لقي رجوع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي عن موقفه، ووقوفه إلى جانب رأي كبار علماء المملكة ضد الحزب الطائفي المسمى «حزب الله» تأييدا من كبار علماء المملكة والأزهر الشريف، حينما قال: «تبين لي أني خدعت وأني أقل نضجا من علماء المملكة الذين أدركوا حقيقة حزب الله». وأشار القرضاوي في تراجعه إلى أنه كان قد خاصم علماء المملكة من أجل هذا الحزب، لكن الحق أوضح له أن هذا الحزب تابع للشيطان، خصوصا ما ظهر منهم جليا في الحرب الدائرة في سوريا وعمليات الإبادة الممنهجة. وشن القرضاوي هجومه على ما يسمى حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، واصفا إياه ب«حزب الطاغوت وحزب الشيطان»، مضيفا: «الآلاف من أتباع الحزب، إنما هم حزب الشيطان، وهم يقتلون السوريين، ويقولون: نقتل أعداء المقاومة.. وهم بذلك بحسب ظنهم يتقربون إلى الله بقتل المسلمين». وأوضح علماء وشرعيون أن كلمة الدكتور يوسف القرضاوي التي جاءت في ما يسمى حزب الله، والتي بين فيها أن قول علماء السنة هو الأنفع والأصوب والأعرف بحقائق المتربصين بأهل السنة لتعبر عن فيض مشاعره الإيمانية والغيرة الإسلامية، كما أن ثناءه على موقف علماء المملكة والسنة هو عين الإنصاف، ذاكرين أن كلمته في هذا الشأن تسجل له، لما فيها من توحيد لموقف علماء السنة عموما والوقوف أمام مما يسمى بحزب الله. ونوهوا بأن المملكة وقيادتها وعلماءها في مقدمة المدافعين عن العقيدة الإسلامية الصحيحة. وقال الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل الشدي «الرجوع إلى الحق لا بد منه، خصوصا إن كان منطلق من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم»، مشيدا بموقف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، خصوصا أن الموقف يتعلق بتهديد أهل السنة في بلدانهم من المذاهب والتيارات الفكرية التي تريد انتزاع هويتهم أو إحداث خلل في بلدانهم. وأضاف: «نحن في المملكة ننعم بحكومة رشيدة تنصر المظلوم وتحرص على مد يد العون للآخرين، إذ أن المملكة وحكومتها وعلماءها أمناء على رسالة الإسلام وعقيدة المسلمين الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من هذه الأمة، كما أن المملكة في مقدمة المدافعين عن العقيدة الإسلامية الصحيحة». تأييد الرأي إلى ذلك، قال مفتى مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء الدكتور نصر فريد واصل: نؤيد رفض الشيخ القرضاوي تدخل ما يسمى حزب الله في سوريا، وتأكيده على صحة موقف علماء المملكة، كما نرفض تزويد نظام بشار الأسد بالأسلحة لاستخدامها في قتل الأرواح البريئة. وأضاف: الأزهر يرفض التدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله، وخصوصا ما يؤدي إليه التدخل من فتنة مذهبية وطائفية، كما يدعو الأزهر الشريف الشعب السوري إلى بذل ما يستطيع من أجل وحدته. وأكد واصل على رفض سفك الدماء البريئة ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان وانتهاك حقوق المدنيين، وهو ما يتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، داعيا جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف التصعيد الخطير حفاظا على أرواح المدنيين، وبخاصة ما يحدث في القصير من حصار وقتل وتشريد. بصيرة بالحق من جانبه، قال الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ: «تنعم المملكة بجمع من كبار العلماء آتاهم الله بصيرة ومعرفة للحق، فكانوا يحذرون وفق كلمة واحدة مما يسمى حزب الله». وأضاف: تعودنا من علمائنا الرأي السديد ووحدة الصف مع قيادة البلاد، والتحذير من أهل البدع والباطل والضلال، لافتا إلى أن ما سمعناه من تراجع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي عن موقفه من هذا الحزب الطائفي يدلنا على أن الرجل بمكانته لا يتحرج من الرجوع إلى الحق والشهادة لعلمائنا. ودعا آل الشيخ طلبة العلم إلى الالتفاف مع قيادة البلاد وعلمائها. وأوضح أن حزب الله اتخذ هذا المسمى لنفسه، وهو في الحقيقة من حزب الشيطان، لأنه لم يعمل بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فباتوا يقتلون المسلمين ويهدمون ديارهم، مردفا أن الإسلام منهم براء، ونحن نعمل بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، كما نحذر من معتقدات الحزب الباطلة ولا نقبله بتاتا. مساندة الجهود ودعا عضو هيئة كبار علماء الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم إلى مساندة جهود علماء المملكة والأزهر في موقفهم، مشيدا بموقف تخلي القرضاوي عن مساندة ما يسمى حزب الله وتأكيده رفض التدخل في شؤون الشعب السوري، مشددا على رفض الأزهر الشريف كافة أشكال التدخل الخارجي في شؤون الشعب السوري وحقه الكامل في تقرير مصيره وتحقيق حريته في ظل نظام يبطش ويدمر. توحيد الرؤية من جانبه، طالب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الشيخ علي أبو الحسن بوقف كافة أشكال التدخل الخارجي في شؤون الشعب السوري، مطالبا منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بالاضطلاع بمسئولياتهما تجاه الأوضاع المتردية في سوريا، والعمل الجاد على توحيد الرؤية في التعامل مع الأزمة السورية للوصول إلى حل سلمي يوقف سفك دماء الشعب السوري الذي يهدر يوميا، وتمكين الشعب السوري من تحقيق ما يصبو إليه من حرية وعيش كريم. منظمة إرهابية أما المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي السفير ريتشارد بيرت، فاعتبر ما يسمى حزب الله أحد أهم المؤثرات السلبية في الوضع السياسي اللبناني، وهو منذ إنشائه عام 1982 يشكل قلقا وعدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال السفير بيرت: الولاياتالمتحدة صنفت الحزب من المنظمات الإرهابية نظرا لتورطه في أعمال إرهابية كالتفجير في مقرات القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983، والتي أسفرت عن قتل 300 جندي أمريكي وفرنسي وقتها، كما تورط الحزب في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ اتهمت المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في قضية الاغتيال اتهمت حزب الله في التورط بالتنسيق مع بعض قادة الجيش السوري، كما قدمت المحكمة الدولية أسماء أربعة أشخاص ينتمون إلى الحزب دبروا الاغتيال. وأضاف: صرحت دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا بأنها تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، كما قررت النظر في اتخاذ إجراءات ضد مصالحه على أراضيها. وحول تدخل ما يسمى حزب الله في عمليات القتل والإبادة على الأراضي السورية يقول: العلاقة بين الحزب وسوريا تميزت بخصوصية واضحة منذ زمن، وزاد من خصوصية العلاقة أن سوريا لم تتوقف عن سياسة دعم حركات المقاومة في الحزب، ولم ينف الحزب تلقيه المساعدات العسكرية من سوريا على مدى السنوات السابقة. ويعتقد السفير بيرت أن تورط الحزب في القتال داخل الأراضي السورية يعقد من المشهد السياسي والعسكري السوري. دعوة إلى التعاضد إلى ذلك، أشاد مدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة فهيد البرقي برجوع الدكتور يوسف القرضاوي إلى موقف كبار علماء المملكة الذي كان واضحا من هذا الحزب الطائفي المقيت منذ تأسيسه، قائلا هذا الموقف ليس غريبا منه، داعيا عموم العلماء إلى التآزر والتعاضد في كل ما يضمن للأمة وحدتها. وأضاف: لا بد أن يعلم الجميع خطورة الحزب الطائفي المسمى «حزب الله»، وتربصهم بأهل السنة، مناديا بالتكاتف حول كلمة واحدة لما في ذلك من تقوية لموقف المسلمين. وتطرق لموقف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي مما يسمى حزب الله بعد أن خدع منهم. وأوضح أن تراجع القرضاوي يعبر عن فيض مشاعره الإيمانية والغيرة الإسلامية، كما أن ثناءه على موقف علماء المملكة والسنة هو عين الإنصاف، وأن كلمته في هذا الشأن تسجل له، لما فيها من توحيد لموقف علماء السنة عموما والوقوف أمام ما يسمى حزب الله.