عندما تتجول في حي جبلي، اشبه ما يكون بورشة وسط صفيح العراء الممتد، ستكتشف بلا شك انك في «الحرازات»، حينها ستعلم انك داخل اقدم الأحياء الجديدة في منظومة احياء شرق الخط السريع.. إنه حي الحرازات الذي ظل صامدا وأهله في وجه الأعاصير والسيول والأمطار وكل الكوارث التي حلت بجدة، فقد كان الأهالي في خضم كل ذلك يصارعون من أجل البقاء، متسلحين بالصبر ويعيشون على أمل أن شمس وداع كل تلك المعاناة باتت قريبة، ولكن صرخاتهم المتواصلة التي يرسلونها لأمانة جدة وشركة الكهرباء من خلال خطابات كثر استمر إرسالها لمدة سنتين، مطالبين خلالها بسفلتة الخط الرئيسي وإيصال الكهرباء إضافة إلى مطالباتهم بمعالجة أوضاع المستودعات المجهولة في الحي.. «عكاظ» تجولت في الحي والتقت عددا من الأهالي وخرجت بالعديد من الإفادات. يقول المواطن جارالله موسى الزهراني إنه إلى جانب عدد من الأهالي لم ينقطعوا عن زيارة أمانة جدة، حيث ظلوا يقدمون خطاباتهم للأمانة باستمرار مطالبين بضرورة مراجعة أوضاعهم. وأضاف «ما إن تقدمت بخطاب حول الخط غير المسفلت إلى الأمانة حتى حولوني إلى مدير مكتب الأمين، ثم حولوني إلى مكتب مختص ثم حولوا المعاملة إلى إحدى الشركات، ومن تلك الشركة إلى شركة أخرى، وما زلنا حتى اليوم منذ اكثر من سنتين على هذه الحالة وتلك المعاناة». ويبين الزهراني أن تقدم ب3 بلاغات رسمية «ولكني لم أتلق أية إجابة من الأمانة التي طلبت منها أن تعطينا «قريدل» لمسح الخط، وأعطوني رقم البلاغ وما يزال الرقم معي الى تاريخ اليوم ولم اجد اية اجابة إلى جانب أن البلاغات جميعها موجودة، حيث رفضت الأمانة الاستجابة لمطالبنا، متعللة في هذا الخصوص بأنه ليس لديها أية امكانية». وأضاف الزهراني «منذ المطر الأول الى المطر الثاني الى تاريخ اليوم ونحن في معاناة، بلا مجيب نأخذ وعودا من الأمانة بلا تنفيذ». منازل مظلمة ويشير المواطن أحمد صالح إلى أن الشوارع الرئيسية مهملة، حيث يلاحظ أن مياه البيارات تطفح في الطرقات، «أما النظافة فحدث ولا حرج فهي ضعيفة والأمانة غير متجاوبة معنا ولا تقدم لنا أية خدمات». ويوضح صالح أن هناك منازل في الحي بلا كهرباء وأصحابها خدموا الدولة والآن في مرحلة التقاعد يعانون لأكثر من عشر سنوات من غياب الكهرباء هم وأولادهم منهم من لديه ابناء وبنات في الابتدائي والمتوسط والثانوي. واستطرد يقول «طريقتهم للحصول على الكهرباء تتم عبر سحب كابل من الجيران لإيصال الكهرباء إلى منازلهم ولكنهم لا يستطيعون تشغيل غير مكيف واحد في الظهر وآخر في المساء». التيار أوقف الزواج ويقول صالح إنه بنفسه بالرغم من أن منزله جديد إلا أنه لا توجد به كهرباء، كما أن هناك شبابا أجلوا زواجاتهم بعدما عجزوا عن إيصال التيار لها رغم أن شققهم جاهزة، إلا أن مستقبلهم متوقف على عداد كهرباء». وبين صالح أن المشكلة بدأت بعد التصوير الجوي يوم 11/4/1424ه ومنذ ذلك التاريخ فإن أي شخص بنى بيته بعد ذلك حرم من الكهرباء. أما احمد الزهراني فيقول «لي ست سنوات في هذا البيت ونعيش دون كهرباء وسبق ان قدمت على الأمانة عدة مرات وتم دفع 800 ريال رسوم ولكن لا مجيب». مصانع مجهولة وانتقد ممدوح الزهراني وجود عدد من العمالة المخالفة والمجهولة في الحي بأعداد كبيرة، مشيرا إلى أنها تعمل في أحد المصانع المجاورة المجهولة للحي وأصبحت تشكل لأهالي الحي مصدر خوف وقلق. وأضاف «نحن بعد صلاة العشاء لا نستطيع ان نخرج من منازلنا ونترك أهالينا فالمنطقة شبه مهجورة»، مطالبا بضرورة وجود مركز للشرطة وآخر للدفاع المدني. أما حسن الزهراني وهو من مؤسسي الحرازات وأحد الذين يسعون لتطوير الحي من خلال مركز هدفه ايصال معاناتهم للجهات المختصة، مبينا أنهم يعملون إلى جانب ذلك بأن يكون المجلس تحت مظلة مراكز الأحياء، فتقام به المناشط التثقيفية والترفيهية. المياه مفقودة وقال الزهراني إن الحرازات يقطنها آلاف السكان ولذا تحتاج الى مركز صحي، لافتا إلى أنهم سبق أن عملوا على استئجار الموقع إلا أنه لم يعمل، مطالبا الشؤون الصحية بتشغيله والبلدية بتنفيذ الطرق وسفلتتها مع إنارتها وتصريف المياه، كما طالب شركة المياه بإيصال المياه داعيا شركة الكهرباء إلى العمل على معالجة خطر الاعمدة التي يحتوي معظمها على اسلاك مكشوفة، إلى جانب زيادة أعداد المدارس. شرط «الفسح» من جهته، أوضح ل «عكاظ» نائب رئيس شركة الكهرباء للعلاقات العامة عبدالسلام اليمني، أن الشركة مستعدة لتوصيل التيار لأي منزل لديه صكوك رسمية بمعنى أن كل من لديه صك يحصل على التيار الكهربائي. وأضاف «نحن شرطنا الأساسي في ايصال التيار الكهربائي احضار فسح موافقة بناء المنزل من البلدية فقط، ونحن نستقبل جميع الطلبات التي صدرت لها فسوحات رسمية من البلدية ونتبع تنظيما رسميا من الدولة، لذا على كل من لديه منزل ان يذهب مباشرة إلى البلدية التي يتبعها المخطط.. نحن لدينا 6.3 مليون مشترك على مستوى المملكة» . «عكاظ» حاولت الاتصال اكثر من مرة وفي اوقات متفرقة على امانة محافظة جدة لنقل شكاوى المواطنين إليهم الا اننا لم نتلق اي تجاوب.