لم يعد يوجد لدينا مواهب كروية كما كان في السابق، بل إن المواهب الكروية أصبحت عملة نادرة على عكس ما كان في السابق، فعلى الرغم من قلة الإمكانات وندرة الملاعب النموذجية في السابق، إلا أن ملاعبنا كانت تزخر بالعديد من المواهب الكروية التي يشار إليها بالبنان، حيث كانت ملاعبنا ولادة تزخر بالعديد من المواهب الفذة، ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نشاهد نقصاً واضحاً في المواهب أو لنقل ندرة فما هي يا ترى الأسباب التي أدت إلى ذلك؟؟ مما لاشك فيه أن هناك عدداً من العوامل أو الأسباب التي أسهمت في عدم بروز المواهب الكروية التي نتحدث عنها، ولعل من أهمها عدم توافر الإمكانات الفنية لمعلم التربية الرياضية في المدارس، وكذلك ضعف الدافعية من قبل معلمي التربية الرياضية للعمل الجاد على اكتشاف المواهب الكروية في ظل عدم وجود الدعم والتشجيع المناسب لهم، وتبعا لذلك لم نعد نلاحظ اهتمام معلمي التربية الرياضية بالبحث عن المواهب الكروية وصقلها وتنمية مهاراتها ومن ثم تقديمها للأندية كما كان يحدث في السابق، وحتى حصة التربية الرياضية المعول عليها لكشف المواهب أصبحت لا تعدو كونها حصة من ضمن حصص الجدول الدراسي تؤدى كيفما اتفق، بل أصبح الكثير من الطلاب لا يهتم بتلك الحصة لشعوره بأنها لا تحقق الهدف المنشود من إدراجها ضمن الجدول المدرسي وبذلك فقدت أهميتها في ظل ضعف الإمكانات وعدم وجود الملاعب الجاذبة والمهيئة لممارسة تلك الرياضة، كذلك من الأسباب التي يجدر ذكرها: اختفاء كشافي المواهب الباحثين عن المواهب في كل مكان يصلون إليه والذين كان معظمهم متطوعا لا يحصل على مقابل مادي، في مقابل سعادته بالبحث عن المواهب واكتشافها وتقديمها للأندية. كذلك من الأسباب قلة الملاعب المهيأة لممارسة الأنشطة الرياضية في الأحياء، وإن وجدت فهي عشوائية تفتقد إلى التنظيم والإشراف. كذلك من الأسباب قلة الدافعية لدى المواهب الكروية للارتقاء والوصول إلى النجومية حيث الغرور واللامبالاة بعكس ما كانت تتميز به المواهب في الزمن الماضي حيث الإصرار والتحدي والتغلب على الصعوبات بسب العشق غير العادي للكرة والقدرة على تحدي الصعاب والوصول إلى النجومية، ولكي نشاهد المواهب الكروية من جديد في ملاعبنا لابد من عمل جاد يبدأ بالاهتمام بالرياضة المدرسية وتوفير الإمكانات الفنية والمتطلبات الضرورية لممارسة الرياضة المدرسية، كما يجب الاهتمام أيضا بدوري المدارسالأحياء لاكتشاف المواهب والعناية بها والعمل على تنمية مهاراتها وصقلها وفق أسس علمية وكذلك تشجيع معلمي التربية الرياضية على الكشف عن المواهب والتعاون مع الأندية الرياضية مقابل تقديم حوافز تشجيعية لهم، وكذلك إقامة مدارس للأشبال تشرف عليها الاندية وتعمل على تشجيع المواهب وإبرازها ومن ثم تشجيعها على مواصلة الإبداع والتفوق، والله الموفق. [email protected]