لا يمرّ موسم كروي لدينا بدون مشاكل وقضايا واحتجاجات تشوّه صورة الكرة السعودية وأنديتها وتعيق بشكل أو بآخر على تطوّر كرتنا السعودية سواءً على صعيد الاندية او المنتخبات، وكانت البداية عندما تمّ تأجيل مباراة الاتحاد والاهلي نظرًا لوجود تسعة من لاعبي الاهلي في صفوف الاخضر الذي لعب مباراة ودية امام المنتخب الاسباني في اسبانيا، واتهم الدكتور الخلوق احمد عيد في عملية التأجيل بالاضافة الى ازمة تقسيم نسبة الجمهور في مباراة الاتحاد والاهلي في دوري ابطال آسيا وقضية انتخابات الجمعية العمومية لاختيار رئيس جديد ومنتخب لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم ومحاولة إسقاط احمد عيد من خلال ترشيح خالد المعمر في اللحظة الاخيرة بمساندة من ناديي الهلال والشباب وقضية إيقاف حارس مرمى فريق التعاون فهد الثنيان لمدة ستة اشهر بتهمة البصق على حكم المباراة، بينما الثنيان اقسم بالله والمصحف بيده بأنه لم يبصق، وتغريم قائد النصر حسين عبدالغني بمبلغ 40 الف ريال بتهمة اهانة مسؤولي لجنة المنشطات ومطالبة نادي الهلال الاتحاد السعودي بتأجيل مباراته مع الاهلي واتهامه بمحاباة نادي الاهلي واعتراض الهلال على تمديد فترة معسكر الاخضر لمباراة اندونسيا في تصفيات كأس العالم. جميع المشاكل والقضايا التي حدثت في الماضي وهذا الموسم بسبب عدم وضوح اللوائح والعقوبات ويختلف تطبيقها من حالة الى اخرى على الرغم من تشابهها ومن ثم تظهر التبريرات والاعذار من اصحاب القرارات والتشكيك والتظلم ممن تقع عليهم العقوبات نظرًا لعدم الشفافية ووجود الضبابية في لوائح وعقوبات اللجان العاملة بالاتحاد السعودي لكرة القدم وفي مقدّمتها لجنة الحكام الرئيسية ولجنة الانضباط ولجنة المسابقات على الرغم من التغييرات التي حدثت في هذه اللجان الا ان الاوضاع ظلت كما هي ولم تتغيّر الى الافضل، لذا ارى انه لابد من الاستعانة بالخبرات الاجنبية لرئاسة هذه اللجان التي تثير حولها الشكوك والظنون لقطع دابر الذين ظلموا، كما جاء في الآية الكريمة، واعادة الامور الى نصابها الصحيح لإنقاذ كرتنا ورياضتنا من المعوّقات التي تقف امام تطوّرنا وابعاد كل من يسيء الى انديتنا ومنتخباتنا من مسؤولي الاندية واللاعبين والحكام والإعلاميين والجمهور لاسيما ان صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب قلبه مفتوح قبل باب مكتبه لأي اقتراح او شكوى تصل إليه ويسعى دائمًا الى خدمة الرياضة والشباب وتهيئة المناخ الصحي للعمل والإبداع بعيدًا عن حب الذات والمصالح الشخصية على حساب المصلحه العامة. · الاحتراف يجب ان يكون مطبّقًا على الاداريين في الاتحادات الرياضية واللجان العاملة فيها والاندية ما دمنا نطبّق الاحتراف في معظم الالعاب ويجب ان نعمل باحترافية وفهم انظمة ولوائح الاحتراف المعمولة في جميع انحاء العالم بدلًا من الاجتهادات الشخصية، لأن الرياضة اصبحت علمًا ودراسة، وليست كما كان في السابق هواية وحبًا وفزعة، حتى لا تتكرر اخطاؤنا السابقة، والتي لا نتعلم منها وحتى ننهض بالاحتراف بالاندية، لابد من الاسراع من الخصخصة لتوفير موارد مالية للاندية، لتقوم بواجباتها على اكمل وجه خصوصًا في ظل الازمات المالية التي تمرُّ بها انديتنا في كل موسم وابتعاد اعضاء الشرف عن دعم الاندية ماديًا نظرًا لضخامة مصروفاتها المتمثلة في المعسكرات وعقود اللاعبين المحترفين ورواتبهم وعقود اللاعبين الاجانب وعقود الاجهزة الفنية، ومكافآت الفوز والمشاركات الخارجية، فالاندية الكبيرة تعاني من صرف رواتب اللاعبين المحترفين، فما بالك بالاندية الصغيرة ذات الامكانات المادية المحدودة والتي لا تملك رعاة ولا تملك اعضاء شرف داعمين، لذا تلجأ الى بيع نجومها الى الاندية الكبيرة لتضمن بقاءها في الاندية وتقوم بتسيير امورها بالعافية والبركة وبدعاء الوالدين. · أتمنى ان يحقق الفتح بطولة دوري زين للمحترفين هذا الموسم وهو على بُعد امتار قليلة من تحقيق هذا الانجاز الكبير بميزانية متواضعة جدًا على الرغم من انه غير مصنف من الاندية الكبيرة كالهلال والاهلي والنصر والشباب إلا انه يملك ادارة واعية تعمل بفكر احترافي وعلى قدر إمكاناتها المادية يعني الجود من الموجود ولم تبالغ في المصروفات وعقود اللاعبين المحترفين المحليين والاجانب ورواتبهم، ولم تضاعف مكافآت الفوز لهم كما تفعل الاندية الاخرى وانا متأكد تمامًا بأن محترفي الفتح هم الاقل عقودًا ورواتب ومكافآت من لاعبي الاندية الاخرى ولم نسمع يومًا ان لاعبًا سعوديًا او اجنبيًا في الفريق يطالب بحقوقه او رواتبه المتأخرة، لأن المناخ في هذا النادي صحي جدًا وهذا ما صرّح به مدربه الطموح فتحي الجبال اكثر من مرة وانه سعيد بالعمل في هذا النادي الهادئ (ما شاء الله) الذي يتميّز به عن بقية الاندية التي تعجّ بالمشاكل والصراعات والخلافات وهناك توافق كبير بين الادارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين والجمهور وحب لا حدود له لهذا النادي النموذجي الذي تفوّق على مَن سبقوه بقوة الارادة، واثبات الوجود وفكر احترافي مقنن والعمل بصمت وبعيد عن الإعلام، فالإرادة تقهر المستحيلات ويجب علينا ألا نقلل من إنجاز الفتح المبهر ولا نردد مقولة (الدوري ضعيف) ويجب ان نرفع القبعه للفتح بطل دوري زين للمحترفين احترامًا وتقديرًا لما قدّمه طوال هذا الموسم وترك للاندية الكبيرة الصراع على المراكز من الثاني الى الثامن، وكل دوري والفتح من زين الى أزين واقول للفتحاويين إن الوصول الى القمة صعب ولكن المحافظة عليها اصعب وأتمنى ان تساهم الشركات ورجال الاعمال في محافظة الاحساء بأكملها في دعم الفتح في الموسم المقبل خصوصًا في مشاركته الآسيوية وتكريم لاعبيه بما يتناسب وحجم الانجاز الكبير. Abufaisal_sport