تحتفظ وجبة «المفتوت» بمكانتها المميزة على مائدة الإفطار في القنفذة وقراها، على الرغم من ظهور العديد من المأكولات الحديثة، إذ لا يزال يتمسك أهالي المحافظة الساحلية لاسيما كبار السن بالوجبة المكونة من قرصان الخمير التي تهرس مع اللبن وتوضع في «غضار» وهو إناء قمعي الشكل مصنوع من الطين بطريقة دائرية مجوفة، ويوضع داخل التجويف الحلبة الممزوجة بالسليط (زيت السمسم). وبينت أم محمد (80 عاما) أن عمل المفتوت يمر بمراحل عدة بدءا من أخذ الحب الأحمر وطحنه في المطحنة أو الرحى حتى يتحول إلى دقيق، ثم يضاف إليه القليل من الخميرة ويترك لمدة يوم وربما أقل حتى يصبح حامض الطعم وهذا ما يسمى ب(الرهي) ثم يؤخذ ويشكل منه قرصان توضع في التنور (الميفا) حتى تنضج، وتهرس مع اللبن وتوضع في الغضار ويصب داخله الحلبة والسليط وهذا النوع يسمى مفتوت (الخمير بالحلبة) وهو الذي يحبذه الكثير من الأهالي لطعمه المميز. وأفادت أم محمد أن النوع الثاني يسمى مفتوت المرق وهذا يمر بنفس المراحل آنفة الذكر الا ان الاختلاف يكمن في ان قرصان الخمير هنا تهرس مع المرق واللحم، موضحة أن المفتوت من أهم المأكولات المتوارثة منذ القدم لذا تتفوق كبيرات السن على الشابات في إجادة عمله. إلى ذلك، يرى كل من أحمد نهاري وعبدالله السبعي وأحمد عثمان وجابر حسن أن توفر المفتوت على الإفطار أمر لا بد منه، وإلا أصبحت المائدة غير مكتملة، متفقين أن الموائد المتنوعة والمتجددة لا تغني عن الطعم المميز لهذه الأكلة الشعبية. وذكروا أن أبناء المنطقة الذين يعملون خارجها يحرصون لدى عودتهم لذويهم في رمضان على تذوق المفتوت لاسيما على مائدة الإفطار.