انتقد عدد من المسافرين غياب الاشتراطات الصحية والبيئية داخل المطاعم والبوفيهات الواقعة على طريق الرياض - الطائف السريع، وتدني الخدمات والوجبات التي تقدمها، لافتين إلى أن كثيرا من العاملين بها خاصة الشعبية منها، يرتدون ملابس رثة ولا يعتنون بنظافتهم الشخصية، ما يشكل مصدرا لنقل البكتيريا والأمراض.. «عكاظ» أخذت جولة على طول طريق الرياضالطائف وطريق مكةالطائف وخرجت بإفادات مهمة. بداية تحدثنا إلى محمد العبادي (زبون)، فقال إن غالبية المطاعم المتواجدة على الطرق السريعة بالمملكة، تفتقر إلى المواصفات الأساسية، بما فيها تصميم المكان الذي يعد واجهة الموقع، مشددا على ضرورة تكثيف الرقابة على هذه المطاعم خلال الفترة التي تتزامن مع بدء موسم الصيف وارتفاع حرارة الجو لتجنب حالات التسمم الغذائي. وأشار محمد القحطاني إلى أن هناك أسبابا عديدة لحدوث التسمم الغذائي أهمها عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والأدوات المستخدمة وأماكن تحضير الأطعمة، مؤكدا أنها قد تؤدي إلى الوفاة في حالة حدوث تسمم. أما فهد الروقي فقال: «أنا معتاد على السفر في الطرق السريعة نظرا لظروف العمل التى تجبرني أن أقطع مئات الكيلو مترات يوميا، ما اضطر إلى شراء أو تناول الأكل في المطاعم أو البوفيهات ونقاط بيع الأغذية». وبين الروقي أن بعض من هذه الأماكن الواقعة على طريق الرياض - الطائف، لا تخضع للاشتراطات الصحية والبيئية، مطالبا بضرورة تدخل الجهات المعنية لإغلاق هذه المطاعم. في حين أفاد خلف الحارثي أنه أثناء تجوله في أحد الدول الخليجية، وجد أن هناك فرقا شاسعا بين الخدمات التي تقدمها الاستراحات الواقعة على جنبات الطرق وبين المطاعم والبوفيهات الموجودة على طريق الرياض - الطائف، لافتا إلى أنه أشبه ما تكون بالخدمات الفندقية، مشيرا إلى أن المطاعم المتواجدة على الطريق يجب أن تكون لراحة المسافر وليس لعنائه، مبينا أن هذه الأماكن يكثر فيها تجمع العمالة غير النظامية من الجنسيات المختلفة، ما يثر الشك في سبب تواجدهم، متسائلا عن دور الجهات المختصة. وقال إن إهمال البلديات للرقابة وضعف العقوبة الرادعة جعل الاهتمام بهذه الأماكن يصل إلى مستويات متدنية، وأضاف «فمنذ مدة قصيرة سمعنا بوجود اشتراطات جديدة من شأنها القضاء على مشكلة الاستراحات، ولكن لم نشاهد شيئا ملموسا على أرض الواقع فما زلنا ننتظر أن تطبق تلك الشروط على أرض الواقع، فهل من مسؤول يأخذ على عاتقه النهوض بالخدمات والعمل على توفير الخدمة الممتازة للسائحين». ويشير عبدالله شعاع الدين الحارثي إلى أنهم يعانون كلما حزموا أمتعتهم للسفر وأنهم دائما ما يعودون من سفرهم وهم مصابون بأمراض معوية تجلس في المنزل لأيام خاصة عندما يسافرون من الطائف إلى أبها، مبينا أن الوجبات الغذائية التي تحضر في كل المطاعم المنتشرة على الطرق تفتقر للاشتراطات الصحية اللازمة، إضافة إلى أنها عرضة للملوثات الخارجية مثل عوادم السيارات ومجاورتها لبعض ورش الحدادة وورش السيارات، وأضاف «لذلك قررت في كل سفراتي أن أمنع نفسي من دخول تلك المطاعم واكتفي بالسكويت والمياه الغازية وفقد وجدتهما الضمان الوحيد في تناول الأطعمة لاتقاء الجوع». ويؤكد خالد الزويدي «أن أخطار المطاعم لم تقتصر على الوجبات فقط بل تعدت ذلك إلى ممارسات بعض العمالة عبر شراء المواشي المريضة والإبل النافقة وتقديمها، وأضاف الواقع المؤسف أن ما يجري من عدم مبالاة بصحة مرتادي الطرق السريعة يأتي نتيجة لغياب الرقابة المستمرة لردع هؤلاء المستهترين وعدم تطبيقهم الاشتراطات الصحية». ويتساءل أحمد العتيبي عن الاشتراطات التي بموجبها تمنح الأمانة التصريح من قسم صحة البيئة في أمانات المناطق والبلديات، مشيرا إلى أنه يفترض أن تكون في مواقع مناسبة ومهيأة بعيدة عن الملوثات الخارجية التي تضر بالصحة العامة. من جهتها، أوضحت أمانه محافظة الطائف، أنها تقوم باستمرار بعمل جولات ميدانية على الاستراحات والمطاعم التي تقع في نطاقها والعمل على تحسين المظهر العام، كما أنها تطبق الاشتراطات النظامية على كل المطاعم المخالفة.