عبر سكان حي الزاهر «أبو لهب» شمال مكةالمكرمة، عن قلقهم من انتشار الورش العشوائية التي تتسبب في تراكم المركبات التالفة أمام المنازل المحيطة بهذه الورش، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع النفايات والحشرات والقطط، إضافة إلى أنها تشجع أصحاب النفوس الضعيفة على السرقة، كون هذه المركبات لا يوجد عليها رقيب. وأشاروا إلى أن الحي تحول إلى ورش عشوائية لإصلاح السيارات، شيدها مخالفو أنظمة العمل والإقامة في ساحاته الواسعة ليزاولوا فيها نشاطهم المشبوه على مدار اليوم، غير عابئين بالإزعاج والقلق الذي يسببونه. وطالبوا الجهات المختصة بوضع حد لمعاناتهم بإزالة الورش العشوائية من داخل التجمعات السكنية، مشيرين إلى أن الميكانيكيين المخالفين يتسترون خلفها لارتكاب تجاوزات في الموقع الذي يتوسط حي الزاهر. وأوضح سعيد فتحي، أحد سكان الحي، أن بعض العمالة المخالفة اتخذت من المركبات الكبيرة المعطلة سكنا لها والبعض الآخر اتخذها ملجأ ومأمنا لوضع أدوات الميكانيكا ليتمكن من حراستها كونها قريبة منهم وأمام ناظريهم. وأضاف أن الورش مرخصة لأعمال بسيطة كتغيير الأقمشة وقطع غيار التي لا يتجاوز تركيبها نصف ساعة، إلا أن البعض منهم يعمل في توضيب المكائن وترك المركبات أمام الورش لفترات طويلة غير مبالين بما يعانيه مرتادي الطريق وسكان الحي. وأشار إلى أن الورش تقع في حي الزاهر أبو لهب، والذي لا يبعد عن مقر جامعة أم القرى للطالبات سوى بضعة أمتار، متسببين في تضييق الطريق على أولياء الأمور الذاهبين إلى اصطحاب بناتهم من الجامعة بعد الخروج، مبينا أن الوصول إلى الجامعة أصبح صعبا جدا كون المركبات متكدسة بشكل كبير على طول طريق الجامعة. وأكد عمر الزهراني، أن الحي يعتبر من الأحياء النموذجية، ولكن العمالة المخالفة ساهمت في تشويه الحي وإزعاج السكان بآليات التصليح والروائح الكريهة، الأمر الذي دعا الكثير منهم للخروج من الحي واللجوء إلى أحياء أكثر هدوءا وتنظيما. وطالب أهالي الحي بتدخل الجهات المختصة بسرعة لرفع المعاناة عنهم ونقل الورش العشوائية بالكامل إلى منطقة بعيدة عن النطاق العمراني وبعيدا عن مبنى جامعة الطالبات، مبينين أن ازدحام المركبات لحظة خروج الطالبات يكفي ولا ينقصهم ازدحام المركبات التالفة أيضا داخل الحي. وأكد الناطق الإعلامي في مرور العاصمة المقدسة المقدم مهندس فوزي الأنصاري، أن قسم البحث التابع لشعبة السير في المرور ينفذ جولات ميدانية لرصد ومكافحة الورش في الأحياء العشوائية، ورفع تقارير عنها إلى الجهات المعنية تمهيدا لمداهمتها. من جهته كشف مصدر مسؤول من قسم العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة عن أن الأمان تقوم بجولات ميدانية لمداهمة هذه الورش التي تعمل بطرق غير نظامية، ورفع المركبات التالفة بالتعاون مع الجهات الحكومية ونقلها من الشوارع، مضيفا أنه في حال تقدم أهالي الحي ببلاغ رسمي إلى الأمانة سيتم التوجه فورا إلى مكان البلاغ وأخذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين.