ثمة خلط ولغط يحدث حينما يتم تسليط الضوء على مثالب بعض المتدينين؛ ومرد ذلك أن كثيرا من عامة الناس يربط الشخص المتدين بالدين بطريقة خاطئة، إذ إن الصورة الذهنية التي تشكلت لدى هؤلاء تعطي الدعاة والوعاظ قدسية معينة تختلف عن الآخرين، تجعلهم بعيدين عن دائرة الزلل والخطأ. وهذا تصور خاطئ فلا عصمة لأحد بعد وفاة سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. إن البرامج الإعلامية تلامس الكثير من الواقع وتتعرض لهذه الجهة أو تلك بالنقد الهادف والرأي أو تتناول أي قضية اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، فالجميع معرض للنقد، وهذا أمر طبيعي، إذا ما علمنا أن أي جهد بشري لابد أن يعتريه النقص مهما حاول صاحبه وأعطى وبذل. ومن حق الطرف الآخر أن يبين وجهة نظره ويرد برأيه على هذا الانتقاد أو الطرح. لكن ما نلاحظه أن الوضع يختلف تماما عندما يتعلق التناول بأحد المشايخ أو المتدينين، عندها يواجه هذا الطرح والتناول بحالة من الاحتداد وينظر إليه على أنه مساس بالدين رغم أن الموضع لم يمس الدين وإنما تناول تصرفات الشخص بعينه. ومن الحيف أخذ المرء بجريرة لم يقترفها وإثارة الرأي العام ضده لمجرد أنه ينتقد تصرفات فردية لأشخاص هم في النهاية بشر.في المقابل علينا أن ننزل الأشخاص في منزلتهم الحقيقة ونحذر من الغلو في ذلك حتى لا نقع في حرج الانسياق خلف العواطف ونغفل تحكيم العقل والضمير. وأيضا علينا عدم الخلط بين الشخص والسلوك والدين. م. عايض الميلبي