رصدت «عكاظ» في جولتها على بحيرة الأربعين أمس نفوقا جماعيا للأسماك وانتشار بقع حمراء على سطح البحيرة، بالإضافة إلى روائح كريهة للغاية، وتلوث كبير داخل البحيرة وعلى شاطئها، وما تزال بحيرة الأربعين تمثل هاجسا بيئيا لسكان جدة بالرغم من الكثير من الحلول التي قدمت لمعالجتها. وكشف المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة حسين القحطاني ل«عكاظ» أن الروائح الكريهة ونفوق الأسماك بشكل جماعي داخل بحيرة الأربعين تعود إلى توقف التوربينات داخل البحيرة والتي تعمل على تدوير الماء وضخ الأكسجين، وتعطلها أدى إلى انتشار الروائح الكريهة بسبب ركود المياه، مضيفا أن هذه المضخات تساعد على الحياة البحرية وانتقال الأسماك إليها لكن مع تعطلها قلت نسبة الملوحة وحدث نقص للأكسجين وهو الأمر الذي أدى إلى انعدام الحياة للكائنات البحرية بها. وأشار القحطاني إلى أن البقع الحمراء التي ظهرت على سطح بحيرة الأربعين ربما يكون لها علاقة بظاهرة المد الأحمر التي تنتج عن ارتفاع درجة الحرارة ونشوء طفيليات بحرية أو التلوث العضوي، معتبرا أن ضررها يمتد إلى الإنسان لذلك ينصح بتجنب النزول إلى مثل هذه الأماكن التي تسبب التلوث مع آثار جانبية مثل الالتهابات الجلدية. من جهته قال الدكتور محمد سعيد مدرس أستاذ علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز إن حلول الأمانة فشلت في معالجة بحيرة الأربعين إذ قامت بتنظيف البحيرة قبل أن توقف تدفق مياه الصرف الصحي الذي يعد أصل المشكلة، مشيرا إلى أن الأمانة لجأت إلى تركيب توربينات كهربائية استنزفت الكثير من الأموال تكلفة وصيانة ومع ذلك تعطلت عن العمل، وشدد على أن جامعة المؤسس قدمت إلى الأمانة منذ أكثر من 10 سنوات دراسة متكاملة للبحث في أعماق البحيرة وحركة دوران المياه لإيجاد حلول بناء على نتائج الدراسة لكنها لم تلق القبول، لافتا إلى أن ردم البحيرة سيكون خطأ فادحا في ظل التطور العلمي، «فذلك يعني ردم كل الخلجان والبحيرات في جدة حين نخفق في حل مشكلاتها»، مستطردا «إننا لا نستطيع إثبات ظاهرة المد الأحمر إلا من خلال سحب عينات لدراستها». من جهة أخرى تحدثت «عكاظ» مع مدير الثقافة والإعلام والمتحدث الرسمي باسم أمانة جدة المهندس سامي نوار عن مشكلة بحيرة الأربعين، ووعد بالرد بعد ساعة غير أنه لم يجب على اتصالات «عكاظ» على مدار ست ساعات.