ألهبت زفة العروس المدينية ذكريات كبار السن الذين حضروا العرض المقام ببيت المدينة المشارك بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة " الجنادرية 26" ، وجدد حنين الأمهات للماضي وعادات وتقاليد الزواج القديمة عند أهل المدينة. وتبدأ الزفة عندما تقوم أم الشاب بالبحث عن العروس والفتاة المناسبة لابنها ، وعندما توفق إلى طلبها تخبر زوجها فيذهب إلى والد العروس فيخطبها ويُحدّد يوما لعقد القران ، ثم تُعرض " الشبكة " بصحبة القناديل والصواني المحملة بالورود والفل والرياحين ومن خلفهم صندوق صغير مطعم بالفصوص الثمينة وضع بداخلة المهر. ولا يحمل الصندوق إلا ذو ثقة ومعروف لدى أبناء الحي في المدينة وبجواره بقشة الحوائج والملابس ، وقد زينت بالورود والفل ثم يليهم في الصف الثالث صحون بداخلها تمر مفصص بداخله اللوز البجلي المغطى بمناديل من حرير. إلى جانب هذا العرض (البانورامي) للزفة تجد ملابس العروس التي تمتاز بعدد من القطع الأثرية مثل المديني والزبون وضرفة الباب والمصكك والمحف والمنتور والغمرة ، وتُرتدى الملابس ذات الألوان المختلفة كالوردي والفوشي وسط تزيين كامل للعروس بالحناء. وتقول " النصاصة " وهي أقدم مزينة عرائس في المدينة رمزية عباس :" إنّ لكل نوع من هذه الملابس طريقة خاصة في اللبس ، وترتدي العروس اللباس أولاً، ثم القميص، ثم الثوب، وبعد ذلك المحارم وهي تلف في الشعر. وتضيف : وأحياناً يستغنى عنها حسب طول الشعر، ثم يوضع التاج وعليه المقنع ويغطي به وجه العروس بقطعة من التُّل الأبيض مكتوب عليها " لا إله إلا الله "باللؤلؤ أو الكنتيل أو الخيط القصب. وأوضحت رمزية أن للعروس المدينية طريقة خاصة في الزفة حيث تزف على الكراسي الصغيرة، وعددها اثنان وهي مصنوعة من الخشب تقوم العروس بالمشي عليها ، ولا بد من وجود شخصين يتبادلان تناول الكراسي وغالباً تزف العروس مع اثنين يرتديان الزبون. ولفتت الانتباه إلى أن الثوب المديني يكلّف الكثير، بيد أن الأسعار قد انخفضت في الوقت الحالي إلى حد ما، وهذا الزى لا يوجد إلا في المدينة ومن هنا أطلق عليه المدينى. // انتهى //