في الوقت الذي يقضي معظم الصائمين نهارات رمضان تحت أجهزة التكييف الباردة، سواء في منازلهم أو في أماكن عملهم، رصدت «عكاظ» عددا من العمال وهم يمارسون أعمالهم في العراء وتحت أشعة الشمس الحارقة، علما أن الصوم لا يستتبع تعطيل العمل أو إهماله، فالمسلمون منذ فرض الصوم عليهم يعملون وهم صائمون، بل كانوا يدخلون المعارك والحروب وهم صائمون. ولأهمية العمل فى الإسلام أبيح الفطر لأصحاب الأعمال الشاقة المضطرين لمزاولتها نهارا ولا مورد لهم سواها، وتعرضوا بسبب الصوم مع العمل لمظنة حصول المرض أو الضعف المعجز عن مباشرة العمل الذى يحصل منه قوته ومن تلزمه نفقته، ومن ثم كان العمل عبادة كالصوم، وإذا تعذر العمل مع الصوم وجب تقديم العمل باعتباره وسيلة لحفظ الحياة. في منطقة حائل حيث تنتشر المئات من حظائر الأغنام، يضطلع عشرات الرعاة من العمالة الآسيوية سيما من الهند وبنجلاديش والباكستان بأعمال الرعي والعلف وسقيا الأغنام وحلبها في نهار رمضان، فيما يواصلون مزاولة أعمالهم طوال ساعات النهار دون فترات راحة. ولي خان الباكستاني الذي أمضى نحو 20 عاما في رعي الأغنام، يقول إن العمل في رمضان لا يختلف عن غيره في باقي شهور السنة، حيث نصحو على أصوات المواشي باكرا، فنهب لسقايتها وتوزيع حزم البرسيم عليها في الحظائر وخارج الحظائر في ظل وجود أكثر من 500 حظيرة، وبعد ذلك نعد وجبة الإفطار بأنفسنا وتتكون من الخبز والبطاطس والماء والتمر والشوربة، معربا عن أمله في الحصول على وجبة إفطار صائم. ويقول عمران (بنجلاديشي الجنسية) إن راتبه الذي لا يتجاوز ال600 ريال لا يغطي تكلفة إفطاره في رمضان، في حين لم يخف حيدر مرجان معاناته وزميله الآخر من مشقة أعمال تحميل وتنزيل البرسيم من وإلى الشاحنة وسيارات الزبائن، خصوصا أنهما يواصلان العمل طوال ساعات النهار في رمضان، إلا أن العمل في ظل مثل هذه الأوضاع بحسب مصدر طبي قد يؤثر على الكلى وقد يؤدي إلى الجفاف والفشل الكلوي، ناصحا أصحاب العمل أن يسمحوا للعمال ببدء العمل من ساعات الفجر الأولى حتى العاشرة من نهار رمضان، مؤكدا أن درجة الحرارة مع بداية شهر رمضان ضارة ما بين 11 3 بعد الظهر، مشددا على تجنب الأشعة العمودية في هذه الفترة ليس فقط العمالة إنما كل مواطن ومقيم خارج المنزل بقدر الإمكان. وكانت وزارة العمل حددت ساعات العمل في شهر رمضان بست ساعات، باعتبار أن هذه المدة هي الأنسب لبقاء العمالة في العمل خلال نهار رمضان، لا سيما أن درجات الحرارة تراوح ما بين 42 48 درجة مئوية والرطوبة تلامس ال100 بالمائة في بعض الأيام، فيما حذرت في وقت سابق رجال الأعمال والشركات والمؤسسات من تشغيل العمالة تحت أشعة الشمس في الأماكن المكشوفة خلال الفترة الواقعة بين اليوم العاشر من برج السرطان الموافق الأول من شهر يوليو، إلى نهاية اليوم التاسع من برج السنبلة الموافق نهاية شهر أغسطس،مشددة على توفير حماية كافية للعاملين السعوديين وغير السعوديين الذين يؤدون أعمالهم في أماكن مكشوفة تحت الشمس، من مخاطر التعرض لحرارة أشعة الشمس التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار صحية كبيرة، ومنها الوفاة في بيئات صحية غير آمنة.