أبدى عدد من المثقفات في نجران أسفهنّ تجاه ما يحصل من النادي الأدبي، والملتقيات الثقافية والفنية في منطقتهنّ، مشيرات إلى «تغييب» مشاركة المرأة فيها، وتهميشها، وهو ما سيكون له أثر سلبي في مستوى الثقافة لدى المرأة في نجران طبقاً لقولهم. وأرجعن السبب في «تغييب» المرأة عن هذه الفعاليات الثقافية في المنطقة إلى تسلط الرجال على إدارتها، موضحات أن المجتمع النجراني بريء مما يفعله القائمون على تلك الفعاليات من تهميش العنصر النسائي. احتكار ذكوري قالت أول رئيسة للجنة النسائية في نادي نجران الأدبي، فاطمة آل تيسان، إنه على الرغم من منح المثقفة الحق في الانتخابات والترشح لإدارة الأندية الأدبية، إلا أن ما جرى في الأندية، ويجري الآن، كشف كثيراً من الحقائق حول السياسة التي أديرت بها تلك الانتخابات والتكتلات التي شُكِّلَت في أجواء بعيدة عن جوهر الثقافة والأدب. وأوضحت آل تيسان أن عضوية المرأة في نادٍ أدبي أو غيره، تعطيها الحق في ممارسة دورها بشكل كامل، وفي حال مُنحت ذلك ستضيف كثيراً للأدب والثقافة، وأقل ذلك أن تفسح المجال لأصوات الأخريات وفكرهنّ في هذه الأندية «المحتكرة من قِبل الغالبية الذكورية»، مشيرة إلى أن المرأة أصبحت مثقفة وأديبة وناقدة، كما الرجل تماماً، بل وتشارك في مناقشة القضايا الاجتماعية من خلال الكتابة الصحفية، أو الإبداع الأدبي. تشجيع المجتمع وعما إذا كان المجتمع تسبب في تغييب المرأة في نجران، قالت آل تيسان إن هذا المجتمع جزء من المنظومة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، وعاداته لا تختلف عن غيره، ولكن ما يؤثر في ثقافة الأشخاص هو المكان، وسرعة انتشار التعليم، ونسبة الانخراط فيه من الجنسين، وإذا أخذنا تلك الجوانب كمقياس، «أعتقد أن مستوى ثقافة الفرد في نجران سار وفق المعطيات المتاحة»، وإن كانت المرأة أقل حضوراً، فليس معنى ذلك أن نحمِّل المجتمع مسؤولية قلة مشاركتها، بل على العكس هو يدعم ويشجع الفكر الجاد، ويقف معه. سياسة المصالح وأسهم عدم تقديم الأندية الأدبية لما تطمح إليه المثقفة بصورة تستحقها، في استقالة رئيسة اللجنة النسائية في نادي نجران الأدبي، نادية أبوساق، حسب قولها، موضحة أن لدى المثقفات «فكراً ووعياً وثقافة عالية جداً لا تستوعبها تلك الأندية». ورفضت أبوساق أن تكون عادات المجتمع سبباً في إقصاء المرأة، أو في الحد من دورها، موضحة أن المثقفة مغيبة لأسباب أخرى. وشنّت هجوماً على إدارات الأندية الأدبية، مشيرة إلى أن إنجازاتها «متواضعة جداً»، ولم «تقدم شيئاً مما كان ينتظر منها تقديمه»، وأنها لا تتحمل من لديهم الطاقات الإبداعية في الأدب والفكر والثقافة، لافتة إلى أن السياسة «الفاشلة» للأندية الأدبية إذا تغيّرت فقد تُقدم ما يهم الجميع، وإن ظلت على ما هي عليه الآن فسيظل الخلاف قائماً، والخسارة «بالتأكيد» ستكون من نصيب الأندية ومن يعمل فيها، لأنها «لا تضيف شيئاً إلى المستوى الفكري والثقافي للمجتمع»، لتبقى «المصالح الشخصية هي سيدة الموقف»، لمن يعمل في تلك المناصب. وعن دور المهرجانات والفعاليات الثقافية في إبراز دور المرأة، وإتاحة فرصة المشاركة لها، أوضحت أبوساق أنها لا تخدم إلا نفسها بالظهور إعلامياً، وغير هذا فهي مجرد «كرنفالات احتفالية لا تحقق من الأهداف الأساسية أي فائدة تُذكر، ولا تخدم مثقفي ومثقفات المنطقة، على حد سواء». قصور وترى الكاتبة فاطمة اليامي أن هناك قصوراً من الجهات الأدبية والثقافية في المنطقة في تفعيل دور المرأة في المشاركة. وقالت إن عدم توفر ملتقيات خاصة بالمرأة في النادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون، يُسهم في حجب المرأة عن إظهار ما لديها من إبداع، متمنية أن يتغيّر الوضع في الأيام المقبلة، وأن يتدارك المسؤولون عن تلك الجهات أخطاءهم، ويُفَعِّلوا دور حواء من جديد.