سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيقاف 115 طبيبا سعوديا عن العمل بتخصصي الرياض وحرمان 2000 مريض من العلاج قوائم الانتظار الطويلة سبب اغلاق العيادات المسائية .. والأطباء يلوحون بالاستقالة
قررت إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وقف عمل نحو 115 طبيباً سعودياً يحملون تخصصات طبية دقيقة ونادرة في برنامج العيادات المسائية الذي انطلق في شهر شعبان من العام 1421ه وحرمان ما يزيد عن 2000 مريض ومراجع من خدمات المستشفى. وحددت اللجنة التي شكلت لدراسة وضع العيادات لمدة تزيد عن ستة أشهر تاريخ 22 يونيه من العام الجاري موعداً لإغلاق العيادات المسائية في حين تم إيقاف استقبال طلبات المواطنين والمقيمين الراغبين في الدخول ببرنامج العيادات المسائية منذ أسبوعين ماضيين تقريباً. وبهذا التوجه يفقد الأطباء السعوديون فرصتهم بالاستفادة مادياً من أوقاتهم خارج الدوام الرسمي لتعود معاناة المستشفى مع أطبائه السعوديين في عملهم بعيادات خاصة تابعة للقطاع الصحي الأهلي خلال الفترات المسائية أو الصباحية وهذا ما يعد في نظام البلاد مخالفة للأنظمة والقوانين والتي أشار إليها القرار السامي رقم 164 بتاريخ 8/6/1423ه والقاضي بالسماح للأطباء بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمي في نفس منشآتهم الحكومية وليس في عياداتهم المسائية الخاصة بمرافق القطاع الخاص الطبي. واستقبل الأطباء قرار التخصصي بإقفال عياداتهم المسائية ما بين مؤيد ومعارض مطالبين بإيجاد حلول سريعة لتعويض ما كانوا يتقاضونه من جراء معاينتهم للمرضى في العيادات المسائية والسماح لهم بالعمل في القطاع الخاص وهذا الذي لا تريده إدارة التخصصي مهددين الإدارة بالاستقالة والتوجه إلى القطاع الخاص الأهلي أو البحث عن عمل لدى القطاعات الصحية الأخرى. وعلق أحد الأطباء المستثمرين في القطاع الصحي الأهلي (فضل عدم ذكر اسمه) بتوجه القطاعات الحكومية بخصخصة جزء من خدماتها الطبية والوقائية بأنها خسارة وتسبب ضغطاً على المستشفى ولا تعود بالنفع على تطوير خدمات المستشفى بسبب صرف الدخل على تقاضي الأطباء نحو 40٪من الدخل وأيضا صرف مرتبات العاملين من فنيين واداريين في تلك العيادات ومراجعيه في حين يرى مراقبون بأن اعتقاد المستثمرين في رأيهم هذا يأتي بسبب منافسة تلك العيادات المسائية أو ما يسمى بمراكز الأعمال إلى ذلك تذمر عدد من المرضى من خطوة المستشفى والتي اعتبروها بمثابة المفاجئة لهم وفقدان متابعة حالاتهم الصحية وتساءلوا عن مصير ملفاتهم الطبية وكيفية الاستفادة منها في منشآت صحية أخرى. من جانب آخر علق مصدر طبي داخل أروقة المستشفى (رفض إعلان اسمه) أن خطوة المستشفى بإلغاء العيادات المسائية جاء من عدة أسباب أبرزها توجه الإدارة الجديدة بان يتم تركيز جهود المستشفى على المرضى الأساسيين والذين يعانون من أمراض مستعصية في حين رأت أن الحالات المترددة على العيادات المسائية ماهي إلا حالات أولية أو ثانوية بمعنى أنها ليست بالخطيرة أو المستعصية وترى كذلك بأن معالجة هذه الحالات التي وصفتها بأنها بسيطة هي تشتيت للجهود وابتعاد المستشفى عن رسالته الأولى والأخيرة وهي معاينة الحالات المستعصية والمعقدة. وقال المصدر إنه تم خلال الشهرين الماضيين توقف استقبال الحالات العادية بشكل تدريجي في حين تعرض الحالات المستعصية على لجنة متخصصة لإمكانية ودراسة علاجهم وتحويلهم على نظام المستشفى قبل إغلاق العيادات في شهر يونية المقبل وخاصة المرضى الذين يعانون من أورام سرطانية ويتلقون العلاج بالأدوية الكيميائية حتى شفائهم. واستبعد المصدر تضرر المرضى المحرومين من المتابعة العلاجية في المستشفى حيث إن اللجنة المزمع تشكيلها سوف تحدد مدى حاجة هؤلاء المرضى من الاستمرار في العلاج أو عدمه سواء حاجتهم للعلاج أو التدخل الجراحي. وقدر المصدر متوسط دخل العيادات المسائية شهرياً بحوالي مليون ونصف اغلبها من عمل أشعات الرنين المغناطيسي والمقطعية والتحاليل المخبرية رافضاً اغلبها أن يكون هذا المبلغ سبباً رئيسياً في توقف العيادات وفشلها أو بسبب شكاوي القطاع الصحي الأهلي من منافسة التخصصي له كاشفاً النقاب عن أن إدارة المستشفى تدرس إمكانية إجراء العمليات لمرضى السرطان والذين هم على قائمة الانتظار لعدة شهور خلال الفترة المسائية وبمقابل مادي للأطباء وبشكل مجاني للمرضى في خطوة تستهدف لتقليل قوائم الانتظار في بعض التخصصات الطبية وتخفيف الضغط الذي يشهده المستشفى والذي يفوق 30٪ من طاقة وامكانية المستشفى. ويرى المصدر بان خطوة المستشفى في هذا التوجه بأنها جيدة لزيادة استيعاب المستشفى للحالات المستعصية بحكم أن التخصصي المرجع الوحيد للمواطنين في البلاد ولا يوجد بديل له في حين يرى أن هناك نقطة سلبية وهي فقد الطبيب دخلاً كان يتقاضاه منذ سنوات خلال عمله في المساء. وعلمت الرياض من مصادرها بأن إدارة التخصصي تلقت العديد من الشكاوي في الآونة الأخيرة من المرضى والذين ادخلوا المستشفى بسبب حالاتهم الصحية المستعصية وتذمرهم من طول فترات الانتظار التي تجاوزت الستة أشهر بسبب عدم وجود الأسرة وارتباط الأطباء في مواعيد محددة للجراحة وهذا ما يفسره المرضى بأن السبب في ذلك هو قبول المستشفى للمرضى الذين يبحثون عن خدماته بمقابل مادي وهم من المقيمين في حين تم إغفال المرضى الذين ادخلوا المستشفى بواسطة المرض المستعصي وليس بسبب المال.