصابات ناتجة عن انفجار ألعاب نارية قبل أشهر، حيث تركزت جميع الإصابات بمنطقة اليد ما أدى إلى بتر في الأصابع في جميع الحالات، حيث تراوحت ما بين بتر للسلاميات الطرفية وإلى بتر كامل للأصابع وأجزاء من اليد مع تهتك شديد بالأنسجة والأصابع المبتورة لا يسمح بإعادة زرعها، وقد تراوحت أعمار المصابين ما بين (12 – 50) عاماً، ويوجد من بين الحالات سيدة تعرضت لإصابات شديدة في اليد أدت لبتر ثلاثة أصابع مع تهتك شديد بأنسجة اليد. وناشد النقير المواطنين محاربة هذه الألعاب التي تعتبر ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي حفاظاً على أرواح وأجساد المواطنين، وقال: إن لها مخاطر كبيرة وقد تتسبب في بتر أصابع الأطفال أو تهتك في أنسجة العين حال وصول شظايا هذه الألعاب إليها. من جهته أكد الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد العاصمي على ضرورة مراقبة أولياء الأمور للأطفال وعدم السماح لهم بشراء هذه الألعاب النارية أو العبث بها، لاسيما أن أصنافاً كثيرة منها ذات قوة تفجيرية شديدة وتفتقر لأبسط مقومات الأمان والسلامة في استخدامها، لتدني مواصفات تصنيعها مما يجعلها عرضة للانفجار تلقائياً في حال تعرضها لدرجات الحرارة العالية أو الاحتكاك بالأسطح الخشنة. ويتكرر المشهد في محايل عسير هذه الأيام، حيث ينشط باعة الألعاب النارية في الترويج لها وسط الأطفال رغم أنها أصبحت تشبه القنابل المدوية التي تحدث الخراب والدمار وتشعل الحرائق خصوصا في قصور الأفراح.