أكدت عدد من الفتيات المقبلات على الزواج، أن جميع من لم تتوافق نتائج فحصهم والمعروف ب«فحص ما قبل الزواج» لم تتم زيجاتهم وانتهت بالانفصال، وذلك للاعتقاد السائد بأن من لم تتطابق تحاليلهم يصاب أبناؤهم في المستقبل بأمراض في معظمها تكون نتاج تشوهات خلقية وأمراض صحية أخرى ذات خطورة عالية على الحياة، فمرض «الأنيميا المنجلية» هو القاسم المشترك لكل تلك الفحوصات والأمراض باعتباره المرض السائد في بعض مناطق المملكة وفي الكثير من دول الخليج، والذي يحذر الأطباء المقبلين على الزواج من الارتباط ببعضهم البعض في حال أثبتت الفحوصات احتمال الإصابة به، إذ للمرض أعراض عديدة منها انسداد في الشعيرات الدموية والتي تؤدي إلى قصر عمر خلايا الدم الحمراء ومن ثم فقر الدم المزمن، وإلى أزمات مفاجئة تحدث تكسرا مفاجئا في خلايا الدم، ونوبات الألم في العظام والأطراف، وتآكل مستمر في العظام وخاصة عظم الحوض والركبتين، وانسداد في الشعيرات الدموية المغذية للمخ والرئتين، وفشل الأعضاء، والتشنج، وتضخم في الطحال مما قد يفقده وظيفته، وتقرح في الساقين، وما إلى ذلك من الأعراض الأخرى. «عكاظ» قامت بجولة بمركز فحص ما قبل الزواج بالطائف والتقت عددا من الفتيات المقبلات على الزواج. تقول نورة فهد، إنها ومنذ أن تقدم لخطبتها أحد أقاربها للزواج وهي تعيش في حالة من القلق المستمر والخوف على مستقبلها، مبينة أن فحص الزواج هدم أحلام الكثيرين وفرق بينهم، مشيرة إلى أن خوفها نتيجة للقرابة التي تربطها بزوج المستقبل، وهو أحد أبناء عمومتها، وتستطرد نورة وتقول: «إلا أنه في نفس الوقت أرى أن فحص الزواج مهم للغاية في الكشف عن الأمراض قبل أن يتم الارتباط، فدائما أرى وأسمع عن حالات كثيرة للأطفال المعاقين كانت نتيجة لعدم فحص ما قبل الزواج، فبرغم من أنني قمت باختبار الفحص إلا أنني ينتابني خوف شديد من نتائج التحليل ما قبل الزواج وما قد يترتب عليه من نتائج، خاصة وأن خطوبتي بابن عمي دامت لستة أعوام، فكثير من الحالات التي لم تتطابق نتائج تحليلهم لم تستمر قصة زواجهم». إحراج للفتاة وتوضح مها العصيمي، أن فحص الزواج وجد في البداية معارضة ورفضا شديدا من كثير من الأسر في المجتمع لما فيه من إحراج للفتاة وأهلها والشاب نفسه جراء ذهابهم لإجراء التحاليل ما قبل الزواج، إلا أنه وفي ظل إصرار الوزارة عليه وفي ظل التوعية التي نظمتها الصحة وإلزام المقبلين على الزواج بهذه التحاليل كشرط للزواج، أصبح الأمر عاديا بعد أن عاشوا حقيقة أنه لا يوجد أي إحراج وأن الأمر مجرد فحص لأي مرض يمكن أن يصيب الإنسان وأسهم في الحد من الأخطاء التي كانت تقع من بعض الزيجات، وتسبب كوارث حقيقية للأزواج أنفسهم وهم المتضررين الأوائل من هذه المعاناة، وأضافت مها تقول: «أنا مثلا عملت الفحص أربع مرات ولم يتم التوافق بيني وبين من تقدموا لخطبتي، مما جعلني أرفض كل من تقدموا لي ولم تتطابق التحاليل معهم جمعيهم وأصبحت في كل مرة يتقدم لي أي شاب وقبل البدء في أي ترتيب لأمور الخطوبة، نقوم بالتحليل قبل كل شيء، وبعد نتائج التحاليل تتم النظرة الشرعية والترتيب لأمور الزواج». تأخر النتائج وانتقدت العصيمي، في هذا الخصوص تأخر نتائج التحاليل، وتساءلت: «لماذا لا يكون الفحص متوفرا في عدد من المستشفيات الكبرى حتى يخف الازدحام على مركز فحص الزواج؟». وتقول خلود الحارثي: «تسلمت اليوم نتائج تحليل فحص الزواج، وكانت صدمة لي بعدم تطابقها بعد فترة خطوبة استمرت ثلاثة أعوام، ولا أدري ما هو السبيل في ذلك هل نواصل ونأخذ برأي الطبيب؟ أم ننفصل عن بعضنا؟»، واستدركت قائلة: «سنعيد التحليل مرة أخرى، فكيف لهذا الحلم الذي عشناه ثلاثة أعوام أن يصبح بين ليلة وضحاها مجرد سراب مر سريعا وانتهى». مرض الأيدز وعادت الحارثي تطمئن نفسها قائلة: «قد يكون هناك خطأ ما حدث بسبب الازدحام، فكثير من الصديقات لم تتوافق نتائج تحاليلهن، وأنهت هذه التحاليل أحلام الكثير من الفتيات». أما ريناد محمود، فأكدت أن تحاليل فحص الزواج أصبحت مهمة خاصة أن الكثير لا يعلم عن الأمراض الوراثية التي قد تنتج عن الزواج خاصة بين الأقارب، كذلك هناك الكثير الفتيات اللاتي ارتبطن بأشخاص مصابين بمرض نقص المناعة الأيدز، فأنا عندما تقدم أحد الشباب لخطبتي طلبت وقبل كل شيء أن نجري التحليل لأنه وللأسف كثير من أحلام الفتيات ذهبت أدراج الرياح ووقعن في كوارث لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى»، وأضافت: «مع ذلك هناك فتيات كن يحلمن بالزواج ولكن بسبب نتائج التحاليل الإيجابية والتي لم تتطابق اضطررن إلى إنهاء الخطوبة وأن يذهب كل شخص يذهب لحال سبيله». 16 ألف فحص من جهته، أوضح مدير إدارة المختبرات وبنك الدم بالطائف سعيد الزهراني، أن إدارة المختبرات وبنوك الدم تقوم باستقبال طلبات فحص الزواج، لإصدار شهاد التوافق أو عدم التوافق، حيث تعطى للزوج، مبينا أنهم يبلغون الأزواج مباشرة بتلك المشكلات الصحية والنتائج التي قد تحدث لا سمح الله بعد الزواج إذا كان هناك عدم توافق. وبين الزهراني، أنه قد تم عمل فحص لأكثر من 16 ألف عينة خلال العام المنصرم، مشيرا إلى أن النتائج أظهرت أن هناك 14 حالة عدم توافق، وأضاف: «معدل الفحص في السنة يختلف شهرا عن شهر، وذلك بسبب أن هناك أشهرا تكثر فيها الزيجات وهناك أشهر تقل فيها الزيجات بحسب عادات المجتمع وتقاليده». الأنيميا المنجلية وعن أكثر الامراض التي قد تحدث بين المقبلين على الزواج وتمنعهم من التوافق، أوضح الزهراني أن مرض الأنيميا المنجلية هو السبب الأول والمباشر وجاءت نسبته 90 إلى 95 في المائة. وقال الزهراني إنه وفي حالة عدم التوافق تتم توعية الزوجين بأنه من غير الضروري الانفصال، ولكن يجب أن يأخذوا العلاجات اللازمة إذا حدث ارتباط الزواج بينهما، مبينا أنه وحسب متباعتهم فإن الكثير من الحالات التي مرت عليهم وجاءت نتائج تحاليلها سلبية لا يستمر الارتباط فيها وسريعا ما تنتهي.