تتعالى أصوات المسافرين أثناء حديثهم عن معاناتهم مع المطاعم والاستراحات المتناثرة على جنبات الطرق التي تربط مناطق ومحافظات المملكة، معبرين في الوقت ذاته عن استيائهم من الخدمات المقدمة إضافة إلى أن السواد الأعظم منها شوهت المنظر العام. وأوضح الناطق الإعلامي لأمانة محافظة الطائف إسماعيل إبراهيم أن البلديات المرتبطة والفرعية والإدارات الإشرافية التابعة للأمانة تجري جولات تفتيشية على المطاعم المنتشرة على الطرق السريعة وتطبق لائحة الغرامات البلدية على المخالفين، وأضاف: تم ضبط العديد من المخالفات والتجاوزات في العديد من تلك المطاعم تمثلت في مخالفة للاشتراطات الصحية التي تؤثر على صحة المستهلك إضافة لمعالجة بعض أوضاع المطاعم التي لم تف بالاشتراطات الصحية المتعلقة بنظافة وسلامة ما يقدم للزبون. من جهته، أكد رئيس بلدية تربة المهندس عبدالله بن علي مكي أن المطاعم التي توجد على الطرق تخضع لإشراف ومراقبة البلديات التي تقع في حدودها الإدارية والتي تشملها بخدماتها المعتادة وبلدية تربة تراقب جميع المطاعم المنتشرة على الطرق في الحدود الإدارية للمحافظة بشكل يومي ومعاقبة من يخالف الأنظمة والتعليمات. ويعبر المواطن محمد عويش البقمي عن معاناته بالقول «نعاني معاناة حقيقية أثناء السفر من الطائف إلى أبها بسبب الوجبات الغذائية التي تحضر في المطاعم المنتشرة على الطرق إذ تفتقر للاشتراطات الصحية اللازمة إضافة إلى أنها عرضة للملوثات الخارجية مثل عوادم السيارات ومجاورتها لبعض ورش الحدادة وورش السيارات «في السفر نفضل تناول البسكويت والعصير بديلا عن وجبات مطاعم الطرق السريعة». «عكاظ» التقت الدكتور محمد عبدالله هنيدي الذي يعمل في أحد المستشفيات لمعرفة أهم المكروبات التي تكون مصاحبة لتدني مستوى نظافة الأطعمة وتحدث قائلا «من أهم مسببات حوادث التسمم الغذائي تناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات ومن أمثلة هذا النوع أمراض السالمونيلوزيس وهي تنشأ من تلوث الغذاء بميكروب السالمونيلا التي توجد في أمعاء كثير من الحيوانات الأليفة والبرية مما ينتج عنه تلوث للتربة ومصادر المياه والصرف في المناطق المحيطة وبالتالي زيادة فرص وصولها للغذاء والماء وبصفة خاصة اللحوم والدواجن والبيض والألبان ومنتجاتها والمثال الآخر هو التلوث بميكروب الفبريوبارا هيموليتكس وكذلك تحدث الإصابة بواسطة السموم (التوكسينات) التي تنتقل عن طريق الأشخاص المصابين إلى الطعام أثناء إعدادهم له». ويؤكد نايف ناصر النجيمي أن أخطار المطاعم لم تقتصر على الوجبات فقط بل تعدت ذلك إلى ممارسات بعض العمالة عبر شراء المواشي المريضة والإبل النافقة وتقديمها، ويضيف «تسبب غياب الرقيب في تهالك تلك المطاعم وتمادي القائمين عليها في عدم تطبيق الاشتراطات الصحية». ويتساءل سعد المالكي عن كيفية منح المطاعم التصريح من قسم صحة البيئة في أمانات المناطق والبلديات إذ يفترض أن تكون في مواقع مناسبة ومهيأة بعيدة عن الملوثات الخارجية التي تضر بالصحة العامة.