عند مدخل مدينة الطائف من الجهة الشمالية، وتحديدا بجوار محطة النقل الجماعي، تتجمع سيارات الأجرة التي تتنقل تردديا بين الطائفوالرياض، وتعمل بها شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ما بين موظفين ومتقاعدين وطلاب. تجمع هذه الشريحة المجتمعية معاناة تبدأ من مستثمر يعاني من أمراض مزمنة ولا يمكنه الإشراف على الموقف بنفسه ومسؤول في الجهات المختصة لا يجد حلا لما يعانون منه. «عكاظ» رصدت هذه المعاناة من خلال جولة التقت خلالها مع عدد المكتوين بنارها في موقف تاكسي الطائفالرياض، حيث قال محمد الحمياني: «نحن أصحاب سيارات الأجرة (خط الرياضالطائف) نعاني مرارا وتكرارا من سوء الموقف المخصص لسيارات الأجرة وتتمثل معاناتنا في عدة مشكلات تبدأ بمستثمر الموقع الذي لم يوف بما طلب منه. فهو مريض وليست لديه القدرة على الإشراف ومتابعة وتنظيم حركة الموقف الذي لا توجد فيه غرفة استراحة مناسبة للسائقين وصالة انتظار للركاب ودورات مياه، حيث لا توجد سوى غرفة لا تتعدى مساحتها مترين في مترين كمكتب خاص، وكلما طالبناه بحقوقنا لا نجد لمطالباتنا صدى. كما أن المستثمر لم يطبق السعودة في المكتب الذي يعمل فيه وافد كبير في السن ومريض، الأمر الذي لا يمكنه من متابعة الموقف. ونحن نطالب بتعيين موظف سعودي شاب بدلا عنه وتوسيع الموقف وعمل مدخل للسيارات ومظلات نستظل بها من أشعة الشمس». وتابع الحمياني قائلا: «معاناتنا لا تنتهي عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل طريقة تجاوب الجهات المختصة مع شكاوانا، فكلما تقدمنا لها بشكوى دفنت في الملفات رغم أن مطالبنا متواضعة. فكل ما نطالب به هو تنظيم الموقف وإنشاء مكتب لاستقبال الزبائن المغادرين من المدينة إلى الرياض وعمل كشوفات بأسمائهم وتوحيد التسعيرة التي يتلاعب بها (الكدادة) من أصحاب سيارات (الخصوصي) الذين يرتكبون مخالفات في وضح النهار وينقلون مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل دون رادع». وأضاف «نطالب المرور والجوازات بحماية الموقف من توغل أشخاص ليست لديهم رخص سيارات أجرة. كما يزاحمنا في مهنتنا وافدون يسببون لنا مضايقات وينقلون الركاب أحيانا بسيارات المؤسسات والشركات التي يعملون فيها». من جانبه، قال محمد الزهراني: «نعاني من سوء التنظيم في تحميل الركاب، حيث نقوم بالتسجيل في الصباح ونصطف في طابور (سرا) دون فائدة، إذ يقوم أصحاب السيارات (الخصوصي) بتحميل الركاب بدون تسجيل ولا رقابة من المرور. ولا تجدي نفعا شكاوانا من هذه الظاهرة للمرور والجهات المختصة الأخرى». وتحدث فايز العتيبي عن جانب آخر من معاناته وزملائه من سائقي سيارات الأجرة قائلا: «عندما نصل إلى نقطة التفتيش على طريق الرياض يقوم أمن الطرق بتفتيشنا ومراجعة كشف الركاب لمدة قد تصل إلى نصف ساعة للتأكد من أننا لا ننقل ركابا متخلفين مع أننا نحمل كشوفات بأسماء ركابنا من المكتب وسياراتنا مرخصة ونعرف أن غرامة نقل المتخلف عشرة آلاف ريال. وفي المقابل يقوم أصحاب السيارات الخصوصي من مواطنين ووافدين بتحميل المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل من الطائف إلى الرياض ولا يفتشهم أحد». أما فالح عواض الحارثي فقال: «مشكلتي الخاصة تتشابه مع مشكلات الكثيرين من زملائي أصحاب سيارات الأجرة، تتمثل في كوني متقاعدا وراتبي التقاعدي البالغ 2000 ريال لا يكفي لإعاشة أسرتي المكونة من 14 شخصا. ولذلك أعمل على تحميل الركاب بسيارتي الأجرة المرخصة لسد الفجوة بين الراتب التقاعدي ومستلزمات الأسرة، لكن تواجهنا مشكلة (الكدادة). وحينما نطالب رجال المرور بحمايتنا من مضايقاتهم لنا في أرزاقنا بموقف النقل الجماعي نادرا ما نجد تجاوبا منهم. كما نواجه مشكلة مستثمر الموقف الذي لا ينفذ ما هو مطلوب منه. وعندما نطلب منه الحضور للتفاهم لا يحضر ويتجاهل مطالبنا. ولم يكتف بذلك بل عين وافدا لتحصيل الرسوم من سائقي سيارات الأجرة ويؤجر لنا رصيف البلدية مع أنه لا يفي بالمطلوب من المكتب الذي يعمل فيه». وأضاف: «معظمنا حصلنا على سياراتنا بأقساط شهرية من برنامج خادم الحرمين الشريفين عبر بنك التسليف. وملتزمون بسداد القسط الشهري البالغ 1800 ريال رغم أن سوقنا عشوائي دون رقيب أو حسيب. وأصحاب السيارات الخصوصي يقومون بمزاحمتنا وتحميل الركاب، وضعنا سيئ مثل الكرة في المعلب من شبكة إلى شبكة. وبعضنا هجر المهنة بسبب ذلك». وتحدث محمد فهد باستفاضة عن نقل الوافدين المخالفين للأنظمة من الطائف إلى الرياض بقوله: «إن (الكدادة) ينقلون بسعر متدن الوافدين المخالفين الذين يحضرون بأعداد كبيرة إلى الموقف مع أن في ذلك مخالفة صريحة للأنظمة والتعليمات. ومع ذلك لا يتم استيقافهم عند نقاط التفتيش. في حين أن أصحاب سيارات الأجرة لا يحملون أي راكب قبل التأكد من هويته وسلامة وضعه ومع ذلك يخضع ركابهم لتفتيش دقيق». من جهته، علق الناطق الإعلامي لمرور محافظة الطائف الرائد علي المالكي قائلا «إن دوريات المرور متواجدة على مدار ال 24 ساعة في كافة مواقف السيارات. كما تتواجد دوريات سرية على مختلف الطرق. وأي شخص يقوم بتحميل ركاب مخالفين لأنظمة الإقامة أو يكون من أصحاب السيارات الخصوصي المخالفين لأنظمة المرور يضبط فورا في نفس الموقع أو يتم تعميم بلاغ عنه ليضبط في أقرب نقطة تفتيش أو بواسطة دوريات المرور المنتشرة على امتداد الطرق وتحرر له مخالفة. ويحال إلى هيئة الفصل في المخالفات للنظر في المركبة المخالفة». وقال إنه يوجد شخص مسؤول في الموقف وهو المتعهد الذي يقوم بتنظيم الحركة داخل الموقف ومتابعة انتظار أصحاب سيارات الأجرة. وفي حال رفض أحد سائقي سيارات الأجرة التجاوب مع متعهد الموقف يتم إبلاغ المرور لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة مخالفي الأنظمة والقوانين المعمول بها في الإدارة العامة للمرور.