أصبحت ملاعب الحواري ملاذ الشباب في منطقة جازان بعد أن أجبرتهم إمكانات الأندية المتواضعة على المضي قدما في استثمار مساحات الأحياء الضيقة والقرى وتحويلها لملاعب قد تنهي طموحات أيا منهم في الاستمرار في رياضة كرة القدم نتيجة سوء الأرضية. «عكاظ» تجولت في بعض الملاعب في عدد من الحواري ورصدت هذه الانطباعات: يقول أبو فهد «الأندية في المنطقة تواجه مشكلات كثير منها عدم تبني المواهب أو التطوير للرياضة، مع العلم أن نادي التهامي هو سادس أعرق الأندية السعودية ولكنه لم يصعد الممتاز»، وأضاف «رعاية الشباب تدرك معاناة الأندية في المنطقة منذ أعوام كثيرة و لكن لم تقدم شيئا وهي لم تحل الأندية الكبيرة، فماذا عنا نحن؟». ومضى يقول «لا أعلم ما سبب ذلك، لاسيما أن أفضل لاعبينا يتجهون إلى الحواري لممارسة هوايتهم ولم يحصلو على من يتبناهم». وقال أحمد باقديم «اتجهت إلى الحواري بسبب ضعف الإمكانات والخدمات التي تقدمها الأندية الرياضية في جازان، قدمت جهودي وطموحي لكل ناد ولم أحصل على أي شيء، وفي بعض الأوقات تكون المباريات خارج المنطقة ويجبرني الوضع أن أدفع من حسابي الخاص». أما أبو زهير أحد لاعبي نادي التهامي سابقا قال «لعبت في نادي التهامي أكثر من 5 سنوات وقدمت الكثير مع ضعف الإمكانات والخدمات ولم أتوقع أن يتجاهلني عندما تعرضت للإصابة ولم أحصل على أي اهتمام من قبل إدارة النادي». بينما يعلق نايف مهدي وهو أحد لاعبي التهامي ولأكثر من 9 أعوام، بالقول «تركت النادي بسبب المجاملات وعدم وجود جهاز فني متخصص وسوء التعامل من قبل المدرب ولعدم وجود حوافز مادية و معنوية»، وأشار إلى أن توجهه للحواري لعدم وجود اهتمام بالبنية التحتية، ولعدم وجود الدعم المادي الذي يراه السبب الرئيسي في تعطيل الرياضة في المنطقة. من جهته، أعرب رئيس نادي بيش محمد النعمي أن السبب الرئيسي في عزوف اللاعبين من الأندية أنها لم تعد مصدر جذب بسبب ضعف إمكاناتها، وقال «كثير منها لا تقدم الدعم والحوافز وأصبح اللاعب يفضل الحواري وينتظر الفرصة للعب في الأندية الكبيرة»، وأشار إلى أن كثيرا من المواهب تطمح في ذلك. بينما قال مدرب نادي التهامي فيصل باعشن «يعود سبب العزوف عن الأندية بسبب مطالبتها بالانضباط، فالأندية تقدم الكثير من الحوافز والدعم المعنوي وغيرها من خدمات لتحسين المستوى». وأعرب مدير المكتب الرئيسي برعاية الشباب حامد السريعي أن الحواري نقطة انطلاق لاعبي الأندية الكبيرة في المملكة، والأندية في خدمة جميع أبناء المنطقة، هناك ستة أندية في ستة محافظات ولكن للأسف هناك ثمانية محافظات لا يوجد بها أندية وبالتالي لا بد أن يكون هناك لعب في الحواري كما تم طلب إنشاء خمسة أندية جديدة بتوصية من مجلس المنطقة في خمس محافظات، وختم بالإشارة إلى أنه لا يمنع أن يكون هناك مشاركة في الحواري.