رحّب رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي الجديد الناقد الإعلامي محمد بودي، بالرئيس السابق لمجلس إدارة النادي عبدالرحمن العبيد، «باب النادي مفتوح وأهلاً وسهلاً به، وعندما يبادر بتقديم بحث أو محاضرة، فسأستقبله وأطبع على جبينه قبلة حالما يصل إلى النادي، لأنه رجل في مقام جدي، وله مني كل احترام وتقدير». كما ذكر أنه لن يعارض لو طرح اسم العبيد من قبل مجلس الإدارة، لإقامة أمسية شعرية له، «وليس للحديث عن مسيرته أو من أجل تكريمه، لأن هذه المهمة قام بها المجلس السابق برئاسة القاص جبير المليحان، بل قدم له وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور إياد مدني درعاً تقديرية، وعليه يكون حصل على تكريم أكبر من تكريم مجلس إدارة». وبهذا التصريح إلى «الحياة»، يكون بودي فتح صفحة جديدة، وأرسل رسالة تطمينية لكل من تخوف من أن ينقل خلافاته الشخصية إلى النادي، مستغلاً ذلك كونه الرئيس. يذكر أن بودي قدم دراسة نقدية عنوانها «عودة شعراء المماليك... قراءة في الإصدار الشعري في نادي المنطقة الشرقية الأدبي»، ونشرت في الصحف آنذاك، انتقد فيها وبحدة دواوين شعرية عدة، كان أحدها للشاعر عبدالرحمن العبيد، وكانت هذه الدراسة تعد الشرارة التي أوقدت الخلاف بين بودي والعبيد، والتي تمخضت عنها العريضة الشهيرة التي كان يراد من خلالها استقالة مجلس إدارة النادي وعزله. واعتبر بودي أن من يروّج لفكرة تسخيره النادي لتصفيات حساباته الشخصية، «هم أشخاص غير منصفين». واستشهد ببرنامجه الأسبوعي الذي يقدمه على القناة الثقافية «استضفت في برنامجي المشهد الثقافي ضيوفاً اختلف معهم، ومرد ذلك أنني لا أخلط بين العمل والآراء الخاصة بي، فأنا منفتح على الجميع، ولست مستبداً في رأيي، بل إنني مدرك أن هذا النادي ليس ملكية شخصية حتى احتكر قراراته، فالنادي سيكون منفتحاً على كل التيارات الأدبية والفكرية، وسيرحب بالجميع من دون استثناء، فليطمئن المثقفون والمثقفات، فكل شيء سيطرح على مجلس الإدارة، وسيتم التصويت عليه، وأنا في النهاية لا أملك إلا صوتي فقط». وأضاف: «الذين يقولون هذا الكلام هم لا يعرفونني معرفة حقيقية، بل هم ممن يرخون أذانهم للقيل والقال، فهناك من يتعمد التشويه وممارسة الكذب علي، وفي هذا دلالة واضحة أنهم يتصيدون ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل». ورفض أن يصف هؤلاء بأنهم مثقفون، «لو كانوا كذلك، لصرحوا بأسمائهم، ولكنهم لم يفعلوا لأنهم ليسوا واثقين من منطلقاتهم، فلو كانوا يحملون الجرأة والوضوح والموضوعية وصدق المنطلق، فليصرحوا بأسمائهم ثم يواجهونني لأجادل معهم بالتي هي أحسن، وهؤلاء بهذا التصرف يكونون أقرب إلى خفافيش إنترنت من كونهم مثقفين». وكانت «الحياة» نشرت الأسبوع الماضي تحقيقاً عبر عن مخاوف بعض المثقفين من «الخلفية التقليدية لبودي، وأنها قد تكون سبباً في وقف فعاليات مميزة أنجزتها الإدارة السابقة» وقالوا: «العشم في المجموعة التي معه ويجب أن تؤثر فيه، وتحمي النادي من أي محاولة لإعادته للوراء». ونفى بودي ذلك، وعن تخوف البعض من خلفيته الدينية، قال: «خلفيتي الدينية مسلم، فإن كان هؤلاء ينازعون على إسلامي فانني ولله الحمد مسلم، وكلنا متدينون، وما معنى متدين؟ أي الرجل الذي يؤدي واجباته الدينية التي أمر الله بها، فإن كانوا لا يريدون للمثقف أن يكون متديناً، فهؤلاء يحتاجون لتصحيح المدخلات العلمية لديهم، إذ كيف يعقل أن يقولوا ان شخصاً متديناً لا يصلح أن يكون رئيساً لناد أدبي؟». وأضاف: «أما أدبياً فأنا أحمل درجة الماجستير في الأدب والنقد، ونحن لا ننفصل عن منجزنا العربي والإسلامي، فلا نغرد خارج السرب لأننا في النهاية نمتلك تراثاً نعتز به، وأنا لن انفصل عن تراثنا كما لن انفصل عن مدارس النقد الحديثة أيضاً». كما علق على نوعية المواضيع المختارة بالنادي، «إذ ليس من شأن النادي تناول مواضيع حساسة تثير الرأي العام بقصد الإثارة فقط، مثل تناول موضوع قيادة المرأة للسيارة، لأنه يقود إلى جدل بيزنطي يشغل الأدباء عن ممارستهم الإبداعية». وشدد على تطبيق لائحة الأندية الأدبية، «فنحن نريد أن نوسع دائرة النادي، فقد كانت هناك نجاحات للإدارة السابقة سنحافظ عليها، وسنحاول أن نطورها في الوقت نفسه، ولكن علينا أن نتذكر أن هذا ناد أدبي، ونحن ملزمون بتطبيق اللائحة التي لا يحق لأي مجلس إدارة الخروج عليها، بمعنى أننا لن نفرغ النادي من مفهومه، فبالتالي فأنا وجهة نظري الشخصية أن الأدباء والشعراء والروائيين وكتاب القصة والنقاد والباحثين في الأدب لم يأخذوا حقهم حتى الآن من مؤسسة النادي الأدبي، بمعنى عندما أدخل النشاط السينمائي أو الحفلات الموسيقية فهي خارجة عن إطار مفهوم النادي الأدبي، فهناك جمعيات خاصة بكل هذه الأنشطة والفنون ترعاها وتنهض بها». ورداً على من يربط وجود بودي برئاسة النادي بحضور الفعاليات من عدمه، قال: «هذا خطأ، فيجب على الإنسان أن يكون موضوعياً، فهذه مؤسسة أدبية لا يملكها محمد بودي، فأنا جئت بتكليف وتم انتخابي من الأعضاء ولمدة سنة واحدة ثم سأمضي، أي أنني سأضع لبنة ثم سأغادر، وعليه فإن هناك خطأ في تفكير بعض المثقفين بهذه الروح التشاؤمية والسوداوية. نعم من حقك أن تكون قلقاً، ولكن لا بد أن تكون موضوعياً وألا تطلق أحكامك من دون ضوابط أخلاقية أو ضوابط علمية إلا بعد أن يبدأ المجلس الجديد بإطلاق فعالياته الثقافية والأدبية من خلال لجانه العاملة».