لكل مجتمع طعامه الخاص الذي اعتاده وآلفه، وإن فرضته عليه بيئته التي يعيشها إلا أنه يجد ما يكفيه ويسد به رمقه ويشبعه ويغنيه عن الأطعمة الأخرى، وكان الناس في الماضي يعتمدون على الحبوب بشكل رئيسي في صنع أغذيتهم، وكانت ولا تزال وجبة (الخمير) هي الأكلة المفضلة لأهالي القنفذة والتي تُصنع من الحبوب المطحونة يضاف عليها الماء والبصل والثوم أحيانا ليخبز ويقدم للضيوف مع السمك تارةً ومع اللحم تارة أخرى، حيث تقول ليلى الفقيه وهي من أهالي القنفذة، متوسطة العمر، إن طريقة تحضير وجبة (الخمير) سهلة للغاية؛ حيث يؤخذ حب الذرة بمقدار نصف صاع أو حسب الحاجة ثم يوضع في إناء به ماء ويُنقع لمدة ساعة حتى يصبح رطبا ثم يصفى من الشوائب، وبعد ذلك يتم تحضير أدوات الطحين ويجهز وبعد ذلك يخبر في (المغماة) وهي دائما ما تكون جرة لا يستفاد منها في حفظ المياه ربما تكون مكسورة وحتى لا تتسرب الحرارة من الميفا توضع حول المغماة قطع من القماش مبللة بالماء تسمى (الملاوي) وهي أشبه بجلدة قدر الضغط، بعد 20 إلى 30 دقيقة تقريبا تتم عملية (الخفي) خفي القرصان من الميفا، ويؤكل (الخمير) إما مأدوما بالسمك العربي أو سمك الناجل والباذنجان المهروس بالسليط أو مفتوتا بالزومة والحلبة أو بالمرق واللحم. من جانبه يؤكد حسين الفقيه أحد سكان محافظة القنفذة أن موائد القنفذة لا تخلو بتاتا من وجبة (الخمير) أثناء المناسبات، ويقول للخمير فوائد كبيرة فهو وجبة دسمة تجمع العديد من العناصر المفيدة للجسم ويفضله أهالي القنفذة منذ أمدٍ بعيد وهو تراثهم في الأكلات الشعبية الذي لا غنى عنه. فيما يؤكد إخصائيو تغذية أن الأكلات الشعبية المليئة بالذرة والحب غنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية لافتين إلى أن الإكثار منها يسبب التخمة وضيق التنفس في كثير من الحالات لبعض الأشخاص. ولم يخفِ سالم محفوظ حبه الكبير لهذه الوجبة، ويؤكد أن (الخمير) من أهم الوجبات التي لا يستغني عنها أهالي القنفذة في العيد لأننا اعتدناها منذ أن كُنّا صغارا حيث وجدنا آباءنا وأجدادنا عليها وهي وجبتهم التي لا تفارقهم في كل مناسباتهم، ونحن بدورنا ورّثنا هذه العادة لأبنائنا لكي تتواصل وتبقى هذه الوجبة اللذيذة على مر الأجيال.