تجاهل عدد من الشباب النتائج السلبية لفحص ما قبل الزواج الذي خضعوا له مع فتيات أحلامهم، وفضلوا المضي في إتمام مراسم الزفاف، على الرغم من أن تلك الفحوصات بينت عدم توافق الشاب والفتاة، مرجحة انتشار الأمراض الوراثية بين الأبناء، في حين استجاب البعض لتلك النتائج وقرروا عدم إكمال المسير نحو القفص الذهبي. يأتي ذلك في وقت تغص فيه مراكز فحص ما قبل الزواج بالشباب والفتيات الراغبين في إتمام مراسم زفافهم الصيف الحالي، ما دفع بتلك المراكز لاستنفار طاقاتها لاستقبال المراجعين. وأوضح مدير مستشفى الولادة في جدة الدكتور كمال أبو ركبة (استشاري أطفال وحديثي الولادة) أن مركز فحص ما قبل الزواج في جدة استنفر هذه الأيام طاقته القصوى لاستيعاب المتقدمين للفحص من المقبلين على الزواج والتي تتجاوز في اليوم 100 حالة، مشيرا إلى أنه تؤخذ منهم عينات في مختبرات مزودة بأحدث التقنية التي من شأنها رفع مستوى الفحص ليصل إلى النتائج الدقيقة التي تظهر بعد أسبوعين من إجراء الفحص. إلى ذلك، بين ياسر إياز مشرف مركز برنامج الزواج الصحي في مستشفى الولادة والأطفال في جدة - المساعدية أنه على الرغم من افتتاح مركز جديد لفحص ما قبل الزوج في مستشفى الملك عبدالعزيز، إلا أنهم لا يزالون يعانون من كثافة أعداد المراجعين في فصل الصيف. وفي عسير، يزيد عدد المراجعين لمركز فحص ما قبل الزواج على 80 مراجعا ومراجعة يوميا، وأوضح نائب رئيس البرنامج بالإنابة ناصر حسن معدي أن برنامج فحص المتزوجين في عسير يستقبل أكثر من 1920 حالة في الشهر خلال فترة الصيف وفترة الإجازات بمعدل 80 حالة يوميا، فيما يستقبل البرنامج 40 حالة في اليوم الواحد قبل موسم الصيف، مبينا أن التقارير المبدئية توقعت وصول عدد المتزوجين في عسير خلال فترة الصيف إلى ستة آلاف شاب وشابة، لافتا إلى أن هناك عددا من كبار السن تجاوزت أعمارهم فوق 60 عاما، وظهرت نتائجهم سليمة. وأشار الدكتور محمد دسوقي استشاري العلاج بالمركز وطبيب عيادة «مشورة» إلى أن «المركز يستقبل الحالات التي تتضح أن هناك عدم توافق فيتم الجمع بينهما بحضور الدكتور لتوضيح مسألة الأمراض الوراثية أو الأمراض الأخرى التي لا نستطيع أن نكمل التوافق بينهما، ويتم التشاور بين الشخصين أو كل على حدة لمعرفة مدى تقبلهما للوضع الحالي، وإذا نظرنا أن هناك إمكانية للعلاج فيتم ذلك على مراحل ويتم الكشف المتكرر على الحالة»، مبينا أن أمراض فقر الدم والأنيميا المنجلية من أبرز الأمراض الوراثية التي تظهر بين الراغبين في الزواج. بدوره، أوضح سعد القحطاني أن المركز كشف عدم التوافق بينه وبين خطيبته، وتقبل الخبر بهدوء، لافتا إلى أنه يجري الآن وضع البرنامج المحدد لعلاج المرض الوراثي والذي «سيتسبب في تأخير زواجي إلى الموسم المقبل». فيما تمسك سعد شملي بإتمام عقد زواجه بعد موافقة خطيبته، مشيرا إلى أن المركز أوضح لهما عدم التوافق، بيد أنه لم يقتنع بما ذكره الدكتور وتم تحديد زواجه خلال الأسبوع المقبل. وذكرت نهى الخالد وهي تنتظر النتائج أنها أجرت الفحص أكثر من ست مرات ولم تتطابق مع من تقدموا لخطبتها، مبدية مخاوفها مما يحدث معها، وأصبحت في حال من القلق مستقبل حياتها الزوجية. من جهتها رأت (ع.م) أن قصص فحص ما قبل الزواج أصبحت تبدد أحلام كثير من الفتيات، حتى أصبحن يتخوفن من الخضوع له، موضحة أنها مخطوبة منذ خمس سنوات، بيد أنها فوجئت حين أجرته مع فارس أحلامها قبل عقد القران بعدم التطابق، ما أجبرهما على إعادة التحاليل أكثر من مرة. بدوره، أكد مدير إدارة المختبرات وبنك الدم بالطائف سعيد الزهراني أن أهم الأمراض الشائعة في نتائج تحليل فحص الزواج هي «الأنيميا المنجلية» وبنسبة 95 في المائة، مفيدا أنه جرى فحص أكثر من 16 ألف عينة خلال العام، ولم يحدث عدم التوافق سوى في 14 حالة، لافتا إلى أن جميع الفئات العمرية والمقبلة على الزواج تجري لها الفحوصات. وذكر أنهم أجروا لمسن في التسعين من العمر وفتاة تبلغ 12 عاما، مبينا أنه في حالة عدم التوافق يتم توعية الزوجين أنه من غير الضروري الانفصال ولكن يجب أن يأخذوا العلاجات اللازمة إذا حدث الارتباط بينهما. بينما أكد مدير مركز فحص ما قبل الزواج في المختبر الإقليمي في جدة أخصائي المختبرات علي الغامدي أن المركز يشهد حركة نشطة وإقبالا من قبل العرسان والعرائس، مشيرا إلى أن الإحصائيات تفيد أن عدد الراغبين في الفحص يزيد على 20 وافدا و50 من المواطنين، اضافة الى المواعيد اليدوية فيصبح اجمالي عدد طالبي الفحص نحو 150 يوميا. وبين الغامدي أنه في حال كانت نتيجة الفحص متوافقة يتم استلامها بكل سهولة عن طريق رقم السجل المدني؛ أما إذا كانت نتيجة الفحص غير متوافقة فيتم تحويل الطرفين الى عيادة المشورة الوراثية ويشترط وجود ولي أمر العروس؛ ويتم شرح المخاطر المستقبلية على الاطفال؛ وفي حالة الإصرار على الزواج يتم توقيع إقرار ويستلم النتيجة.