ذكر مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بادواد، في تصريحات إلى صحيفة "الوطن"، أن التحقيقات في قضية وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل، البالغ (8 سنوات)، في مستشفي "باقدو وعرفان" تدين المستشفى من خلال التقصير في جوانب عدة تمثلت في: عدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء العمليات، حيث رفعت نتائج التحقيق لوزير الصحة، متضمنة تقريرا مفصلا منذ دخول الطفل للمستشفى حتى وفاته. وقال باداود: إن التقرير يحمل صورا للأجهزة داخل غرفة العمليات والإمدادات المركبة على الجهاز، وإنه لا بد من اتخاذ قرار ضد المستشفى الذي تسبب في وفاة الطفل، مشيرا إلى أن العقوبة ستطال المستشفى؛ لوجود تقصير في الأجهزة المستخدمة في العلاج، وكذلك المتسببين في وفاة الطفل، وكذلك إخفاء بعض الحقائق حول وفاة الطفل. وعن هروب الطبيب المتهم بالخطأ الطبي إلى خارج البلاد، أوضح أن القضية في انتظار رد وزير الصحة، وأن الطبيب المتهم إذا اقتضى الأمر سيتم إحضاره بالقوة الجبرية للتحقيق معه عن تفاصيل وفاة الطفل، كاشفا أن التحقيقات أظهرت أن وفاة الطفل جاءت بسبب قصور الأجهزة المستخدمة في العلاج، حيث أجريت العملية الجراحية لأخذ عينة من الغدة الليمفاوية دون توفر هذه الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات، لا سيما الأوكسجين الذي يجب توفيره للطفل مما أدى لوفاته. من جهتها، أصدر مستشفى "باقدو وعرفان" بجدة أمس، بيانا نفى فيه صحة اتهام مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود للمستشفى بإخفاء أوراق ومستندات عن حالة الطفل، مؤكدا أن فريقا من الشؤون الصحية حضر للمستشفى طيلة 3 أيام متتالية، عبر 4 لجان مختلفة، تسلمت جميع الأوراق وملف المريض. وشدد المستشفى في بيانه على أن وفاة الطفل حدثت نتيجة خطأ فني خطير تمثل في قيام الشركة المسؤولة عن صيانة مخارج الغازات الطبية بالمستشفى بتغيير مخرج الأوكسجين بمخرج غاز النيتروجين منذ شهرين، وأنه نظرا لعدم استعمال هذه الغرفة إلا نادرا، فإن الخلل لم يكتشف إلا بعد حادثة وفاة الطفل. وقال المستشفى: إنه تقدم بشكوى رسمية لقسم شرطة الشمالية عن هذا الخطأ الذي تسبب بحادث الوفاة، وأن الطبيب خالد مصطفى المتهم في القضية هرب إلى الخارج بالتواطؤ مع اثنين من الموظفين في الموارد البشرية بالمستشفى دون علم الإدارة، وتم تقديم بلاغ عن المذكورين بشرطة الشمالية فورا وفتح التحقيق معهم. وطالبت إدارة المستشفى بتحويل هذه القضية للشرع، ومحاسبة المتسببين في وفاة الطفل صلاح الدين يوسف البالغ من العمر 8 سنوات الأربعاء الماضي، وهي شركة الصيانة، مشددة على أن وزارة الصحة منحت المستشفى منذ 5 أشهر شهادة الجودة CIBAHI بعد حصولها على نسبة 95% في التقييم، وحصلت الخدمات المكملة على نسبة 87%. وكانت واقعة وفاة الطفل قد حدثت بعد دخوله مع والدته إلى مستشفى عرفان، نتيجة معاناته من أنفلونزا شديدة لمدة 15 يوما، وبعد شفائه لوحظ انتفاخ في حنجرته، مما استدعى طبيبه الخاص إلى طلب إجراء فحوصات طبية للغدة الليمفاوية في أحد المستشفيات نظرا لعدم توفر الأجهزة المطلوبة في العيادة الخاصة، وبعد زيارة المستشفى أوصى الطبيب بأهمية أخذ عينة من منطقة التورم، ولكنه قرر أهمية التنويم الكامل للطفل، ومن ثم استدعى فني التخدير ولكنه نظرا لعدم تواجده تم استدعاء شخص غير مختص، وتمت عملية التخدير في غرفة فني أشعة، وعند حقنه بالمادة المخدرة ووضع كمامة التنويم تم إخراج والدته من الغرفة التي كانت ترافق طفلها فيها، ومن بعدها بدأت الحالة تتدهور وفتح الطبيب الباب بحثا عن أجهزة إنعاش للقلب، ولكن الغرفة لم تكن مجهزة لذلك، ليكتشف الطبيب خطأ كارثيا آخر، وهو أن جهاز الأكسجين الخاص بالإنعاش كان مستبدلا بأنبوب به مادة مخدرة، ونتج عن ذلك دخول الطفل صلاح الدين في غيبوبة لمدة 24 ساعة، فارق بعدها الحياة.