تميزت المدينةالمنورة بعادات وتقاليد موروثة في أعراسها كالزي التراثي المديني للعروس والمجسات الحجازية، وسُمي بالمجس لأن المنشد يجس نبض المتلقين، بالموال فيبحر في المقامات الحجازية ليجبرهم على التفاعل معه، وهو فن إنشادي خاص بحفلات الزواج و(الملكة) عقد القران، تبدأ بالصلاة على رسول الله، ثم المدح في بيت العريس، وبيت العروس، وتختم بالصلاة على النبي، ومن أشهر مجسّات المديح النبوي قصيدة (أدم الصلاة على النبي محمداً ) وتميز أهل المدينة ب (الخطيب والمجيب) يقف الخطيب وهو من أهل العريس، فيقول: (أتينا نطلب القرب منكم يا أهل الوداد) ويرد المجيب من أهل العروس، لكم ألف أهلاً يا كرام، وإن سعينا بالكرام وقربه، رحيم الكرام ونعم رحيم. وينشدون شعراً يمتدح فيه آل العريس وآل العروس. وللحديث عن الزي التراثي تلتقي (الجزيرة) ب «النصاصة» هدى وأختها رمزية عباس وهما أقدم مزينات عرائس في المدينة فقالتا: ما زال اللبس المديني مرغوباً، قديماً كانت العروس تلبسه في يوم زفافها فقط، واليوم تلبسه العروس في يوم الحنة والصباحية والسابع، ويزين لبسها باللؤلؤ والفل والورد والذهب ويغطي وجه العروس بقطعة من التُّل الأبيض مكتوب عليها «لا إله إلا الله» باللؤلؤ أو الكنتيل أو الخيط القصب، وهذا الزي لا يُوجد إلا في المدينة ومن هنا أُطلق عليه المديني وله زفة خاصة حيث تزف العروس وتمسك بها اثنتين من قريباتها وهما ترتديان ملابس مخصصة تُسمى بالزبون وتقوم العروس بالمشي على الكراسي الصغيرة، حتى تصل إلى الكوشة وسط زغاريد الحضور، وأشارت العباس إلى أن الثوب المديني يكلّف الكثير قديماً، وفي الوقت الحالي انخفض سعره.