تتعالى أصوات عدد من المسافرين وتتداخل أثناء حديثهم ل «الرياض» عن معاناتهم مع المطاعم الموجودة على جنبات الطرق التي تربط مناطق ومحافظات المملكة مع بعضها البعض وعبروا عن استيائهم من وضع تلك المطاعم التي تقدم لهم وجبات ملوثة وباردة إضافة إلى تدني مستوى النظافة بها وافتقادها لجميع الاشتراطات الصحية اللازمة لحماية المستهلك بسبب العمالة التي تديرها وتشرف على إعداد الأطعمة التي ليس لها غاية سوى الكسب المادي فقط دون الاهتمام بما تقدمه من وجبات على حساب صحة المستهلكين وناشدوا الجهات المعنية عبر «الرياض» تكثيف الرقابة على تلك المطاعم لردع مثل هؤلاء الذين استغلوا بعدهم عن الرقابة أسوأ استغلال على حساب صحة المسافرين. «الرياض» رصدت انطباع عدد من المسافرين حول هذا الموضوع حيث تحدث لنا في البداية المواطن عبدالله عقيل الهذيلي قائلاً: انني أعاني معاناة حقيقية أثناء سفري من الطائف إلى أبها بسبب الوجبات الغذائية التي تُحضر في المطاعم المنتشرة على الطريق بسبب افتقادها للاشتراطات الصحية اللازمة وتقديمها لنا الطعام الملوث لاسيما وهي تتعرض لبعض الملوثات الخارجية مثل عوادم السيارات ومجاورتها لبعض ورش الحدادة وورش السيارات ومحلات غيار الزيت كما تشاهد الآن حيث فضلت أن اتغدى أنا وأفراد أسرتي البسكويت والعصير على تلك الوجبات التي تعرض في هذه المطاعم. وقال الأستاذ حمدان ناصر السبيعي: يجب أن تعلم أن أخطار تلك المطاعم لم تقتصر على الوجبات فقط بل تعدى ذلك إلى ممارسات بعض العمالة القائمة عليها والتي تقوم بشراء المواشي المريضة والإبل النافقة في الحوادث على طريق الرياضالطائف وتقديمها مع الوجبات بسبب بعدها عن الرقيب أو المتابعة وهذا جعلنا نمتنع أثناء السفر عن تناول الطعام في جميع المطاعم التي تقع على مسافات بعيدة من المدن ونتناول البسكويت والعصيرات حتى نصل إلى وجهتنا فهل يعقل أن تترك العمالة القائمة على المطاعم التي يرتادها آلاف المسافرين دون حسيب أو رقيب من الجهات ذات العلاقة وتطبيق العقوبة الرادعة لكل من يقوم بمخالفة اللوائح والأنظمة التي أصدرتها وزارتا التجارة والشؤون البلدية والقروية. ويتساءل المواطن فهم محسن الحمداني من الرياض قائلاً: كيف مُنحت تلك المطاعم التصريح من قسم صحة البيئة بأمانات المناطق والبلديات؟ فالمفترض أن تكون في مواقع مناسبة ومهيأة بعيدة عن الملوثات الخارجية التي تضر بالصحة العامة.. وأشار إلى أنه مجبر على تناول الأطعمة من تلك المطاعم أثناء سفره من الرياض إلى الطائف رغم معرفته بأنها قد تحتوي على بعض الملوثات. وأضاف المواطن منصور الربيعي قائلاً: نحن نتردد كثيراً قبل تناول الوجبات في المطاعم التي تقع على الطريق بسبب تدني مستوى النظافة بها إضافة إلى ما تقوم به العمالة القائمة على تحضير الطعام من تصرفات فهم يقومون بتحضير السلطات دون غسلها وفي جزء غير مهيأ من المطعم وكذلك ترك الأطعمة الفائضة وخاصة الدجاج مكشوفة في المساء ومن ثم تقديمها في اليوم التالي بعد تسخينها بسرعة مما يعرض المستهلكين لحالات التسمم الغذائي بسبب تلك العمالة التي لا يهمها سواء جمع الأموال فقط دون الاهتمام بما يُقدم للزبون فإلى متى ونحن نعاني أثناء السفر من قلة المطاعم النظيفة. الرأي العلمي حول مسببات تسمم الأطعمة «الرياض» التقت الدكتور حلمي محمود والذي يعمل في قسم صحة البيئة في بلدية محافظة تربة لمعرفة أهم المكروبات التي تكون مصاحبة لتدني مستوى نظافة الأطعمة حيث قال: من أهم مسببات حوادث التسمم الغذائي تناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات ومن أمثلة هذا النوع أمراض السالمونيولزيس وهي تنشأ عن تلوث الغذاء بميكروبات السالمونيلا والتي توجد في أمعاء كثيرة من الحيوانات الأليفة والبرية مما ينتج عنه تلوث للتربة ومصادر المياه والصرف بالمناطق المحيطة وبالتالي زيادة فرص وصولها للغذاء والماء وبصفة خاصة اللحوم والدواجن والبيض والألبان ومنتجاتها والمثال الآخر هو التلوث بميكروب الفبريوبارا هيموليتكس وكذلك تحدث الإصابة بواسطة السموم (التوكسينات) التي تفرزها الميكروبات أثناء تكاثرها في الغذاء وهذه السموم التي تسبب المرض للإنسان وليس الميكروب نفسه. ومن أمثلة هذا النوع التسمم البوتشوليني ويحدث نتيجة للسموم التي يفرزها ميكروب الكلوسترديون بوتيولينم في الأغذية وهو ميكروب لا هوائي وينمو في الأغذية المحفوظة بطرق غير سليمة وتظهر علامات فساد على العبوات الملوثة بهذا الميكروب مثل رائحة كريهة وقد تكون مصحوبة بانتفاخ العبوات والتسمم بالاستافيلوكوكس وهو أكثر الأنواع انتشاراً ويحدث من أحد السموم التي يفرزها ميكروب المكور العنقودي (استافيلوكوكس) عندما يتكاثر في الأغذية التي تحتوي على بروتين والإنسان هو المصدر الرئيسي لهذا الميكروب حيث يوجد في فتحتي الأنف وعلى الجلد والشعر والوجه وسموم هذا الميكروب تقاوم الحرارة حيث وجد أن الطهي العادي والبسترة لا تفقدها قوتها وهناك أيضاً التسمم بالسموم الفطرية (ميكوتوكسينات) والتي تفرزها بعض أجناس من الفطريات مثل اسبرجلس والبنسليوم والفيوزاريوم وغيرها وهذه السموم لها القدرة على إحداث تأثيرات سامة لكل من الإنسان والحيوان تحدث الإصابة بالمرض عن طريق تناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات.