دعا كثير من المراجعين للجوازات، ومكتب العمل في جدة إلى زيادة عدد الموظفين في هاتين الجهتين، للإسراع في إنجاز معاملات تصحيح أوضاع العمالة المخالفة لنظامي الإقامة والعمل خلال الفترة المتبقية من مهلة تصحيح الأوضاع التي تنتهي بنهاية دوام الأربعاء المقبل، الموافق 24 شعبان الجاري. وقالوا «إن فترة المهلة المحددة لتصحيح أوضاع العمالة لم يتبق منها سوى أسبوع فقط، وهناك عدد كبير من العمالة والمعاملات لم يتم إنجازها، ولن تكون الفترة المتبقية من المهلة كافية لإنجاز تلك المعاملات». وأعربوا عن أملهم في أن يتم تمديد المهلة لفترة أخرى تستمر حتى بعد موسم الحج، لإنجاز المعاملات الكثيرة المتبقية، واستيعاب طلبات المواطنين والمراجعين. وقالوا: إن الزحام الشديد الذي تشهده الجوازات، ومكتب العمل، هذه الأيام يعود إلى قلة أعداد الموظفين داخل هاتين الإدارتين، بما أنهما إدارتان مرتبطتان في كثير من المصالح المشتركة. وقال المراجع عبدالحكيم جيلان الحميدي (موظف متقاعد)، إن الزحام يزداد يوما بعد يوم، وأكثر ما نعانيه هو قلة أعداد الموظفين داخل الإدارة، فقسم مثل قسم نقل الكفالات يحتاج إلى عدد كبير من الموظفين حتى يستطيعوا إنجاز معاملات الكم الهائل والكبير من المواطنين المراجعين؛ وذلك لتخليص معاملات مكفيولهم، ناهيك عن قسم مثل قسم إدارة الخروج والعودة داخل الجوازات. ورصدت عدسة «عكاظ» من الداخل العديد من المكاتب الخالية من الموظفين، وهي المكاتب التي من المفروض أن تكون عامرة بالموظفين للتخفيف عن زملائهم وعن المراجعين. ويرى المواطنون محمد الغامدي، مروان العبدلي، وعلي حسن الصبياني أن بقاء مبنى الجوازات، ومبنى مكتب العمل في أقصى جنوبجدة رغم مضي السنين الطوال على موقعيهما يؤدي إلى زحام وتكدس مروري يعاني منه السكان والمراجعون، ناهيك عن قلة المواقف المستقبلة لآلاف المراجعين يوميا. ويقترح المراجعون على إدارة الجوازات؛ إما تغيير موقعها واختيار موقع أكثر استراتيجية في المخططات الجديدة، مراعية لكثير من العناصر المهمة وهي: المواقف الكافية للمراجعين، أو افتتاح فروع أخرى في كثير من المواقع في أنحاء جدة بشكل دقيق، ما يسهل على الكثيرين إنجاز معاملاتهم دون تكبد عناء الوصول إلى موقع الجوازات في جنوبجدة، ومعاناتنا مع الزحام بين البشر والسيارات. ولم تختلف الصورة كثيرا في مكتب العمل، حيث كان الزحام شديدا في جميع الصالات، ولا تختلف ولا تبتعد كثيرا عما يدور في صالات الجوازات المجاورة لمبنى المكتب. فالجميع مستاء من ازدياد المعاملات والمراجعين، وحتى الموظفون أنفسهم لم يعودوا يستطيعون التنفس أو حتى السيطرة على أعصابهم. ففي داخل أروقة الصالات، رصد محرر «عكاظ» الكثير من الملاحظات، كانت بدايتها مع موظفي الاستقبال في داخل مكتب العمل، فلم يعد باستطاعتهم السيطرة على أعصابهم، بسبب الضغط الهائل والكبير عليهم، فاستعانوا برجال الأمن لمساعدتهم، وتغيير أدوارهم من حراسة المبنى إلى مستقبلين لكثير من المراجعين، والملاحظة الأخرى كانت للنساء. فكثير من النساء وجدن أنفسهن داخل المبنى بين كثير من الرجال وهن في الحقيقة لا يعلمن إلى أين يذهبن لكي ينجزن معاملاتهن، ولدى سؤالنا لهن عن سبب تواجدهن في المكتب قلن «إن الزحام الشديد منعنا من الوصول إلى موظف الاستقبال، حتى يتسنى لنا الاستفسار». من جهته، قال عبدالجبار الصاعدي (مراجع لمكتب العمل): منذ ثلاثة أيام مضت وأنا أراجع مكتب العمل بخصوص معاملة لمؤسسة مقاولات بغرض تصحيح وضع المكفولين لها، وفي كل مرة أفاجأ بطلبات جديدة، كان آخرها عقد إيجار للمؤسسة، وسؤالي هنا كيف يطلب مكتب العمل عقد إيجار لمؤسسة قائمة وعلى رأس العمل. ولام الصاعدي القائمين على مكتب العمل للبيروقراطية في الإجراءات وخاصة الطلبات المتزايدة، ناهيك عن الزحام الشديد، وقلة الموظفين داخل صالات الخدمة الشاملة، بالإضافة إلى إغلاق المكاتب الزجاجية للموظفين في وجوه المراجعين وهم يرونهم في الداخل وقد اختنقوا من الزحام، واستدرك قائلا:لا ألقي باللوم على جميع الموظفين. فالجميع يدرك معاناة الموظفين، فهم في النهاية بشر مثلنا، ولهم طاقات استيعابية وصبر، ولكنني ألوم المسؤولين، لماذا لا يزيدوا عدد الموظفين بشكل مكثف، لكي يستطيعوا استيعاب الأعداد الهائلة من المراجعين لمكتب العمل. رد الجوازات المقدم محمد الحسين المتحدث الإعلامي لجوازات منطقة مكةالمكرمة تحدث ل «عكاظ» بإيجاز شديد، مفيدا أنه في بعض المواسم التي يزداد فيها الضغط على بعض الأقسام لدى إدارة الجوازات، فإنه يتم فيها وبشكل سريع ودقيق تحريك وتوزيع القوى البشرية حسب ما يتطلبه الموقف داخل الكثير من إدارات الجوازات، ما يسهل على المراجعين إنجاز معاملاتهم بيسر وسهولة.