نواف عافت (الرياض) عبدالله الذبياني (مكةالمكرمة) يحيى الفيفي (أبها) عواد الطوالة (حائل) سفر البيضاني (الأحساء) نادر العنزي (تبوك) بات الكشف الطبي قبل الزواج ضرورة ملحة، تحمي المقبلين على الزواج من الأمراض الوراثية والأمراض المعدية الأخرى خاصة بين الأقارب، وقد أحدث إطلاق وزارة الصحة لبرنامج الفحص الخاص وعياً كبيرا لدى المواطنين وأصبح الأمر أحد شروط إتمام الزواج عموماً، «عكاظ» زارت عددا من مراكز الفحص المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، والتقت بعدد من المراجعين والمقبلين على الزواج الذين تحدثوا عن هذه المراكز وآلية عملها، وطالبوا باستحداث مراكز جديدة لمقابلة الزيادة المضطردة في عدد السكان، وفتح المجال أمام القطاع الخاص ليتحمل جزءا من العملية لتخفيف الضغط على هذه المراكز وكادرها الطبي.. 700 عينة يومياً وأوضح ل«عكاظ» إبراهيم اليوسف، قلة عدد المراكز في الرياض، مقارنة بعدد الحالات التي تردها يومياً، خاصة في موسم الصيف وفترة الإجازات، ما يؤخر إصدار التقرير الطبي للمتقدم للزواج، وطالب بفتح المجال للقطاع الخاص لإجراء هذه الفحوصات لتخفيف الضغط على الكادر الطبي العامل بهذه المراكز، فيما أشار طلال المرشدي على البيانات المطلوبة لإجراء الفحص، ومنها فقر الدم المنجلي، العزل الكهربائي، فيروس التهاب الكبد الوبائي(ب) و(س) وفحص فيروس نقص المناعة المكتسب، وقال: «يتم الحصول على نتيجة التحليل خلال أسبوع ومن ثم يتبعه حصول التقرير النهائي من الطبيب المختص». من جهته، طالب عبدالله الشهراني وزارة الصحة بالتوسع في إنشاء المختبرات الجديدة لمواجهه الزيادة المضطردة في عدد السكان، لكسب الوقت وتسريع عملية الفحص والحصول على نتيجة سريعة ودقيقة، ومطابقة العينات وإرفاق النتيجة بملف المتقدم للزواج، وأيضا استحداث مراكز للتأهيل بشكل مستمر، بدوره بين سلمان الغامدي، أن تقريره تأخر لمدة عشرة أيام بسبب الضغط وكثرة الطلبات على مركز الفحص الذي قصده، والذي يفحص 700 عينة يوميا، وهذا الأمر يتطلب وجود كادر طبي كبير وعلى مستوى عالٍ لتفادي المشاكل أو الإخفاقات المتوقعة، وقال: «البعض يأتي للفحص قبل موعد زواجه بأسبوع وهذا أمر صعب ومحرج في حال وجود نتائج غير مرضية». 90 % نسبة الشباب وفي مكةالمكرمة، اضطرت إدارة مستشفى النساء والولادة في العاصمة المقدسة إلى استحداث عيادة جديدة للفحص الطبي لما قبل الزواج، لمواجهة الإقبال الكبير مع بداية إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، وبلغ متوسط المراجعة اليومية للراغبين في الزواج قرابة 70 حالة يومية، وذلك بعد الاستعانة بفريق طبي متخصص في العيادة المستحدثة بعد أن أغلق المركز الرئيسي للفحص الطبي في مستشفى النور التخصصي لإنشاء الترميمات الحالية داخله ما زاد من أعباء مستشفى الولادة ودفع إلى تزاحم المراجعين . وكشفت جولة«عكاظ» أمس في المستشفى أن عدد الشبان والفتيات المقبلين على الزواج في مكةالمكرمة خلال الفترة القصيرة الماضية والتي لم تتجاوز الأربعة الأشهر مع بداية العام الحالي إلى ستة آلاف حالة أنهت إجراءات فحص قبل الزواج في مقر المركز في مستشفى الولادة والأطفال في العاصمة المقدسة . وبين ل«عكاظ» مدير مستشفى الولادة والأطفال المكلف هلال المالكي، أن المستشفى يستقبل 70 حالة فحص ما قبل الزواج يوميا، ويضيف: «لمواجهة هذه الزيادة اضطر المستشفى إلى افتتاح عيادة ثانية، مشيرا إلى أن الإغلاق المؤقت لمركز الفحص الطبي للمتزوجين في مستشفى النور، أدى إلى مضاعفة المراجعين، موضحاً أن نسبة شرائح الشباب والفتيات المقبلين على الزواج تصل لأول مرة إلى 90 في المائة، وزاد:«استقبل المركز حالات لكبار السن تجاوزت أعمارهم 75 عاما، وكانت نتائج الفحوصات في صالحهم وأتموا زواجهم». وقال: الأسبوع الماضي ومع بدء إجازات المدارس استقبل المستشفى نحو 400 من المتقدمين للفحص«مبينا دعم المركز وتحديثه في مستشفى الولادة والأطفال الجديد والذي سيبدأ العمل فيه بعد ثلاثة أشهر من الآن». من جهته، ذكر طبيب عيادة المشورة في مركز فحص المقبلين على الزواج الدكتور عقيل، أنه بالرغم من نسبة التوافق الكبير بين الشبان والفتيات صحيا ، إلا أن نسبة عدم التوافق تكمن في إصابة البعض بالأنيميا المنجلية (فقر الدم الحاد) والذي ينتقل وراثيا من الأبوين ويؤدي إلى ضعف في نمو الطفل مصحوباً بألآم حادة تحتاج إلى نقل دم ومغذيات بشكل متكرر، وقد يؤدي إلى الموت المبكر بسبب المضاعفات الخطيرة إذا كان الزوجان المقبلان على الزواج يحملان صفة «الأنيميا» أو أية أمراض وراثية أخرى، وهنا ننصح الزوجين بإعادة التفكير مرة أخرى والابتعاد عن إتمام الزواج. وقال: «يستقبل المستشفى وبشكل يومي ثماني حالات، ممن يعانون من فقر الدم نتيجة الزواج غير المتوافق، مبينا أن المستشفى استقبل في الأربعة الأشهر الماضية أكثر من 640 حالة، يتم إحالتهم للتنويم، ومع هذا فإن من يتمسكون بإتمام الزواج في حالة عدم التوافق هم قلة، وذلك بفضل التوعية وإيضاح سلبيات ومخاطر هذا الزواج. 2 % غير متوافقة وفي منطقة عسير يعاني المستشفى المركزي في أبها، زحاماً من المراجعين الذين يقصدون المستشفى لفحص عينات ما قبل الزواج من كافة قرى ومحافظات المنطقة ويستغرق الحصول على النتيجة ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، خاصة في فصل الصيف وما قبل الإجازات النصفية وإجازات الأعياد . وأكد مصدر في نفس المركز، حدوث 15 حالة غير متوافقة بين كل 100 حالة بنسبة 2 في المائة، وحول شكاوى المواطنين من تأخر صدور النتائج قال المصدر: يستغرق الوقت لتحاليل ما قبل الزواج من أسبوع إلى عشرة أيام، ويعاني من هذه المشكلة القادمون من المناطق البعيدة، ويضيف: «يطالب المواطنون بزيادة عدد هذه المراكز في كافة مستشفيات المنطقة ومحافظاتها حتى يتمكن الجميع من إجراء الفحوصات في المحافظة الأقرب له تفادياً للانتظار على قوائم الانتظار. زيادة عدد المراجعين وفي محافظة الإحساء، أكد ل«عكاظ» الدكتور أحمد السليمان مدير مركز أمراض الدم الوراثية في المحافظة، زيادة أعداد المراجعين المقبلين على الزواج في المركز، منذ بداية الإجازة، الذين وصل عددهم إلى أكثر من ألف مراجع، بعد أن كان عدد المراجعين نحو 500 قبل الإجازة، وحول أعمار المتقدمين أوضح الدكتور السليمان أن الأعمار هي بين العشرين والثلاثين في الأغلب، مشيرا إلى تقدم عدد من الرجال للفحص وأعمارهم تفوق السبعين ومن الفتيات من كان عمرها ثلاثة عشر عاما. مؤكداً، اكتشاف عدد من حالات مرض نقص المناعة بين المتقدمين وتم التعامل بسرية تامة حسب توجيهات وزارة الصحة ، ويضيف «يتم علاج هذه الحالات حسب البرامج المعدة لذلك، ولا تشكل أية مشكلة» ،مشيراً إلى أن فحص تعاطي المخدرات لم يطبق إلى الآن ويحتاج إلى الترتيب مع عدد من الجهات الرسمية ولكنه مطروح، وزاد «يتم استلام نتيجة الفحوصات في وقت لا يتجاوز الأسبوع، ويعتمد على الأعداد التي تتقدم للمراكز وتتفاوت من وقت لآخر». التسجيل الإلكتروني وفي منطقة تبوك، أكد عدد من المواطنين، تحسناً في مواعيد فحص ما قبل الزواج، بعد افتتاح قسم المختبرات الجديد، «عكاظ» تواجدت في قسم مختبر الفحص حيث بدت منظمة وخالية من الزحام ورصدت آراء المواطنين المقبلين على الزواج. ونفى المتحدث الإعلامي في صحة تبوك عطاالله العمراني، أن يكون هنالك زحام أو تأخير في القسم الجديد، مؤكداً أن العمل يسير وفق آلية منظمة ومحددة مبيناً أنه لا يوجد أي تأخير في النتائج. وأوضح المواطنان سعود البلوي و أحمد العتيبي، أن القسم الجديد بدا منظماً وأكثر تنسيقاً من السابق، وطالبا الشؤون الصحية بتفعيل التسجيل إلكترونياً لتخفيف الضغط والزحام على القسم، فيما دعا علي العمراني بالإسراع في كشف نتائج الفحص والتي كانت تستغرق في السابق ما يقارب الأسبوعين. إقبال متزايد وتشهد مراكز فحص المقبلين على الزواج في حائل، إقبالا متزايداً من مختلف الأعمار الذين يقصدون المركز للاطمئنان على حالتهم الصحية وخلوهم من الأمراض الوراثية أو العيوب الخلقية في وقت مبكر قبل خوضهم الحياة الزوجية، خاصة بين الأقارب. وشدد الشاب محمد الشمري والمقدم على الاقتران من فتاة تربطه بها صلة القرابة، ضرورة الفحص الطبي لكشف الأمراض الوراثية، وإنجاب أطفال أصحاء، وقال: «حمل صفة المرض لا يعني بالضرورة وجود خلل أو عيب يمنع الزواج، إنما يعني ضرورة الاقتران بطرف سليم، فيما ذكر ماجد الجهني، أن فحص الزواج ما هو إلا لسلامة المقبلين على الزواج من بعض الأمراض المعدية والتي تنتقل بين الزوجين بسهولة مثل التهاب الكبد الفيروسي ومرض المناعة المكتسبة وبعض الأمراض التناسلية . إلى ذلك، أوضح مصدر في صحة حائل، أن أغلب المتقدمين للفحص الطبي في المركز تتراوح أعمارهم ما بين 20 34 عاماً.