أجبر الغلاء وندرة الوظائف عددًا من المواطنين للجوء إلى “مهنة الكدادة” وانتظار الأرزاق بمركباتهم تحت لهيب الشمس الحارقة فى مناطق باب مكة والبلد وموقف النقل الجماعي، والكيلو 10 بجدة وعلى الرغم من نظامية العمل الا ان مضايقات ما لها حدود يعانيها العاملون فى المهنة أبرزها قلة المواقف وانعدامها، الامر الذى يحملهم مخالفات بالآلاف لا يستطيعون سدادها ليس هذا فقط بل تمثل مضايقة سائقي الخصوصي لهم وجعا آخر بلا علاج.. “المدينة” التقت عددًا من ممتهني الكدادة واستمعت إلى همومهم ومعاناتهم الإنسانية. على عتبة السجن علي الشمراني 48 عاما أعمل في الكدادة منذ أكثر من ثلاثة عقود بعد تقاعدي من الوظيفة الحكومية قبل 9 سنوات، ومنذ أن خرجت من علمي بدأت أموري المالية تضطرب، فأنا أسكن في منزل بالإيجار وأعول 6 أفراد، وبسبب الظروف الاقتصادية قررت الاستدانة من بعض الزملاء والمعارف، وتراكمت علي الديون حتى أوشكت أن أدخل السجن بسبها، وها أنا ذا في الموقف، أسعى بكل ما أستطيع لتخفيف هذا الحمل الثقيل علي، حيث أعمل يوميا هنا من بعد الظهر وحتى منتصف الليل. أما عبدالعزيز البارقي 50 عاما فقد اشتكى من مضايقة سيارات الخصوصي لهم في تحميل الركاب وقال: “الحاجة دفعتني للعمل، فأنا عملت في وظيفة حكومية ثلاثة عقود، ومنذ أشهر تقاعدت، ولأني أعول 7 أفراد ولا أملك منزلا خاصا، قمت بشراء سيارة أجرة من مشروع الملك عبدالله لسيارات الأجرة للعمل في (الكدادة) ولكنني تفاجأت بوجود سيارات خصوصي تحمل الركاب، ويضايقوننا في تحميل الركاب”. وأضاف البارقي: تحصل لنا بعض المواقف المحرجة، مثل ما حدث معي قبل يومين من تحميل ركاب من جنسية غير عربية من مكة إلى جدة، واتفقت معهم على الإنزال في وسط جدة، ولكنهم قالوا لي بأنهم يريدون شمال جدة، وهذا الاختلاف عائد للغة بيننا وبينهم. خمس سنوات سعود الزايد 27 عاما تخرج في الجامعة منذ خمس سنوات من قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز، وقام بالتقديم على أكثر من وظيفة حكومية، إلا أنه لم يجدها حتى الآن، فقرر الانضمام إلى زملائه في مهن الكدادة بسيارته الخصوصية. وطالب سعود المرور بتقدير وضعه هو ورفاقه وإعفائه من قيمة المخالفات. أحداث لا تنسى وأمضى أبو سلطان (42 عاما) قرابة نصف عمره في (الكدادة) قام من خلالها بالزواج من امرأتين وأنجب منهما حتى الآن 7 أبناء، وقال في حديثه الحمد لله لا توجد عندي ديون، فمصدر دخلي من (الكدادة) على سيارة الوالد (أجرة)، وطوال تلك الفترة اكتسبت خبرة كبيرة ومرت علي مواقف عديدة، كأن ينسى بعض الركاب عفشهم، وبعضهم يركب معك وهو مهموم فتتقاسم معه همومه، ومن المواقف أيضا تنازع (الكدادين) على الركاب إلى درجة حصول بعض العراك بين السائقين. مشيرا إلى أن العمل الميداني له طابعه الخاص والمميز الذي يختلف كثيرا عن العمل الإداري. مواقف خاصة وطالب عدد من الكدادين بتوفير مواقف خاصة لهم لتحميل وتزيل الركاب حتى لا يتعرضوا لمخالفات دوريات المرور التي تجوب أماكنهم بين الفينة والأخرى وتنتشر مواقف تحميل الركاب في جدة في أربعة أماكن تقريبا موقف باب مكة وهو الأشهر، وموقف البلد بجوار موقف النقل الجماعي، وموقف كيلو 10،وموقف بطريق المدينة بجوار معارض الحارثي. ومن جهة أبرز المدن التي يذهب إليها (الكدادة) فهي: مكة، المدينة، الطائف، الرياض، ينبع، أبها. ------------------------------------------------------------- القحطاني : 3 آلاف مخالفة تحميل ركاب في 6 أشهر والنظام يلاحق الخصوصي كشف مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني « للمدينة» عن إحصائية ما تم ضبطه من مخالفات تحميل ركاب خلال الفترة من 1/1/1432 وحتى 1/6/1432 قد بلغ 3000 مخالفة تحميل ركاب" وقال "إن نظام المرور لا يجيز للسيارات الخصوصي تحميل الركاب ومن يخالف ذلك يتم مجازات قائدها بحجز سيارته مدة (15 ) يوما أما فيما يتعلق بمواقف خاصة ب (الكدادين) فهذا يتعلق بوزارة النقل والمواصلات" مشيرا إلى أن " دور المرور يقتصر على تطبيق اللائحة المرورية على المخالفين من (الكدادين)".