رغم الإنجازات الكبيرة التي ظلت تحققها بعض أندية محافظة القطيف في الألعاب المختلفة على المستويين المحلي والإقليمي، ومدها للمنتخبات الوطنية بالمواهب واللاعبين البارزين في مختلف الفئات، إلا أن هذه الأندية مازالت بعيدة عن تحقيق الإنجازات في لعبة كرة القدم، ولا يوجد بها أي نادٍ يمثل المحافظة في دوري زين للمحترفين، حيث اكتفت بنادٍ واحد فقط في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى وهو نادي الخليج، وناديين في دوري الدرجة الثانية، وهما الترجي والصفا، فيما تلعب عشرة أندية في دوري الدرجة الثالثة، وهي الخويلدية والجزيرة والنور والهدى والهداية والابتسام والساحل والمحيط والسلام ومضر. «الشرق» استطلعت آراء عدد من رياضيي المنطقة، لمعرفة أسباب عدم اهتمامهم بكرة القدم والمعوقات التي تقف أمامهم لتطوير هذه اللعبة. دعم مادي يرى رئيس نادي الخليج والمشرف على لعبة كرة القدم في ناديه أن وجود نادٍ بحجم الخليج في دوري الدرجة الأولى غير مُرضٍ لما يمتلكه من جماهير وأعضاء شرف وبنية تحتية ممتازة، وقال: حتى على مستوى المحافظة يعتبر مستوى لعبة القدم دون مستوى طموحاتنا بسبب هذا الكم الكبير من الأندية، نحن نتطلع لأن يكون لدينا أكثر من نادٍ في الممتاز ومثلهم في باقي الدرجات»، مشيراً إلى أن هناك أسباباً متعددة لتراجع اللعبة، أهمها أنها تفتقر للدعم المادي، وعدم استطاعتها الحفاظ على لاعبيها الجيدين بسبب الإغراءات التي يحصلون عليها من الأندية الغنية، وعقود الاحتراف التي تقدم لهم، وأضاف: لدينا أمثلة كثيرة لمواهب كبيرة خرجت من القطيف إلى الأندية الأخرى وأثبتت نجاحها وموهبتها، مثل حسن الراهب وتيسير النتيف وحسين الصادق وطالب الطريدي وأحمد الكسار، إضافة إلى قدامى اللاعبين مثل الزاكي وعثمان مرزوق وشمروخ وغيرهم مما لا تحضرني أسماؤهم، مما يعني أننا نمد الأندية باللاعبين». بنية تحتية ويعتقد رئيس نادي الابتسام فوزي أمان «أن كرة القدم كانت تلعب في السابق في المنطقة، وهي تحمل طابع التحدي والمتعة والتسلية، فيما تلعب اليوم من أجل المال والشهرة كضريبة للتطور الرياضي والاحتراف»، واعتبر أن غياب البنية التحتية المتمثلة في المنشآت والملاعب الصالحة لتطوير اللعبة سبباً رئيساً في عدم الاهتمام بها، وقال: القطيف وحدها لا يوجد بها إلا مدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز الرياضية، وناديان مجهزان بشكل نموذجي، وهما الخليج والصفا، أما باقي الأندية فهي تعاني كثيراً، وأضاف: «لا شك أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر من خلال عدم توفيرها للدعم الكافي والوافي لتغطية مصاريف واحتياجات الأندية من أجهزة فنية ذات كفاءات عالية، ومن لاعبين جيدين، ولبس رياضي، ومكافآت تحفيزية، وتغدية، وعلاج، فالميزانية التي تحصل عليها الأندية قليلة جدا مقارنة بالمصروفات»، وطالب أمان عبر «الشرق» السماح للأندية بالتعاقد مع «مدربين» على حساب الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتخفيف العبء، كما تمنى من القطاع الخاص، الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال وأعضاء الشرف والجماهير الوفية والمحبة دعم الأندية الرياضة ماديا ومعنويا ليتسنى لها مواصلة المشوار برغبة صادقة، وتنفيد كل البرامج والخطط الطموحة التي تطور اللعبة. ثقافة الخلاف ويقول مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الهدى أيمن العباس: أن غياب ثقافة الفوز وعدم تحمل النقد والمرونة في حل المشكلات، إضافة إلى الاهتمام بالمشكلات الصغيرة وجعلها محور الاهتمام، فضلا عن شيوع ثقافة الخلاف وليس الاختلاف، من الأسباب التي جعلت أندية القطيف متراجعة في كرة القدم، مشيراً إلى «أن الحل يكمن في خلق جيل جديد من اللاعبين والإداريين يتمتعون بثقافة رياضية عالية مختلفة، بحيث ينصهر الجميع في الفريق الواحد، من خلال التوعية بأهمية الانضباط والعمل الجماعي في كل ما يتعلق بكرة القدم، وليس الاهتمام بالموهبة وحدها، مؤكدا: نحن لا تنقصنا المواهب».