علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة، أن لجنة التحقيق في قضية وفاة الشاب السعودي خالد البشري بسبب خطأ طبي في مستشفى الملك فهد بجدة، كشفت عن أن سبب الوفاة يعود إلى نسيان أحد الأطباء تشغيل جهاز الأوكسجين داخل غرفة العمليات لعدة دقائق، ما أدى إلى توقف عمل المخ ومن ثم دخول المريض في غيبوبة استمرت أسبوعا، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخير مساء أول أمس الجمعة. وقالت المصادر إن اللجنة التي وجه بتشكيلها مدير صحة جدة الدكتور سامي باداود منذ بداية القضية سحبت على الفور ملف المريض واستجوبت الطبيب المختص بالتخدير والطبيب الجراح، وكلاهما من جنسية عربية، حيث اطلعت على جرعة التخدير التي تم إعطاؤها للمريض ونقلت الملف بالكامل إلى اللجنة الطبية الشرعية والتي كان المفترض أن تلتقي والد الضحية أمس (السبت)، إلا أنه بسبب انشغاله بتلقي العزاء تم تأجيل اللقاء إلى نهاية الأسبوع الجاري. في غضون ذلك شيع المتوفى مساء البارحة الأولى إلى مثواه الأخير حيث تمت الصلاة عليه في المسجد الحرام ودفن في مقابر المعلاة، فيما تلقى والده تعازي الأقارب والأصدقاء في منزله بعسفان شمال شرق جدة. إلى ذلك قال والد الفقيد عبدالله البشري المعلم في ثانوية عسفان، بأنهم لازالوا يعانون من صدمة فقدان ابنهم والذي كان متفوقا في دراسته وبارا بوالديه وحافظا للقرآن الكريم، وأضاف: «لن نتراجع عن مقاضاة المتسبب وسنلاحقه قضائيا مهما كلف الأمر». من جهته استغرب عوض البشري (عم ضحية) الخطأ الطبي وتجاهل الصحة لمصابهم، منتقدا عدم وقوفهم بجانب أسرة الفقيد خلال الأسبوع الماضي عندما كان ابنهم يصارع الموت في العناية المركزة، وقال ل«عكاظ»: «منذ دخول ابننا العناية المركزة، لم نر أحدا من مسؤولي الصحة ولم يقدم أي منهم العزاء». وأضاف: «الأدهى والأمر أنهم أرسلوا مندوبا من قبلهم قبل وفاة خالد بيومين وطلبوا أن نتبرع بأعضائه بحجة أنه متوفى دماغيا وتجاهلوا الألم الذي يعتصر قلوبنا على فقده بسبب إهمال طبيب لم يقدر مهنته». واستطرد عم الفقيد: «أتمنى أن لا يهرب الطبيب المتسبب، مثلما هرب غيره في أخطاء طبية أخرى، ونحن سنسعى لمقاضاته». يذكر أن خالد البشري ذو ال 16 ربيعا دخل الأسبوع الماضي مستشفى الملك فهد بجدة لإجراء عملية نزع أسياخ تثبيت لذراعه المكسور، حيث تسبب إهمال أحد الأطباء في توقف الأوكسجين، مما تسبب في إصابته بغيبوبة لمدة أسبوع قبل أن يتوفى رحمه الله عصر أول أمس.