أكدت جولة ميدانية ل"الرياض" على مطاعم وبوفيهات الطرقات السريعة شملت طريق الرياض - جدة - الرياض، والرياض - الدمام - الرياض أن 90% من تلك المحلات مخالفة للائحة الاشتراطات الصحية الصادرة عن البلديات. ووثقت عدسة"الرياض" تجاوزات خطيرة خلف الواجهات الأمامية لتلك المحلات، يمارسها وافدون يعملون لحسابهم الخاص بعيدا عن الجهات الرقابية، في محلات تمارس نشاطها دون حصولها على تراخيص رسمية من البلديات. ويمارس عاملون لا يحملون شهادات صحية والآخرون حاصلين على شهادات صحية مزورة عمليات طهو لحوم مجهولة المصدر ومواد أولية منتهية الصلاحية، وسط بيئات متسخة وناقلة للأمراض، فيما تكتظ ردهات تلك المحلات بالحشرات والقوارض والحيوانات الضالة، فيما يعمد آخرون إلى تكرار استخدام زيوت لونها داكن في عمليات طبخ الطعام ( عمليات القلي)، وسط بيئات متسخة ومخالفة للائحة الاشتراطات. وتعاني المطاعم والبوفيهات على الطرقات السريعة من سوء النظافة للعاملين وأدوات الطبخ، و تمادى العاملين فيها بتطبيق لائحة الاشتراطات الصحية. وساهمت إتكالية بلديات المحافظات فيما بينها في إسناد الرقابة الصحية لمراقبيها للمحلات التي تقع في نطاقها وعدم إجراء مسوحات دورية لتلك المحلات بين الحين والآخر، إضافة إلى قلة المراقبين الصحيين العاملين في بلديات المناطق في انخفاض جودة الإنتاج، ما أدى بدوره إلى إهمال التفتيش على تلك المحلات الواقعة على الطرقات السريعة والتي لم تسعد بعضها بزيارة المراقبين الصحيين منذ إنشائها. ويعمد العاملون ( وافدون) في تلك المحلات والذين يعملون لحسابهم الخاص تحت غطاء سعوديين في التراخيص( إن وجدت) إلى تجهيز كميات كبيرة من الأطعمة، وطبخها ومن ثم وضعها في صالات الإنتاج الداخلية بعيدا عن أعين الزبائن، فيما وضع آخرون لافتات على الواجهات الأمامية توضح إن الأطعمة تجهز "طازجة". ويتداول العاملون الأطعمة بطرق بدائية داخل مستودعات غير مستوفية للاشتراطات الصحية، ووضع الأغذية بجوار المنظفات الكيمائية، وأواني الطبخ في ردهات دورات المياه، في استهتار في حياة مرتادي تلك المحلات من المسافرين. وتعتبر الأغذية المجهزة في تلك المطاعم والبوفيهات من الأغذية الحساسة الأكثر عرضة للتلوثات الغذائية والي تؤدي إلى حدوث تسممات غذائية لمرتادي تلك الطرقات، مايتطلب تحركات من بلديات المناطق لاحتواء أزمة المخالفات الصحية التي تعاني منها تلك المحلات، تفاديا لحدوث كوارث الطرقات. وحول الوافدون العاملون في تلك المحلات الصالات الداخلية إلى غرف نوم، ومستودعات لمواد غذائية مجهولة المصدر، لاتحمل بطاقات تغذوية، فيما صب آخرون اهتمامهم في تنظيف واجهات الزجاج الأمامية، لكسب اكبر شريحة من مرتادي الطرقات السريعة. وكانت وزارة الشئون البلدية والقروية قد أقرت لائحة اشتراطات صحية لتطوير الخدمات البلدية، وأولت الوزارة حينها اهتماما خاصا بخدمات الصحة العامة والرقابة الصحية على المواد الغذائية وأماكن تداولها التي تعد من الأمور الهامة ذات الصلة المباشرة بصحة المواطن وسلامة الغذاء من التلوث والفساد وحماية صحة المستهلك. وألزمت الوزارة المطاعم والمطابخ والمقاصف ومحلات الوجبات السريعة وما في حكمها بتطبيق اللائحة لرفع المستوى الصحي لتلك المحلات وتقديم أطعمة صحية خالية من التلوث حفاظاً على الصحة العامة. وتشتمل اللائحة على كافة الجوانب الصحية آخذة في الاعتبار الأسس والأساليب العلمية المتعارف عليها عند وضع الضوابط والشروط الخاصة بالحفاظ على سلامة الغذاء والوقاية من الأمراض والأضرار الصحية التي تسببها الأغذية الملوثة. ومن أبرز العناصر الرئيسية التي تناولتها لائحة الشروط الصحية العامة والخاصة الواجب توافرها في مباني هذه المحلات وجميع مرافقها وتجهيزاتها بالإضافة إلى العاملين بها والمواد الغذائية الداخلة في التصنيع والأطعمة والمشروبات المنتجة. ويعتبر الغذاء عرضة للتلوث من عدة مصادر بدءاً بأماكن إنتاجه وخلال مراحل تصنيعه وتجهيزه وانتهاء بتقديمه للمستهلك، لذا فان من الأهمية بمكان الحفاظ على سلامة الغذاء ووضع الأنظمة والتعليمات الصحية التي تحميه من التلوث والفساد، وهو ماتحاول الوزارة تحقيقه من خلال وضع لائحة الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في المطاعم والمطابخ والمقاصف ومافي حكمها والتي تتضمن الشروط والمعايير الصحية الأساسية الواجب مراعاتها في محلات وأماكن تناول الأغذية بهدف تقديم أطعمة صحية وصالحة للاستهلاك الآدمي إلى جانب الوقاية من الأمراض التي تسببها الأغذية والحد من حدوث حالات التسمم الغذائي والحفاظ على الصحة العامة، ويبرز من أهم هذه الشروط والمعايير الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في مباني هذه المحلات وتجهيزاتها بما يكفل سلامتها ومناسبة تصميمها واستمرارية الصيانة والنظافة، والمتطلبات الصحية للمواد الغذائية الأولية الداخلة في التصنيع وصلاحية الأطعمة المنتجة، والاشتراطات الصحية للعاملين التي تحدد المعايير والضوابط الصحية لسلامتهم وخلوهم من الأمراض ونظافتهم الشخصية والممارسات السليمة في تداول الأغذية، بالإضافة على ما تقدمه من معلومات حول كيفية استخراج الشهادات الصحية ومتطلباتها من فحوصات وتطعيمات ليتحقق الهدف الأساسي من إصدار اللائحة وهو تقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتوفير أماكن لتناول الأطعمة تتوفر بها كافة الاشتراطات الصحية التي تجنب مرتادي هذه الأماكن أضرار الأطعمة الملوثة وما يترتب على تناولها من مخاطر صحية يصعب حصرها.