** حملت جماهير الاتحاد فريقها الشاب إلى المقدمة أمام بطل الدوري.. وساهمت في تمكينهم من الفوز على الفتح بهدفين نظيفين وبضياع فرصتين أخريين كادتا تضاعفان رصيد الفريق «الأسطوري» الشاب الذي أثبت ان الكرة روح.. وتضحية.. واخلاص.. قبل ان تكون «خبرة» ونجومية وأسعارا عالية في بورصة «مجنونة» على لاعبين اصبحوا على دكة الاحتياط. ** فقد أكد الشباب الاتحادي الجديد للمرة الثالثة انهم يستحقون لبس شعاره وتمثيله.. وأنهم جديرون بحمل اسمه وتعويضه عن خسائره للموسم الماضي. وان إصرارهم على إثبات وجودهم كفيل بأن يعزز ثقة الجماهير فيهم.. ** فكيف حققوا هذا الفوز الكبير على بطل الدوري وأسعدوا جماهيرهم ليس فقط بالفوز الكبير بالنتيجة وانما بروح المسؤولية التي تحلوا بها.. وقدموا مستوى جيدا في الناحيتين الفنية واللياقية. ** لعب المدرب الاتحادي هذه المباراة بتكتيك هو اقرب الى التحفظ منه الى الاندفاع والهجوم.. واعتمد على تعزيز مناطق المحاور معتمدا على «ابو سبعان» في المؤخرة.. وكاريري وامبابي في المقدمة ومستفيدين من سرعة «عبدالفتاح عسيري» في اليمين وفهد المولد في اليسار.. وامامهما المهاجم الشاب عبد الرحمن الغامدي في الوقت الذي وزع «اسامة المولد» جهده بين الدفاع الى جانب احمد عسيري وبين التقدم الى الوسط لتعزيز منطقة المناورة وتمكين «كاريري» من تقليم اظافر لاعب الفتح الخطير «ايلتون» وتفوقه في هذه المهمة بنجاح.. فيما تفرغ امبابي للتحرك اماماً خلف ثلاثي الهجوم الخطر بسرعته (فهد/ غامدي/ عسيري).. ** وبهذا التكتيك استطاع الاتحاديون الاستفادة من غياب عناصر اساسية في الفتح.. اكثر فترات المباراة وفي اتساع المساحات المتباعدة بين وسطه ودفاعه وهجومه لا سيما في ظل تلاشي خطورة ايلتون.. وغياب دور ربيع سفياني الذي هبط الى المباراة متأخراً في الشوط الثاني وكان غير قادر على مجاراة المباراة لإصابته الواضحة.. ** ولولا توفيق حارس الفتح «العويشير» في هذه المباراة من جهة.. وتسرع مهاجمي الاتحاد في التصويب على المرمى الفتحاوي.. لزاد رصيد الاتحاديين.. بعد ان وضح ان خط الظهر الفتحاوي كان في أسوأ حالاته.. من حيث ضعف التمركز.. وبطئهم وعدم قدرتهم على مجاراة «فهد المولد» الذي تلاعب بهم كثيرا.. لادائه مباراة كبيرة ظهر فيها في احسن احواله بالرغم من انه لم يسجل ايا من الهدفين اللذين سجلهما «مختار فلاته» و»محمد قاسم» وان كان دوره واضحا سواء في صنع الهدف الاول.. او في الابقاء على درجة حرارة الهجمات الاتحادية في ذروتها.. رغم اعتماد الاتحاد على الكرات المرتدة وبالذات في الشوط الثاني.. ** وكما هو معروف فان اللاعب رقم واحد.. ليس هو اللاعب الذي يسجل الاهداف في جميع الاحوال وانما اللاعب الذي يصنع اللعب. ويحرك الهجوم.. ويرهق الفريق الخصم ويعمل على خلخلة خط الظهر المقابل ويستغل بسرعته كل فجوة ولو كانت ضيقة ليحولها الى هجمة خطيرة على الفريق الخصم.. وهكذا كان فهد المولد النجم رقم واحد في هذه المباراة والخطر الاكبر الذي تهدد مرمى «العويشير» اكثر من 3 مرات خلال الشوطين وأتعب الظهيرين الفتحاويين بتنقله من اليسار واليمين وتبادل المراكز بسرعة فائقة مع زميله «عبدالرحمن الغامدي» وتكامله مع خط الوسط الذي اعانه على البقاء في المقدمة وخفف من رجوعه الى الخلف وتفرغه على الاطراف وان شارك بين وقت وآخر في اداء مهام دفاعية عند الضرورة القصوى.. ** لكن ما يجب ان نقوله للاتحاديين هو ان المستوى العام للفريق لم يكن جيدا من الناحية الفنية وان كان حماس اللاعبين وتهالك مستوى الفتح قد غطى على العيوب الكبيرة التي ظهرت في الفريق.. ** فقد لعب المدرب في خط الظهير بكل من شراحيلي ظهيرا ايمن والشريمي ظهيرا ايسر.. ولعب بأسامة المولد واحمد عسيري متوسطي دفاع.. وكان واضحا ان تعليمات المدرب قد الزمت الظهيرين بعدم التقدم.. كما الزمتهما بالابتعاد عن الاحتكاك بأطراف الفتح.. رغم نزعتيهما الهجومية الواضحة.. وهذا التكتيك المتحفظ لا يجيده الاتحاد على الاطلاق لان ظهيريه كانا يشكلان نقطتي انطلاق لاي هجمة على الاطراف واذا استمر اللعب بهذه الطريقة بظهيرين يميلان الى الهجوم فان المدرب سيكشف انه بحاجة الى البحث عن محور متمكن في اجادة الادوار الدفاعية الخلفية.. وهذا اللاعب المحور لا يبدو متوفرا الآن.. لأن ابوسبعان هو الآخر ذو نزعة هجومية.. وتقدم لاعب ارتكاز.. وظهيرين يمثل اكبر خطر على الفريق اذا لم يتنبه المدرب لذلك.. ويعمل على معالجته.. بتثبت «ساندرو» في هذه المنطقة لانه لاعب «مشاكس» وذو مجهود قادر على مساندة الهجمة في الضرورة القصوى وعلى التمركز في الخلف اكثر الأوقات.. ولا سيما في ظل استمرار الظهير الايسر الشريمي في مكانه.. ** صحيح ان هذا اللاعب القوي والصلب لم يقصر في اداء مهمته الدفاعية.. لكنني احس بأنه لاعب وسط متقدم اكثر منه ظهيرا ايسر.. وبالذات لانه يجيد الانطلاق وقوة التهديف وحسن التصرف امام المرمى بدليل تسجيله الهدف الثاني وسط تكتل دفاع الفتح وتمركز حارس مرماه الجيد.. ** وليت المدرب يستجيب لهذا الرأي ويدفع بهذا اللاعب كرأس حربة.. «مهاجم صريح» ويبحث له عن ظهير ايسر يتكامل مع ساندرو أو ابوسبعان ولا يترك ثغرات في منطقة حساسة.. او يتسبب في فاولات اكثر الوقت بسبب قوته البدنية ونشاطه المتزايد «ما شاء الله تبارك الله».. ** والحقيقة انه لولا حالة الضياع التي كان عليها الفتح ومحدودية نشاط ايلتون واجادة كاريري في مراقبته والانقضاض عليه قبل استلامه للكرة.. اقول انه لولا الضعف العام الذي بدا على الفتح وبالذات في منطقة هجوم المقدمة.. لكان دفاع الاتحاد ساحة لهجمات خطيرة.. وبالذات في ظل غياب دور المحاور في الفتح تماما وكذلك بطء التحضير.. وهو غير ما ألفناه من الفتح في جميع المباريات التي اوصلته الى البطولة.. ** فاذا نحن اضفنا الى ذلك حالة الاجهاد الواضحة وتكرر اصابات اللاعبين كعوامل ساعدت الاتحاد على البروز والتسجيل.. فاننا سندرك مدى صعوبة المباراة القادمة على الاتحاد اكثر من الفتح.. لسببين اثنين هما: ** اولاً: ان هزيمة الامس كانت قاسية عليهم ولا يمكن تكررها باي حال من الاحوال لا سيما وان الفتح من الناحية التكتيكية جاهز ومكتمل وان كانت حالة دفاعه بحاجة الى تجانس اكبر وبالذات بعد التحاق لاعب الاتحاد وظهيره الايسر «مشعل السعيد» بهم وعدم استقرار وظيفته في خط الظهر الفتحاوي حتى الآن.. وذلك يحتاج الى قرار من المدرب بحيث يضعه في منطقة الظهير الأيسر بدلا من لاعب الاتحاد السابق عدنان فلاته، أو ان يضعه في منطقة قلب الدفاع وبالتالي يستغني عن متوسط دفاعه الجيد وهذا سيكون خطأ استراتيجيا لا اظنه يقع فيه.. او يسمح بحدوثه في يوم من الايام.. ** وفي كل الاحوال.. فان الاتحاد مطالب باعادة قراءة مباراة الامس اكثر من مرة.. للتعرف على الفجوات الكبيرة في وسطه وفي منطقتي خط الظهر.. وهما منطقتان حيويتان وتحتاجان الى توازن اكبر فيهما وسرعة تصرف في حالة تقدم احدهما.. ** ولولا الروح والحماس وحالة الانهاك التي بدا عليها الفتحاويون لكانت المباراة غير ما انتهت اليه لحسن حظ الاتحاديين.. ** ومرة اخرى اقول ان الحماس مهم.. والاخلاص اكثر اهمية لكن تحقيق المزيد من التجانس بين ذوي الخبرة والشباب مهم في تحقيق التكامل بين الخطوط الثلاثة والتقليل من الاخطاء وذلك يقتضي لعب (امبابي) واللاعب المجري «جورجي ساندرو» الى جانب كاريري بصورة دائمة لان الحاجة ملحة ولا سيما في اللقاء القادم الى خبرة الثلاثة والى صلابتهم ايضا وكذلك الى مستوى النشاط الذي عرفوا به.. ** كما ان التريث في التغيير واتقان اختيار البدائل في المباراة القادمة سيكون مهما وليس كما حدث امس عندما زح المدرب «بالعمري» بعد خروج عبد الفتاح.. وبدا وكأنه بحاجة الى اعداد افضل في الوقت الذي لم يكن عبدالفتاح سيئا.. ورفع كرات مهمة وكاد يتسبب في اكثر من هدف.. ** ومع كل هذا.. فإن الصعوبة ليست في المباراة القادمة مع الفتح وانما مع توفر القدرة لدمج الخبرة بالحيوية والخروج بتوليفة متجانسة اكبر.. لان لكل منهما طريقته في اللعب حتى انك تشعر وكأنك امام مجموعتين وليس امام مجموعة واحدة.. والنجاح هنا في اهمية ان يتحقق المزيد من «الهارموني» بين افراد الفريق حتى يتواصل النجاح تلو النجاح ويزداد حضور الجماهير المتعطشة الى الانتصارات منذ سنتين او اكثر.