رجال ساقتهم لقمة العيش إلى العمل على صفيح ساخن.. ومواجهة مفتوحة مع أشعة الشمس اللاهبة في الرياض.. ليس هذا فحسب، وإنما للغبار والسموم نصيب من هذه المواجهة.. إنهم كتاب المعاريض أمام الأحوال المدنية في الرياض.. شباب يصطفون منذ شروق الشمس لا مكيفات تبرد عليهم الأجواء ولا كهرباء ولا شيء يظلهم إلا مظلات لاتفي بالغرض منها. «عكاظ» التقت بعدد من الشباب الذين جعلوا من سور الأحوال المدنية (فرع الوشم) غطاء لهم يستظلون بظله التقيناهم فتحدثوا عن المهنة وعن المعوقات التي يجدونها وما هي مطالبهم فقال (سلمان علي السلمان) أعمل هنا في كتابة المعاريض منذ ثلاث سنوات تقريبا نستيقظ من الصباح للذهاب إلى مواقعنا هنا وعملنا رغم أنه يسهل عمل الأحوال المدنية إلا أنه لا يتبع إلى أي جهة رسمية ونحن هنا نخدم مراجعي الأحوال، فالزائر قبل أن يدخل إلى مكتب الأحوال نطلعه على الإجراءات ونعبئ له النماذج الخاصة ونوفر له الأوراق التي يحتاجها ولا يتبقى عليه إلا الدخول لإكمال إجراءاته وفي هذا العمل كما قلت خدمة للمراجعين وأيضا خدمة لموظفي الأحوال فمن يأتينا قبل الدخول لا يرهق الموظفين بالأسئلة ماذا أفعل وكيف أسجل البيانات. وعن سبب اختياره هذه المهنة قال السلمان شهادتي الدراسية الابتدائي ولا يوجد بالطبع من يوظف من لديه شهادة الابتدائي واخترت هذه المهنة لأنها توفر لي مبلغا من المال وأحمد الله أن بيتي ملك منذ القدم وإلا لما كانت إيرادات كتابة المعاريض غطت مصروفات الإيجار والأكل والشرب. محمد العنزي يقول في حديثه ل «عكاظ» لي خمس سنوات في هذه المهنة ولا أعتقد أن فيها أي عيب فهي مهنة شريفة تعود علينا بالمال ولو كان القليل وأيضا فيها خدمة للمراجعين لمكتب الأحوال ولكن ما نعاني منه هو حرارة الشمس، حيث إنه لا يوجد مكيفات أو (كشك) نستظل به كما أن مواقعنا لا يوجد بها كهرباء ونتمنى من الأحوال المدنية مشكورة إيصال التيار الكهربائي لنا حتى نتمكن من وضع مكيفات أو حتى نستطيع أن نشحن أجهزة الكمبيوتر (اللابتوب) الخاصة، حيث نضطر في كثير من الأحيان إلى الذهاب إلى محلات تجارية قريبة منا لكي نطبع ورقة أو ننهي حجز موعد للمراجعين. ويشير علي المالكي إلى أن العمل في ظل هذه الظروف صعب للغاية لأنهم حسب قوله يتعرضون للغبار والأمطار وشدة حرارة الشمس التي ترتفع في الرياض إلى درجات كبيرة لكنها الرغبة في البحث عن مصدر رزق. وعن الدخل اليومي في هذه المهنة قال المالكي هناك اختلاف في الدخل اليومي فأيام يكون الدخل لا بأس به وأيام يكون الدخل محدودا لكننا راضون الحمد لله عن عملنا وأيضا هناك اختلاف في التعامل بين الشباب الذين يعملون في هذه المهنة فالبعض منهم يرضى بمبلغ بسيط وآخرون لا يرضون إلا بالكثير.