في الوقت الذي يعتبر مستشفى الملك فيصل التخصصي أحد أهم المراكز الطبية بجدة التي تتولى علاج كثير من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، تظل عبارة عدم وجود موعد إلا بعد ستة أشهر ملازمة لهؤلاء المرضى مهما كانت درجة خطورة المرض، فمريض السرطان الذي يحتاج للعلاج الفوري والمتابعة المستمرة ترفضه كثير من المستشفيات بحجة عدم وجود قسم مختص بعلاج الأورام السرطانية، حيث يتم تحويله للمستشفيات التي يتوفر بها علاج هذه الأورام، ومن هذه المستشفيات مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، إلا أن المعاناة تبدأ من بداية تحويل ذلك المريض، حيث يحتاج المريض للوصول لأقرب موعد في العيادة التي سيعالج بها بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة 6 أشهر، يكون المرض فيها قد قضى على المريض أو انتشر بشكل أكبر حيث إن الأورام السرطانية لا تعترف بغير الانتشار دون توقف مما يجعل علاجها أصعب من علاجها مبكرا. وفي هذا السياق، أوضح أبو علي، وهو أحد المرضى الذين تم تحويلهم منذ عام من أحد المستشفيات الحكومية لإصابته بورم سرطاني، بقوله: تم تحويلي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة في شهر رجب الماضي لعدم وجود تخصص للأورام بالمستشفى الحكومي الذي اكتشف حالتي وبعد أيام عديدة من استقبال ملفي فوجئت بإعطائي موعدا في نهاية شهر شوال المقبل بحجة عدم وجود موعد في العيادة التي تم تحويلي عليها. ويضيف: هل يعقل أن ينتظر مريض سرطان أكثر من أربعة أشهر؟، مما جعله يراجع عددا من العيادات الخاصة التي أرهقت ميزانيته وجعلته يدخل في دوامة كبيرة من الديون والإرهاق المادي بالإضافة للمرض العضوي والنفسي الذي أصبح يعاني منه في ظل غياب مراعاة ظروف المرضى ذوي الخطورة العالية. أما المريض السبعيني محمد فتحدث ل«عكاظ» وهو يعاني الآلام قائلا: راجعت أحد المستشفيات بالقنفذة حيث مقر سكني فأخبرني الطبيب بضرورة مراجعة مستشفى تخصصي لعلاج الأورام السرطانية بأسرع وقت حتى لا تتفاقم حالتي وتزداد سوءا وقام بكتابة تقرير مفصل عن حالتي وعند إيصالي التقرير لمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة طلبوا ترجمة التقرير للغة الإنجليزية فنفذت ما طلبوه مني وعند مراجعتي لهم مرة أخرى أخبروني بأن هناك لجنة ستدرس الحالة الصحية وتعقد في أيام معينة من الأسبوع وليس يوميا ثم تقرر قبولي من عدمه، وبعد انتظار لأكثر من أسبوعين أخبروني بقبول حالتي لكن الصدمة كانت بإعطائي موعدا بعد أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر. وأضاف: حاولت شرح حالتي الصحية لهم وأن الطبيب المكتشف لحالتي نصحني بسرعة الكشف لبدء العلاج وأن التأخير قد يفاقم حالتي ويهدد أمل شفائي من المرض ولكنهم قابلوني بعبارة لا يوجد موعد قريب لست وحدك الجميع ينتظر مثلك، بعدها قررت أن أتوجه لمستشفى خاص بجدة لكوني من سكان القنفذة ولا توجد مراكز طبية حكومية أو خاصة لعلاج الأورام وعند توجهي للمستشفى الخاص طلبوا مني عمل تحاليل كلفتني أكثر من أربعة آلاف ريال علما أنني اضطررت للإيجار بجدة وراتبي التقاعدي لا يصل لثلاثة آلاف ريال بالإضافة لحاجتي لإبر شهرية قبل البدء بالعلاج قيمة الواحدة منها قرابة الألفي ريال. ويضيف بقوله: عند وصول موعدي بعد طول انتظار لم أقابل الدكتور الذي تم تحويلي عليه بالاسم بل كان هناك طبيب من جنسية آسوية لا يتكلم العربية ولا أفهم ما يسألني عنه مما جعلني ألتفت يمنة ويسرة دون إدراك حتى لوضعي الصحي وما آل إليه في ظل غياب الطبيب الذي تم تحويلي إليه وهو سعودي أحتفظ باسمه، علما أنه تمت كتابة موعد آخر لي من قبل الطبيب بعد ثلاثة أشهر لأخذ الإبرة المطلوبة قبل العلاج، كما طلبت مني الممرضة بالعيادة تسجيل موعد آخر بعد موعد الإبرة لمراجعة الطبيب فأعطوني موعدا بعد قرابة الستة أشهر وحضرت له دون مقابلة الطبيب الذي تم إعطائي اسمه عند الموعد الجديد. ويضيف: هل هناك أي شيء أهم من المرضى لدى الطبيب حتى لا يقابل مرضاه؟. «عكاظ» أحالت معاناة المرضى لقسم شؤون المرضى بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، فرد أحد مسؤوليها على التساؤلات دون ذكر اسمه بقوله نحن هنا في خدمة المرضى الذين يواجهون أي مشكلة تعترضهم ونحاول حلها، أما بالنسبة لعدم وجود الطبيب الذي حول له المريض فربما يعود لكون الطبيب فتح عيادة إضافية ولم يتواجد بها لكن من حق المريض مقابلة طبيبه الذي حول إليه لمناقشة وضعه الصحي وطريقة علاجه المناسبة. وبين أنه بالنسبة للمواعيد فالعيادة هي التي تعرف مدى إمكانية وجود موعد من عدمه، وطالب المرضى في حال وجود ملاحظات ومعاناة تعترضهم مراجعة شؤون المرضى بالمستشفى لبحث وضعهم ومحاولة تلافي ما تعترضهم من عقبات. من جانب آخر، تواصلت «عكاظ» مع الدكتور نجيب يماني مسوؤل علاقات الجمهور بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وعرضت عليه شكوى المرضى، فرد قائلا: نحن في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة نستقبل جميع الحالات المرضية التي تعاني من أورام السرطان بدءا من منطقة جازان مرورا بمدن وقرى الساحل جميعها بالإضافة لكل مناطق المملكة وذلك بعد تحويل المستشفى لمؤسسة عامة، الأمر الذي زاد الضغط وطلبات العلاج بشكل كبير جدا يفوق الإمكانات، وسعيا في مواجة الضغط الحاصل زدنا عدد الموظفين في جميع الأقسام والعيادات. خطورة الحالات الدكتور نجيب يماني أوضح أن بعض المرضى يمكنهم الانتظار، وهناك آخرون لا يستطيعون الانتظار نظرا لحرج حالتهم وخطورة تأخير بدء العلاج وعدم توفره خارج مستشفى الملك فيصل التخصصي، فهذا يؤخذ بالاعتبار، كما طلب يماني التواصل معه أثناء الدوام الرسمي حتى يبحث أسباب عدم وجود الطبيب الأساسي لمقابلة المريض والذي استقبله الطبيب المساعد له، كما وعد يماني بحل جميع العقبات والصعوبات التي تواجه المرضى المتضررين خلال التواصل معه أثناء الدوام.