أبدى عدد من مواطني جدة عن قلقهم من بقاء أعداد هائلة من السيارات التالفة والمتعطلة في شوارع وأحياء عروس البحر الأحمر، لافتين إلى أن هناك قرارا صادرا بتشكيل لجنة لسحب تلك السيارات التي تشكل خطرا، ناهيك عن تشويهها ثوب (فاتنة البحر) والتي تستقبل هذه الأيام الزوار من مختلف أنحاء المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي مع بدء إجازة الصيف. وفي الوقت الذي دعا فيه مواطنون بضرورة سحب هذه السيارات من شوراع جدة فإن مصدر في إدراة المرور في جدة أكد أن هناك العديد من القضايا تشير إلى أن أغلب السيارات المتعطلة في الشوارع مسروقة. وأجمع عدد من سكان جدة على أن هذه السيارات إما أن تكون مصدومة أو تكلفة إصلاحها عالية الأمر الذي يجعل أصحابها يتركونها ولا يبحثون عنها، مؤكدين خطورة هذه المركبات وتأثيرها السلبي على أمان رواد هذه الأماكن، ناهيك عن الخسائرة المادية التي سوف تتكبدها الجهات المعنية في سحبها مستقبلا. وقال ضيف الله الغامدي: كثيرا ما تأتيني أسئلة مباغتة من بعض أقربائي الذين يزورونني في العام أكثر من مرة في جدة وأسئلتهم عبارة عن (لماذا تتواجد كل هذه السيارات الخربة على الطرقات الرئيسية وما سبب بقائها كل هذه المدة دون سحبها من قبل الجهات المعنية أو أصحابها ؟) وطبعا الأسئلة المباغتة هذه تلجم لساني ولا أستطيع الرد، فكيف يتسنى لي الرد وأنا أجهل أسباب وجود هذه السيارات الخربة والمتعطلة منذ أعوام مضت نتيجة أعطال وربما نتيجة السيول الماضية التي هطلت على مدينة جدة قبل ثلاثة أعوام تقريبا. من جهته، أوضح جبرتي الزهراني بقوله: توجد بجانب منزلي سيارات خربة منذ أكثر من عامين تركها صاحبها ورحل دون عودة ولا أعلم سبب ذلك، والآن أصبحت تلك السيارات عبارة مكب نفايات بعد أن عبثت بها أيادي الأطفال وغيرهم، بل أيضا تلاشت بعض أجزاء السيارات المهمة سواء من الداخل والخارج وأصبحت مكبا للنفايات وتنبعث منها روائح كريهة مؤذية لنا ومرتعا خصبا للحشرات والأوبئة وربما أيضا عرضة للاشتعال فربما يعبث أي طفل طائش غافل ويقوم بإضرام النار فيها من باب التسلية بين أقرانه، وكم نادينا كثيرا الجهات المعنية بذلك ولكن لا حياة لمن تنادي. وفي نفس السياق، اقترح سعد عبدالله مخاطبة أصحاب تلك المركبات من قبل الجهات المعنية بعد التواصل مع إدارة مرور المنطقة ومعرفة مالكيها من خلال لوحاتها وأخذ إقرار خطي يقضي بسحب المركبة أولا من قبل مالكها والتعامل معها وتطبيق غرامات مالية للمخالفين ومن ثم تبدأ أمانة المنطقة بالتعامل مع تلك المركبة في حال عدم تجاوب مالكيها. من جهته، أوضح مصدر في أمانة محافظة جدة أن هناك لجنة تم تشكيلها بقرار من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة تضم في عضويتها كوادر من المرور والشرطة والأمانة بهدف سحب السيارات المعطلة والخربة والمتروكة في داخل الأحياء السكنية ومناطق تجمع الورش، مبينا أن اللجنة تقوم بعملها حاليا في جميع مناطق تجمع السيارات ومن ثم نقلها من داخل الأحياء إلى مكان تم تحديده مسبقا. يذكر أن محافظة جدة كانت قد دعت نهاية العام المنصرم أصحاب مراكز الصيانة والورش وملاك السيارات المتروكة والقابعة في الشوارع الرئيسة والفرعية في مخطط الصناعية شمال مدينة جدةجنوب مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى رفع جميع السيارات التالفة والمعطلة ومخلفاتها من أمام محلاتهم وورشهم، ومع انتهاء هذه المهلة فسوف يقوم كل من الأمانة والشرطة والمرور في جدة بسحب هذه السيارات والمخلفات وتطبيق النظام على كل من له علاقة بهذه السيارات، وإلزام كل من يتهاون في التعاون مع الجهات المختصة بدفع كافة التكاليف المترتبة على ذلك وفرض العقوبات عليه. وفي موازاة ذلك، قال العقيد سعد الحارثي من إدارة مرور جدة: دعنا نتحدث بصراحة وشفافية فمسألة تكدس السيارات المتعطلة والخربة على قارعة الطرقات الرئيسية في جدة تظل مسألة لها عدة جوانب سلبية وليس لها حل نهائي وجذري. وأضاف العقيد الحارثي أن الإهمال تتقاسمه عناصر على رأسها صاحب السيارة ذاتها ومن ثم الورش الصناعية وعوامل أخرى جانبية وليس لها صلة مباشرة، فنحن في المرحلة الأولى التي اتخذتها إدارة المرور متعاونة مع الجهات المعنية ذات الصلة هي المباحث الجنائية وأمانة جدة واستطعنا القضاء بشكل نهائي تقريبا على تكدس السيارات التي كانت تشوه مداخل ومخارج الكثير من طرقات عروس البحر الأحمر جدة، ولكن للأسف ما لبث الوضع أن عاد مرة أخرى وكما أسلفت سابقا كيف نستطيع القضاء كليا وهناك ثغرات مثل المواطنين المستهترين وضيق مساحات الورش الصناعية وأيضا كثرتها أو زيادتها عن الحاجة المطلوبة، ناهيك عن المصانع التي تجاور تلك الورش. العقيد سعد الحارثي أوضح بقوله: نحن في طور تشكيل مرحلة ثانية تتكون من ثلاثة لجان ثابتة وضعت في المناطق الصناعية للورش في الشمال والوسط والجنوب وذلك تم بعد دراسة طويلة لمدى احتياج تلك المواقع للجان ثابتة ترسل لنا تقاريرها بشكل شبه يومي عن حالة الوضع في الأوضاع الصناعية ويتلخص دورها في إرسال إعداد تقارير إحصائية بعدد السيارات المتعطلة والخربة وإرسال أرقام لوحاتها وهيكلها للبحث الجنائي لمعرفة مصدر السيارة وهل هي نظامية أم عليها بلاغات سرقة وتهريب وللأسف الشديد لدينا من القضايا التي اكتشفها البحث الجنائي بأن أغلب السيارات المتعطلة مسروقة واستخدمت في مآرب أخرى. إجراءات السحب يشير العقيد سعد الحارثي بأن الخطوات المتبعة في سحب السيارات الخربة والمتعطلة تصل ل 6 أشهر وأعتقد بأنها مدة كافية جدا لاتخاذ إجراء نهائي ضد تلك السيارات، وأيضا نحن في بادئ الأمر نضع ملصقا على السيارة الخربة وفي الموقع ذاته لمدة 15 يوما متتالية حتى يتسنى لصاحب السيارة سحبها من الطرقات العامة، وإذا لم يتجاوب نقوم بسحبها للأحواش المخصصة استعدادا لإنهاء إجراءاتها الرسمية من قبلنا.