تركوا متعة الإفطار مع أسرهم من أجل إفطار شريحة من المجتمع منعتهم الإعاقة من تناول إفطارهم بأيديهم، إنهم العاملون بمركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة، حرصوا على الإفطار طيلة هذا الشهر الفضيل مع أكثر من 500 نزيل تختلف طبيعة إعاقاتهم ومعظمهم لا يستطيعون تحريك أيديهم لتناول إفطارهم بأيديهم، ما دفع العاملون بالمركز لمساعدتهم في تناول الإفطار، وبات همهم الأول إفطار النزلاء، ثم التفرغ بعد ذلك لأنفسهم، ضاربين بذلك أروع صور الوفاء لهذه الفئة التي أصبحت تربطهم بهم علاقة أكثر من العمل. «عكاظ» عاشت يوم إفطار مع نزلاء المركز، ورصدت الكثير من المشاهد التي تعكس مدى العلاقة الأخوية بين العاملين في المركز والنزلاء، يجتمعون جميعاً في صالة انتظار قسم العلاج الطبيعي، وذلك بعد تأمين الجهات المختصة لوجبة الإفطار، ينتظرون صوت آذان صلاة المغرب، لإطلاق رحلة التسابق للخيرات، ويتنافس العاملون على إفطار النزلاء المعاقين حيث ينتظر النزيل من يسقيه شربة ماء من قبل العاملين فيقدمون لهم «الرطب» ثم يسقونهم الماء، وبعد ذلك يفطرون سوياً، وعيونهم على أصدقائهم النزلاء، إذ قد يحتاج أحدهم شئياً من الطعام والشراب وهم لا يستطيعون الحركة، ومع تنوع مشاهد الوفاء، ظهر مدير المركز أحمد السناني وهو يتنقل بين النزلاء يبحث عن أحدهم يشاطره الإفطار، في إطار اهتمامه بخدمة النزلاء، ومساعدتهم في إفطارهم، فيما تحرص إدارة المركز في كثير من الأحيان على دعوة أولياء أمور النزلاء لمشاركة أبنائهم وجبة الافطار. في المقابل ذكر ل «عكاظ» مدير مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة احمد السناني ان هناك كثيرا من نزلاء المركز يلتزمون الصوم، وأضاف تجدهم قبل الافطار ينصتون إلى القرآن الكريم، حيث ان الاعاقة لم تمنعهم من الصوم وذكر الله، واضاف السناني افطارنا مع النزلاء بات امرا يحرص عليه جميع العاملين في المركز، حيث يحتسبون الاجر من رب العالمين في الشهر الكريم، واضاف الافطار مع النزلاء لايختلف عن افطار الاسرة، فهم بالنسبة لنا مثل الاسرة نعيش معهم أجمل اللحظات، وذكر السناني ان العاملين في المركز تجمعهم علاقة رائعة مع النزلاء. من جهته قال المدير الطبي للمركز الدكتور ياسر علي محمد إن الكادر الطبي يتواجد على مدار الأربع والعشرين ساعة، حيث يتم تقسيم العمل على ثلاث مراحل من أجل تقديم الخدمات الطبية للنزلاء، مضيفاً يتكون الكادر من أطباء وفنيين، يشاركون النزلاء إفطارهم، مشيراً إلى أن عملهم لا يسمح لهم بالابتعاد عن النزلاء حيث أنهم يحتاجون لرعاية طبية مستمرة. وأوضح كل من الدكتور نعيم، علي الفهيدي وتركي الردادي، أن الإفطار مع نزلاء المركز لا يختلف كثيراً عن الإفطار مع العائلة، وقال أصبح النزلاء جزءاً من العائلة نفرح بإفطارهم وخدمتهم، وما نلمسه من سعادة في عيونهم يجعلنا نتنافس في خدمتهم، إذ أن مساعدتهم في تناول إفطارهم تعطيهم شعوراً لا يمكن وصفه.