•• لم يكن الاستهتار الاتحادي هو السبب المباشر في هزيمة الاتحاد « المخجلة» يوم أمس أمام فريق الوحدة الجريح.. ولكن الخطة التي اتبعها المدرب «كانيدا» كانت وراء تغيير الوحدة لكل التوقعات التي سبقت المباراة. فقد واصل «كانيدا» أخطاءه.. بدءا باختيار «راشد الرهيب» لشغل مركز الظهير الأيسر.. وكان مهاجما أكثر منه مدافعا.. وكانت الجهة اليسرى مسرحا لهجمات وحداوية مبكرة شنها اللاعب البرازيلي «ريتشي» وحقق منها هدفين مبكرين مستغلا اصابة متوسط دفاع الاتحاد « حمد المنتشري» وخروجه وتأخر المدرب في إنزال رضا تكر بديلا عنه.. وحتى بعد أن سجل الوحدة هدفيه انطلاقا من الناحية اليسرى في خط الظهر.. فإن « راشد الرهيب» ظل لاعب وسط أكثر منه لاعب خط ظهر.. مشكلا بذلك كثافة عددية في الوسط الاتحادي لا مبرر لها بوجود «امبابي» و «سكود» و« الفريدي» في الوقت الذي كان الفريق يهاجم بلاعب واحد هو «بيل» الذي يصر المدرب «كانيدا» على الاستعانة به كمهاجم صريح.. بالرغم من «فشله» حتى الآن في إثبات قدرته على احتلال هذا الموقع الخطير بديلا عن «نايف هزازي». فقد ظلت محاولاته ضعيفة لاختراق دفاع الوحدة المتماسك لانه لا يمتلك مهارات أو ذكاء رأس الحربة الماكر.. كما أنه بطيء الحركة وعديم القدرة على الالتفاف أو التمركز.. •• وبدلا من أن يستغني المدرب «كانيدا» عنه وينزل «الهزازي» بدلا منه في وقت مبكر، فقد أبقى عليه في المقدمة.. وتحولت الكثافة العددية من الوسط إلى الهجوم دون أن يتوفر الحد الأدنى من التجانس بين لاعبي المقدمة.. وحتى بعد نزول «نور» على الطرف الأيمن.. وارساله كرات جيدة إلى هزازي.. لكن تغيير هزازي ونور كان متأخرا جدا.. ولم يحقق أي جدوى تذكر.. •• والأسوأ من كل هذا أن الاتحاد ظل يلعب كرات عالية.. أمام دفاع وحداوي متماسك.. وطويل القامة وسريع التخلص من الكرة.. وبالذات في ظل غياب الحلول المهارية الاتحادية في المقدمة.. نتيجة غياب «فهد المولد».. وعدم توفر اللاعب القادر على تمرير كرات محكمة إلى خط المقدمة بسبب عدم توفيق « الفريدي» في أداء هذا الدور طوال وجوده في الملعب وأدائه لمباراة ضعيفة.. لعدم جاهزيته اللياقية وانعدام التجانس بينه وبين «بيل» في المقدمة ومع الجناح الأيمن «عبدالفتاح عسيري» الذي بذل جهودا كبيرة.. ولكنها كانت جهودا فردية معزولة عن أي تبادل أدوار مع الفريدي أو إمبابي أو سكود.. •• أما بالنسبة لفريق الوحدة الذي احترم خصمه ولعب بواقعية.. وأظهر لاعبوه تجانسا أكبر ولا سيما في خطي الوسط والظهر.. وأدوا مباراة تكتيكية ممتازة غلب عليها الانضباط الشديد.. وطغى عليها الحماس والإصرار كثيرا.. •• ولولا تراجع الفريق إلى خط الظهر بمن فيهم مهاجمهم البرازيلي الخطير «ريتشي» ربما لحققت الوحدة نتيجة أفضل من الهدفين نتيجة مبالغة دفاع الاتحاد في التقدم ومساندة الهجوم.. وإرباكه نتيجة الزيادة العددية غير المبررة.. وغياب اللاعب القائد في الفريق لتنظيم الهجمات.. وربط الخطوط الثلاثة مع بعضها البعض.. •• ولو كان لدى الوحدة خط هجوم قوي ومتماسك لمعاونة اللاعب المهاري «المدحلي» لحققت الوحدة نتيجة أفضل لا سيما أن خط الظهر الاتحادي شهد بعض الفوضى في فترات كثيرة.. •• وإذا كان هناك ما افتقده الاتحاد في هذه المباراة فهو لاعب الوسط «سعود كريري» لأنه اللاعب المنظم لوسط الاتحاد.. بالرغم من الجهد الكبير الذي بذله إمبابي.. لكنه ظل جهدا غير مستثمر.. لأن اللاعب المجري الجديد ما زال أقل تجانسا مع الفريق.. وتفاهما مع «امبابي» وبطيئا بدرجة كبيرة.. •• والمباراة بشكل عام.. تكشف مدى الانحدار الشديد في المستوى الاتحادي.. كما تكشف خطأ الاختيار للاعبين الذين لم يشكلوا للفريق أي إضافة جديدة.. بل كانوا على حساب روح الفريق المعهودة والمعروفة بالحماس والتجانس.. وحل هؤلاء اللاعبون المحترفون محل لاعبين أكثر تفاهما.. وأكثر عطاء مما يتوقع من أي محترف جيء به بملايين ضخمة.. •• وإذا كان هناك ما يميز فريق الوحدة في هذه المباراة أكثر من غيره فهي الروح القتالية.. والتنظيم الجيد بالرغم من جدة المدرب عليهم.. وإن كان التجانس والمهارة والروح القوية قد عوضتهم عن النقص الكبير ولا سيما في المقدمة.. ومكنتهم من الخروج بالفوز الأول على خصمهم التاريخي الذي يمر بأسوأ حالاته من النواحي الفنية واللياقية والتنظيمية.. •• وإذا استمر الوضع في الاتحاد على ما هو عليه الآن.. واستمر التعاقد مع لاعبين غير أكفاء لا يشكلون اضافة للنادي.. وعلى حساب نجومه.. فإن النتائج القادمة ستؤكد حاجة الاتحاد إلى إعصار جديد لإعادة بنائه من نقطة الصفر.. •• تحية للوحدة.. وتهنئة لجماهيره الوفية وألف ألف مبروك لكل من لعب منهم هذه المباراة ولحارس الفريق الذي كان وراء هذا الفوز أيضا..