لم تقتصر أضرار الورش الصناعية التي شيدت بعشوائية في منطقة جبل أبو لهب في العاصمة المقدسة على المشاكل البيئية التي يعاني منها السكان، بل امتدت المعاناة لأخطار أمنية، لوجود مجمع مدارس للبنات يتوسط الورش، ما يجعل الفتيات عرض لأي تجاوزات قد يرتكبها بعض ضعاف النفوس من العمالة المخالفة التي تنتشر في الموقع بكثافة. سكان أبو لهب التابع لحي جرول طالبوا الجهات المختصة بالتحرك سريعا لإنهاء معاناتهم من الورش التي شيدت بين مساكنهم بعشوائية منذ 20 عاما، وأضحت تصدر لهم الإزعاج والروائح الكريهة، فضلا عن تكدس السيارات الخربة بين شوارعهم، وتسببها في إرباك حركة السير. وأوضح خالد سعيد أنه بات يفكر جادا في ترك منزله الذي أنفق مئات الريالات لتشييده في منطقة جبل أبو لهب في حي جرول، والانتقال إلى منطقة هادئة، مرجعا الخطوة تلك إلى رغبته في الابتعاد عن الإزعاج الصادر من الورش الصناعية التي شيدت قرب مساكنهم بكثافة. وبين سعيد أن معاناتهم في جبل أبو لهب لم تقتصر على الإزعاج الصادر من الورش الصناعية، بل امتدت إلى انتشار السيارات الخربة والتالفة حول مساكنهم وتسببها في إرباك حركة السير، مطالبا بإزالة تلك المنطقة بعيدا عن التجمعات السكانية ووضع عقوبات صارمة على كل من يرفض الانتقال منها. وأفاد سعيد أن أخطار الورش العشوائية في جبل أبو لهب تنقسم إلى مشاكل بيئية، وأخرى أمنية، مستغربا وجود مجمع مدارس للبنات وسط الورش التي تغص بعدد كبير من مخالفي أنظمة العمل والإقامة، ما يجعل الفتيات عرضة لتجاوزات ضعاف النفوس من العمالة السائبة. وذكر أن الورش تصدر للمساكن الروائح الكريهة والشحوم والزيوت التي تتدفق باستمرار في الشوارع العامة، متمنيا تدارك الوضع وإنهاء الأخطار التي تتربص بهم. إلى ذلك، بين عادل الخالدي أن منطقة أبو لهب تحولت إلى منطقة شبه صناعية منذ 20 عاما، لافتا إلى أن المباني التجارية تحولت إلى ورش لصيانة المركبات في غفلة من الجهات المختصة. وحمل أصحاب العقارات مسؤولية ما أصاب المنطقة من تحول سلبي، بتأجيرهم المحال التجارية إلى ورش تنشر التلوث بين السكان، وتسهم في تردي مستوى الإصحاح البيئي، فضلا عن تكدس السيارات الخربة في الشوارع وتسببها في الاختناقات المرورية. وقال الخالدي: يضطر أصحاب الورش إلى استخدام شوارع أبو لهب وأزقته مواقف لسياراتهم، بعد أن ملأت المركبات مراكزهم، ما يتسبب في إرباك حركة السير، مطالبا بإيجاد عقوبات صارمة تحد من انتشار السيارات المتعطلة داخل أبو لهب. من جهته رأى عبدالرحيم اللهيبي أن الحياة في شوارع أبو لهب لا تطاق، بفعل السيارات الخربة التي تنتشر فيها بكثافة، ملمحا إلى أن المعاناة تتفاقم يوما بعد آخر. وأعرب عن استيائه من العشوائية التي يمارسها أصحاب الورش التي تطغى على المكان، مرجعا الأسباب إلى غياب العقوبات التي من المفترض أن تطال المخالفين من ملاك الورش الذين يتسببون في مضايقة السكان في وضح النهار. بدوره أكد كامل مختار أن شوارع أبو لهب تحتاج للجنة مشابهة للجان التي تعنى بالعشوائية في تشييد المنازل والأبنية، مشددا على أهمية إزالة الورش العشوائية وإبعادها خارج النطاق السكاني، خصوصا أنها تسببت في تلوث الحي وأفقدته قيمته العقارية. على خط مواز أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن مسؤولية الورش الصناعية في حي أبو لهب مشتركة بين جهات عدة، خصوصا أن رخصها إضافة إلى محال صيانة إطارات وتغيير زيوت المركبات تصدرها جهات حكومية عدة. وبين أن الأمانة في حال مشاهدتها السيارات التالفة فإنها تضع الإنذار وتحدد فترة لإزالتها، وفي حال عدم التجاوب فإنها تتخذ الإجراءات النظامية حيالها. دوريات منتشرة بينما أكد الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أن إدارة المرور لا تتهاون مع المخالفين للأنظمة والقوانين، مؤكدا أن هناك دوريات مرورية تنتشر داخل تلك المناطق في مكةالمكرمة في أوقات الذروة لتمنع الزحام في تلك المناطق، وتعاقب المخالفين وفق النظام.