تختلف كل أسرة عن الأخرى في أوقات تناول وجبة إفطارها، فقد يفضل البعض تناول القهوة والتمر فقط والإكمال بعد أداء صلاة المغرب، ويفضل آخرون تناول وجبة الإفطار كاملة، بينما يحبذ البعض تناول الوجبة بعد أداء صلاة التراويح خوفا من تكاسل الجسم. وترى أم عبدالعزيز، أنه لا بد أن تعطى المعدة وقتا كافيا لاستقبال الطعام، وتقول: “لا نقدم على سفرتنا في وقت الإفطار غير الماء والتمر والقهوة، ثم نبدأ بعد أداء الصلاة بتناول الطعام الذي أعددناه، الذي يحتوي على جميع الأصناف”. أما آمنة محمد فتقول: “نتناول وجبة الإفطار كاملة في وقت المغرب، فما أن نسمع الآذان حتى نجتمع على السفرة، ونحرص على تقديم التمر والقهوة والشوربة والسمبوسة، وهي من الأساسيات التي نقدمها على سفرتنا بشكل يومي”. أما نورة فطريقتها في تقديم الطعام مختلفة، حيث تقول “لا نتناول وجبة الإفطار إلا بعد أداء صلاة التراويح، ولا نأكل عند آذان المغرب غير بضع تمرات مع شرب القهوة أو الشوربة، لأن الطعام يثل الإنسان فيتكاسل عن أداء العبادات، وهو أمر يتفق عليه جميع أفراد عائلتي، ومنذ سنوات ونحن نتبع هذه الطريقة”. وحذرت اختصاصية التغذية عبير الشمري، من الأكل الدسم في وقت الإفطار، وقالت ل”الشرق”: من الأفضل تأجيل الوجبات الدسمة إلى ما بعد صلاة التراويح، والاكتفاء بالماء والتمر والقهوة عند المغرب، ولا مانع من تناول الشوربة في البداية، لأن المعدة تكون فارغة من الأكل لأكثر من 15 ساعة، لذلك لا بد من تهيئة المعده للأكل تدريجياً”. وبينت الشمري أن التمر له فوائد عديدة، وقد أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن وراء هذه السنة النبوية المطهرة إرشاد طبي وفوائد صحية، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم التمر دون سواه لفوائده الصحية الجمة، وليس فقط لتوفره في بيئته الصحراوية. وأضافت” عندما يتناول الصائم إفطاره يبدأ جهازه الهضمي بالعمل، وخصوصا المعدة، والصائم في تلك الحالة بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، وأسرع المواد الغذائية التي تصل إلى الدم هي المواد السكرية، كسكر التمر الذي يُعد من أبسط السكاكر، فهو ينتقل من الفم إلى الدم مباشرة، وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن التمر لا يتلوّث بالجراثيم إطلاقاً، لأن تركيز السكر فيه يمتص ماء كل جرثوم.