وضعت مجموعة من المثقفات هواجسهن على طاولة النادي الأدبي في جدة، مؤكدات أن هذا المرفق لا يخدم قضايا المرأة ولا أنشطة حراكها على الصعيدين الفكري والأدبي، فضلا عن أنه لا يقدم إنتاج المبدعات إلى الجمهور. وفي هذا السياق شنت مجموعة من المثقفات هجوماً على النادي الأدبي في جدة، مؤكدات أن هذا المنبر لا يخدم قضايا المرأة مقارنة بين النوادي الأدبية في مختلف مناطق المملكة وطالبن بإعادة بلورة للنادي وترويج أكثر لدعم دور المرأة فيه. وكشفت الإعلامية المخضرمة سناء مؤمنة مديرة قناة أجيال سابقاً أنه خلال مسيرتها الإعلامية لم تجد أي نشاط واضح للمرأة ولم تتلمس أي نشاطات تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة أو الطفل مقارنة بين النوادي الثقافية في باقي مناطق المملكة وأوضحت مؤمنة أنه يتم في النادي الأدبي تنظيم للملتقيات الأدبي وقلما نجد للمرأة دورا فيها. وأضافت بقولها: نادرا ما نسمع عن تدشين كتاب أو إصدار ديوان أو أي نتاج أدبي وليس قصورا في مثقفاتنا ولكنه قصور من دعم النادي للمرأة عامة نحن على يقين أن النادي فتح أبوابه للمرأة ولكن لا يوجد دعم أو تطبيق لبرامج معينة أو إنشاء مسرحية تخدم المرأة أو الطفل برعاية إعلامية موسعة في نطاق شامل لكل ما يتعلق ويخدم المرأة وقضاياها. وتابعت مؤمنة أن الضرورة تقتضي تقديم دعوات لسيدات المجتمع والمهتمات بالحراك الثقافي لحضور الأنشطة المنبرية على أن يكون هناك حوار مفتوح بين دائرة الحضور وبالتالي يتوسع نشاط الملتقى لطرح أفكار تخدم المرأة والشباب والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة. وأضافت: إن الهدف من ذلك يتمثل في تبادل الآراء حول دور المرأة الملموس في المجتمع عامة والأدب خاصة فهي ليست مقتصرة فقط على الرجل سواء توليه إدارة النادي أو تفوقه في النتاج الأدبي. وأضافت مؤمنة: إن القيادة مكنت المرأة ودعمتها وجعلتها تشكل 20% في مجلس الشورى وذلك لدعم كل ما يتعلق بها من قضايا ونشاط والجانب الأدبي مهم جداً لمساعدة صوت المرأة في الشورى، ولفتت مؤمنة أنه لا بد من تكوين لجنة أو جمعية عمومية برئاسة سيدة لها مكانة في الثقافة والأدب وبها أعضاء لمثقفات من أجل توسع دائرة دور المرأة في النادي, ولا يكون على وتيرة واحدة ويكون هناك تبادل للخبرات، وتكون هناك استضافة لمثقفات من الدول المجاورة للاطلاع على ثقافات البلدان الأخرى وتبادل الثقافات بينهم. وفي ذات السياق قالت الاستشارية النفسية والأديبة نادية باعقيل: إن الأدب والشعر والكتابة مهمة في تحليل الشخصية وكثير من الحالات تتردد في العيادة الخاصة سواء نسائية أو شبابية لفئات عمرية متفاوتة ولهم في الكتابة الشعرية والأدبية ولم أسمع عن انضمامهم للنادي رغم اطلاعي على نتاجهم كي أحلل سيكولوجياً كما هو متعارف بيننا كأطباء نفسيين للتوجية والإرشاد العلاجي وسمعت عن النادي الأدبي ولكني لم أسمع عن نشاطاته الأدبية ولا عن دور المرأة فيه ولا أعلم أين يقع أو من هي رئيسة اللجنة النسائية فيه ولا بد أن يكون هناك ترويج ودعاية على مدار أوسع لمعرفة موقع النادي وما يحويه من دعم سواء للمرأة أو الرجل، ونطالب وسائل الإعلام لتفعيل دور النادي في خدمة المجتمع عامة لأن الأدب رسالة هادفة تخدم الوطن وتمثله وتدعم صوته في كافة الشعوب. ومن جهتها قالت الشاعرة زيزي بدر: إن قصور النادي في خدمة وتطوير دور المرأة ودعمها ثقافياً قد يكون بسبب عدم بحث المرأة عن النادي وعدم الاعتماد على النفس في هذا الجانب، ولفتت بدر أن دعم النادي يعتبر دورا ضعيفا في الاهتمام بقضاياها ومناقشة كل ما يتعلق بها وأيضاً هناك قصور من قبل المرأة في الوصول للنادي وتفعيل دورها بنفسها. وترى بدر أنه لا بد من إعادة بلورة من الأساس لجعل النادي مقرا نشطا برعاية إعلامية ودعاية وتنظيم أفضل يخدم جميع الأطراف، وقالت: أثق أن المرأة في هذا الوطن تختزل كما واسعا من الفكر والثقافة والعلم ولا بد من ترجمتها فعلياً بنتاج أدبي يترجم عطاءها الأدبي ويصل للعالم أجمع، وكما يقال إن الفقير ليس بماله ولكن بفكره، ولا بد من النهوض أكثر وأكثر من قبل المرأة ولا تعتمد على الرجل في دعمها أدبياً. وطالبت الداعية والكاتبة فاطمة الحسن أن تكون هناك عضوية مفتوحة للمرأة في النادي ويكون هناك تبادل افكار بين متذوقات الأدب والأديبات تترجم بفكرة واقعية تخدم الوطن عامة. كما دعت الحسن أن تكون هناك قضية شهرية يتناولها النادي تتعلق بالمرأة أو الطفل فالنادي الأدبي صوت قوي يظهر لوسائل الإعلام ولا يقتصر فقط بالنشاطات الأدبية. وفي موازاة ذلك أوضح مدير النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله عويقل السلمي أن النادي فتح أبوابه للجميع خاصة المرأة وإن كان هناك قصور فهو من المتلقي الذي لا يبحث ولا يطلع على وسائل الإعلام التي تشهد بعطاء ونشاط النادي وتفعيل دور المرأة فيه، ونحن قد نظمنا ندوات وملتقيات كلها تخدم المرأة وروجنا لها في كافة الوسائل الإعلامية.