رغم تنوع الأكلات منها الخليجية والعربية والأجنبية وكثرة الكتيبات لتعليم الطبخ إلا أن مائدة الإفطار بجازان لها طابعها الخاص فلم تتأثر بعوامل الحداثة والتطور، فعندما تشاهد المطابخ بحداثتها وديكورها الحديث والتي تلمسه بكل منزل، إلا أن الأسرة لا تترك أكلاتها الشعبية التراثية والتي تحرص كل ربة بيت على إتقانها وتعليمها لأفراد أسرتها من النساء، فقبل دخول شهر رمضان المبارك تحرص ربة المنزل على تنظيف الميفا «وهو التنور والمصنوع من الفخار والمغطى بالطين حتى يحتفظ بالحرارة» وكذلك يتم إصلاحه إذا كان به شقوق جراء استخدامه ومنهم من يقوم بتجديده بشكل كامل ولا يكاد يخلو منزل بجازان من وجوده.. كما تحرص كل أسرة على توفير الأواني المنزلية التراثية والتي تستخدم في الطبخ ومنها المغش والذي يحمل اسم الأكلة التي تطبخ به وهي «المغش» وغالباً ما تكون من اللحم وبعض الخضار إضافة للماء لصنع المرق ويصنع من صخور الجبال ويكون على شكل وعاء لوضع الطعام به ومنه ما يصنع من الفخار «الصلصال المحروق «ولكن جودته تقل عن جودة المصنوع من الحجر «صخور الجبال» وكذلك ما تسمى بالحيسية وهي وعاء مصنوع من الفخار ويصنع بها الأكلات والتي تسمى بالمفالت والثريد ومفتوت والمرشوش ويكون من طحين الذرة والذي يطحن بما يسمى المطحنة وهي عبارة عن صخرة مسطحة توضع عليها الذرة ويتم طحنها بما يسمى الودي وهي عبارة عن صخرة تم نحتها لتكون بشكل بيضاوي» ويتم طبخ طحين الذرة بالميفا ويسمى «الخمير» وبعد الانتهاء من طبخه يعجن بداخل الحيسية ويرش من فوقه المرق واللحم الذي صنع بالمغش وله نكهته الخاصة بمائدة رمضان بجازان ولا تكاد تخلو مائدة منه بل تحرص كل أسرة بوجوده وتتنافس على إتقان صنعه وتقديمه بطرق مختلفة ويعد من الأطباق الرئيسية، وما يميز هذه الأكلات لها نكهتها وطعمها الخاص والذي يدمن عليه من يتذوقه، وتتميز طرق جازان بوجود معارض للأدوات التراثية وعلى طول الطريق الدولي فتزدهر هذه الأدوات قبل دخول رمضان حتى إن الزائر لهذه المعارض قد لا يجد ما يريد شراءه لانتهاء الكميات المعروضة فتتسابق الأسر لامتلاك هذه الأدوات مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها لأسعار خيالية قد تكون أحيانا في غير متناول الأسرة، ويتم استيراد هذه الأدوات من دولة اليمن الشقيقة لوجود من يقوم بصنعها ولأن الحداثة بالمنطقة طغت فلم يعد هناك من يتقن صناعتها بمنطقة جازان إلا القليل ولا يكاد يذكر عددهم.