تعتبر ليلة الزفاف الأجمل في العمر بالنسبة للعروسين فكلاهما يحلم بليلة مميزة في كل التفاصيل التي سوف تبقى ذكرى محفورة في ذاكرة العروسين. والزفة من الأساسيات التي لا يستغني عنها العروسان ليلة الزواج بل هي العمود الفقري لتلك الليلة وهي التي يطل من خلالها العروسان على المدعوات في ليلة الزفاف، وكانت الزفة منفصلة عن مطربة الفرح، حيث يتم الاتفاق معها على الزفة فقط فتأتي وبرفقتها نساء للزفة بالدفوف ويحضرن مرتديات الزى الأبيض. وتشابهت الزفات بين جدة ومكة ولكن الزفة التي تميزت في العرس هي الزفة المدينية والتي شبه تلاشت في هذه الأيام رغم أن لها وهجا كبيرا ومميزا للعروسين أو للعروسة والمدعوات. وتحدثت ابنة مؤرخ المدينةالمنورة إبراهيم الغباشي فقالت تميزت عروس المدينةالمنورة عن باقي عرائس مدن المملكة بالزفة المديني وقد كان أغلب عائلات وأهالي المدينةالمنورة تهتم باللبس المديني في الزفة المدينية ليلة الزفاف وكان هذا اللبس مخصصا لعائلة معروفة في المدينة وهي السيدة هدى النصاصة وقد انتقلت المهنه لبناتها بعد وفاتها. وأضافت: يمتاز اللبس باللون الفوشي أو الأحمر وهو عبارة عن قطعة مليئة بالتطريز القصب والكنتير وهو نوع من الفصوص يزين بها القماش وخصوصاً الدرع والمرتبة أي مقدمة الفستان ترصع بالذهب والألماس وألماس الماء التركي وهو ثقيل الوزن، ورغم أن هذا الزي يظفي جمالا على العروس إلا أنه يمتاز بثقل الوزن بشكل كبير وهو يشبه القماش الهندي في هذه الأيام. وترتدي هذا الثوب العروس ليلة الزفاف في بداية السهرة مع غطاء الوجه بالكامل ولا بد أن ترافق النصاصة العروس من أجل ضمان ثوبها الذي يحمل ذهبا وألماسا ثم تأتي أم العروس وخالاتها حسب عددهن ويحضرن كرسيين من الخشب وتقف العروس على الكرسي الأول ثم يقمن من معها في النصة بوضع الكرسي الثاني أمامها ويظل تبديل الكراسي وتنقل العروس عليها حتى تصل إلى الكوشة وغالباً تكون أم العروس وخالاتها يرتدين لبسا محددا يسمى الزبون ويكلف تأجير هذا الثوب ألف ريال أو أكثر، أما الآن فقد انخفضت الأسعار لأن الكثير من أهالي المدينة تخلوا عن هذه الزفة المميزة مواكبة لتغيرات العصر، ويتكون هذا الثوب من ثلاث قطع القميص ثم فوقه الثوب وبعد ذلك المجامر، وهي تلف في الشعر وكثيراً ما يستغني عنها لصعوبة استخدامها ثم يوضع فوقها التاج وعلية المقنع وهذا عبارة عن قطعة قماش من التل الأبيض مكتوب عليها بخيوط القصب واللؤلؤ أو الكنتيل «لا إله إلا الله» . وتكون الزفة بالدف ثم تعود العروس لغرفتها لتبديل الثوب بثوب آخر أبيض وفقاً لرغبتها وغالباً إذا كانت هناك عروس في نفس الفترة ونفس مقاس العروس ترتديه بدلاً من أن تكلف ميزانية مادية لشراء فستان خاص بها ولساعات وقبل نهاية الزفاف تزف العروس مع عريسها إلى أن يصلا للكوشة