اعتبر المشرف على قسم التبرع في مستشفى الملك فهد بجدة فني المختبر سامي الجهني أن نقص الفصائل النادرة للدم مشكلة عالمية، مبينا أن الصحة في المملكة اعتمدت منذ سنوات طويلة جدا على التبرع الداخلي الذي يضمن سلامة الدم ومشتقاته من الأمراض المعدية. وأضاف: «عند الحصول على الدم من المتبرع يتم تحليلها للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وأهمها الإيدز والالتهاب الكبد الوبائي والملاريا، بالإضافة إلى تحديد الفصيلة الدم، فيما يتم التخلص من الدم نهائيا في حالة عدم سلامة الدم أو وجود أحد الأمراض فيه، وبعدها يتم نقل الدم إلى قسم مكافحة العدوى ويتم إبلاغ المتبرع». ولفت إلى أن عدد المتبرعين يصل يوميا ما بين 30 إلى 50 متبرعا يمثلون ذوي المرضى الذين ينتظرون العمليات الجراحية، فيما يمثل 5 متبرعين من الفئة المتطوعة، مع الإشارة إلى وجود 4 أسرة للتبرع بالدم. وحول الفصائل النادرة ومنها (-O)، أكد أن الاحتياج لهذه الفصيلة كبير لأنها تعطي كل الفصائل ولا تأخذ إلا نفس الفصيلة، وتعتبر هذه الفصيلة الدموية نادرة على مستوى العالم وقد توجد بنسبة تراوح بين 1و3 لكل مليون نسمة، وعلى مستوى قارة أمريكا اللآتينية تم اكتشاف سبعة أشخاص فقط يحملون هذه الفصيلة، وبشكل عام فإنه في حالة عدم توفر أي فصيلة تحتاجها المستشفى فإنه يتم الاستعانة بالمستشفيات الأخرى من خلال وجود آلية تعاون. وبين أن الشخص الراغب في التبرع بالدم يدون الاستمارة المحددة والتي يوضح فيها حالته الصحية وخلوه من الأمراض المعدية، بجانب سؤاله عدة أسئلة للتأكد من سلامته الصحية، بالإضافة إلى فحصه ظاهريا وإجراء تحليل لقياس الهيموجلوبين قبل التبرع بالدم للتأكد من خلوه من فقر الدم (الأنيميا)، حيث يجب أن يكون الهيموجلوبين في معدله الطبيعي لأنه في حالة زيادة الهيموجلوبين أو نقصه يتم رفض المتبرع للحفاظ على صحته، كما يجب أن يكون وزن المتبرع يتجاوز 60 كيلوجرام وعمره فوق 18 سنة. وألمح إلى أنه يتم فصل الدم بعد سحبه إلى ثلاثة مكونات (الكريات الحمراء، والصفائح الدموية، والبلازما المجمدة) فصلاحية كريات الدم الحمراء 42 يوما والبلازما المجمدة سنة وتحفظ في درجة حرارة محددة والصفائح الدموية خمسة أيام. الجهني أكد أن التبرع بالدم يساعد على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية كالدماغ مثلا، ويساعد على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول، وبجانب ذلك يقلل التبرع بالدم من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لأن التبرع بالدم يقلل نسبة الحديد في الدم والتي ثبت علميا أن زيادة نسبة الحديد تزيد من نسبة الإصابة بهذه الأمراض، وبجانب كل ذلك يظل التبرع بالدم عمل إنساني نبيل يسهم في انقاذ من هم في أمس الحاجة إلى قطرات الدم.